مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    انتفاضة جديدة في النصر    ارتفاع الصادرات السعودية غير البترولية 22.8 %    برعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    نهاية الطفرة الصينية !    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلمان: الملك عبدالعزيز عرف بتدينه الصادق.. والعدل كان سمة أساسية في شخصيته
دشن مشروع موسوعة الحج والحرمين وافتتح معرض حياة الملك عبدالعزيز.. وتسلم الدكتوراة الفخرية من جامعة أم القرى

دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز المشرف العام على مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين مساء أمس في مكة المكرمة انطلاقة الأعمال العلمية والبحثية لمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، التي ستنجزها دارة الملك عبدالعزيز، بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في مكة المكرمة.
كما افتتح سموه خلال زيارته لجامعة أم القرى أمس المعرض الخاص بحياة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي أعدته دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع جامعة أم القرى والذي اشتمل على معروضات من دارة الملك عبدالعزيز عن مكة المكرمة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الجامعة مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان ووكلاء الجامعة ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبد الله الخضيري والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز ورئيس مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين الدكتور فهد بن عبدالله السماري.
وقد تجول سموه داخل جناح جامعة أم القرى الذي يضم العديد من الصور عن مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في هذا العهد الزاهر ودراسات عن الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه إلى جانب نماذج من بواكير الصحف السعودية وبعض المعروضات من متحف جامعة أم القرى إضافة إلى العديد من الصور الفوتوغرافية والمطبوعات والنشرات التي تحكي حياة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -.
واستمع سموه إلى شرح مفصل عن محتويات المعرض من قبل الدكتور فهد بن عبد الله السماري. إثر ذلك قام سمو أمير منطقة الرياض بتدشين موسوعة الحج والحرمين الشريفين، حيث قام سموه بالتوقيع على الكتاب الذي أصدرته الدارة الخاص بذلك إيذاناً بانطلاق أعمال المشروع العملية والبحثية.
كلمة مدير جامعة أم القرى
بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مدير جامعة
أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز مقدماً شكره لسموه على تلبية دعوة الجامعة والتحدث في أمسية ثقافية عن حياة المؤسس الملك عبدالعزيز ومكة المكرمة.
واستشهد ببعض الإنجازات التي سطرها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في أم القرى المتمثلة في إقامة المؤسسات التعليمية والثقافية والمرافق التنظيمية ومجلس الوكلاء ومجلس الشورى علاوة على أول مديرية للمعارف العامة والمعهد العلمي السعودي وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية المعلمين وكذا كلية التربية التي تعد النواة الأولى لجامعة أم القرى ومنطلق التعليم العالي في الجزيرة العربية، إضافة إلى العناية الخاصة بعمارة المسجد الحرام وقاصديه من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن، مشيراً إلى المكانة العظيمة التي كانت تحتلها مكة المكرمة في قلب المؤسس - طيب الله ثراه.
وأكد أن تدشين سمو أمير منطقة الرياض لموسوعة الحج والحرمين الشريفين تعد امتداداً للتاريخ العريق والعناية التامة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي كانت ومازالت تحظى بها من قادة هذه البلاد المباركة.
وأعلن الدكتور الوزان موافقة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على إنشاء مركز تاريخ مكة المكرمة يكون مقره جامعة أم القرى وتشرف عليه دارة الملك عبدالعزيز ويتابع شؤونه مجلس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وينوب عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
وأشار إلى أنه سيتم في القريب العاجل عقد اجتماع للمجلس لإقرار لوائح المركز وآليته داعياً الجميع إلى الإسهام لدعم هذا المركز من خلال الوقف الذي سيخصص له ودعوة الباحثين والباحثات للمشاركة في برامجه وأنشطته لأنه يتعلق بتوثيق تاريخ أغلى منطقة في قلوب الجميع، مؤكداً أن هذا المركز هو امتداد لحرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على خدمة مكة المكرمة والحرمين الشريفين وما يتصل بهما من توثيق ودراسة.
كلمة الهيئة التعليمية بالجامعة
بعد ذلك ألقت الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا كلمة الهيئة التعليمية بالجامعة أعربت فيها عن شكرها العميق لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على تشريفه للجامعة في هذه الأمسية الثقافية التي تتألق بالكلمة والتاريخ مشيرة إلى أن هذه الأمسية تشنف الأذان بمآثر مؤسس هذا الكيان الشامخ. وتطرقت إلى ما حظي به تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية في عهد المؤسس - رحمه الله - من عناية واهتمام حيث حرص - رحمه الله - منذ أوائل حكمه على افتتاح المدارس والمعاهد وتشجيع العلم ومؤسساته وجعله - رحمه الله - تعليم البنات في هذه البلاد المباركة تجربة فريدة منطلقة من سياسات تعليمية واضحة محددة المسارات والأهداف ومنسجمة مع شريعتنا الإسلامية الغراء وموافقة لطبيعة المرأة وفطرتها وتكوينها.
ونوهت بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من عناية وتشجيع واهتمام بالغ بالمرأة السعودية مما مكنها ويمكنها بعد عون الله وتوفيقه من أداء دورها في إطار منسجم مع عقيدتنا ومبادئنا وتقاليدنا وعاداتنا مشيدة بالثقة الكريمة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله في قدرات المرأة القيادية حيث كانت أول جامعة للبنات بإدارة أكاديمية نسائية سعودية.
محاضرة الأمير سلمان
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز محاضرة عن حياة الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة فيما يلي نصها..
يطيب لي في هذا المساء أن أكون معكم في صرح من صروح العلم، وفي رحاب هذا البلد المقدس، وبيت الله العتيق، الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين. وأشكر معالي الأخ الدكتور عدنان الوزان مدير جامعة أم القرى وزملاءه على دعوتي لزيارة الجامعة، كما يطيب لي أن أدشن هذا المساء في الجامعة أعمال موسوعة الحج والحرمين الشريفين التي صدرت الموافقة السامية الكريمة عليها، باهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، والتي تقوم عليها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزارتي الحج، والتعليم العالي وبدعم مشكور من مجموعة بن لادن السعودية.
ويشرفني أن أكون رئيساً لمجلس إدارة - مركز تاريخ مكة المكرمة- الذي أعلن عنه هذه الليلة ومعي الأخ الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة نائباً متمنياً للجميع التوفيق والنجاح لخدمة هذه البلاد ورفعتها.
وأجدها فرصة مناسبة للحديث عن لمحات يسيرة من تاريخ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - في مكة المكرمة وبعض الجوانب التأسيسية والإنسانية في حياته، فتاريخه لا يقتصر على إنجازات التوحيد والبناء فقط والتي هي مهمة ومعلومة للجميع وإنما يتضمن جوانب كثيرة جداً، تبرز فيها إنسانيته واهتمامه بجميع أنحاء البلاد وعلى رأسها مكة المكرمة والمدينة المنورة.
أيها الإخوة.. عاشت الجزيرة العربية قروناً طويلة من عدم الاستقرار وعدم الأمن وضعف الدين عند الناس وانتشار دويلات كثيرة لا تتجاوز حدود قرية أو بلدة أو إقليم بعد أن كانت قبل ذلك ولقرون عدة تنعم بالوحدة والاستقرار في فترة الدولة الإسلامية في عهد المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضوان الله عليهم والدولة الأموية والدولة العباسية، وجاءت الدولة السعودية لتعيد الاستقرار لهذه المنطقة على نهج الدولة الإسلامية الأولى وتوحد أغلب أجزائها في دولة واحدة، تقوم على الكتاب والسنة وليس على أساس إقليمي أو قبلي أو فكر بشري منذ أكثر من مائتين وسبعين سنة عندما تبايع الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله على ذلك.
ونتيجة لهذا الأساس المهم والالتزام به عادت الدولة السعودية للظهور مرة ثانية ومرة ثالثة على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو ما توقعه المؤرخ الفرنسي فيلكس مانجان عام 1239ه في كتابه تاريخ مصر في عهد محمد علي إثر سقوط الدرعية وقبل قيام الدولة السعودية الثانية قائلاً: ولكن ذلك البلد يضم في جنباته بذور الحرية والاستقلال فما زالت المبادئ الدينية نفسها موجودة وقد ظهرت منها بعض البوادر ومع أن أسرة آل سعود قد تفرقت ومع أن الفوضى تعم بين الزعماء فما زال هناك أس خصب يمكن للزمن والأحداث أن تجعله يتفتح من جديد.
أيها الإخوة.. بدأ الملك عبدالعزيز إعادة تأسيس الدولة السعودية في سن مبكرة وبأفراد قليلين، وجعل كلمة التوحيد هي الأساس، ولم يكن هدفه توسيع الملك لأجل الحكم فقط وإنما لخدمة دينه وشعبه وخدمة المسلمين.
وفي الوقت الذي كان البعض ينادي بالوحدة العربية على أساس قومي دون تطبيق. انبرى يحقق تلك الوحدة عملياً في أغلب أرض الجزيرة العربية برجاله الأوفياء في كل مكان في هذه البلاد، ورغم أن عبدالعزيز عدناني من جهة الأب وقحطاني من جهة الأم وتعكس عروبته الأصيلة قوميته إلا أن انتماءه للإسلام.
ولهذا قامت المملكة العربية السعودية على الكتاب والسنة وليس على قومية ضيقة، أوعصبية مقيتة، مما جعلها هدفاً للأعداء الذين حاولوا وما زالوا يحاولون سلخها عن عقيدتها لأنهم يعلمون أنه متى ماتخلت عنها فإن ذلك إعلان صريح بزوالها ولا شك أن أعداء أساس هذه الدولة هم أولئك الذين يتطرفون باسم الإسلام وهو منهم براء، ويصبحون أداة هدم وإرهاب أو أولئك الذين يؤيدون أسلوب التحرر من الدين ومبادئه وينادون بالتخلي عنه وديننا يحثنا على الوسطية وهي لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء.
أيها الإخوة.. عرف الملك عبدالعزيز بتدينه الصادق والصحيح الذي أسهم في نجاحه وتوفيقه وانطباع شخصيته بقيم الإسلام ومبادئه الإنسانية وقد ذكر الشيخ عبد الله خياط - رحمه الله - الذي كان قريباً منه في كتابه لمحات من الماضي أن الملك عبدالعزيز إذا كان ثلث الليل الأخير تشعل له المصابيح الكهربائية وينتهز هذه الفرصة الثمينة في قيام الليل ويستمر في مناجاة ربه بآياته ويتضرع إليه ويبكي بكاء الثكلى ويستمر على هذا الوضع حتى قبيل الفجر فيوتر ثم يصلي الصبح في جماعة. وكان - رحمه الله - يخصص اجتماعات سنوية لأسرته رجالاً ونساءً ليقدم لهم النصح ويذكرهم بأساس هذه البلاد ويوجههم بحسن معاملة الناس والاهتمام بالفقراء والمحتاجين وحفظ حقوق الناس وإبراء الذمة.
وأذكر عندما كنت صغيراً أنه كان يتابعنا دائماً في جميع الأمور خاصة الصلاة والدراسة، إذ كنا نصلي جميع الفروض معه وقد خصص - رحمه الله - غرفة خاصة في قصر المربع ليحجز فيها كل من يتخلف عن الصلاة معه بما في ذلك صلاة الفجر، وقد كنت واحداً من أبنائه الذين جربوا تلك الغرفة في يوم من الأيام، وكنا نهاب عدداً من الرجال من خاصته الذين كان يكلفهم بإيقاضنا ومتابعتنا يومياً في أداء الصلاة من هيبة الوالد لعلمنا أنهم يتلقون أوامر صارمة منه لمتابعتنا وكانت عمتي نورة - رحمها الله - هي من تشفع لنا عنده.
كما اهتم الملك عبدالعزيز بتعليم أبناء أسرته وأبناء شعبه وكان يكلف بعض المشائخ والمدرسين لتدريسهم، وبعد ذلك خصص لأبنائه مدرسة في القصر وعين عليها مدرسين معظمهم من مكة المكرمة مثل الأستاذ أحمد العربي في بداية إنشاء مدرسة الأمراء والشيخ عبدالله خياط مدير المدرسة وأحمد بن علي الكاظمي وصالح خزامي وعبدالحميد الكاظمي رحمهم الله جميعاً.
ولحرصه على متابعتنا في الدراسة كان يكلف أحد خاصته بالوقوف أمام المدرسة لتفقدنا عند الدخول وإبلاغ الوالد بمن يتغيب منا أو يتأخر عن الحضور وذكر الشيخ عبدالله خياط في كتابه لمحات من الماضي أن الملك عبدالعزيز في إحدى زياراته لمدرسة الأمراء وفي لفتة أبوية تشجيعية كريمة من جلالته لأحد أنجاله عندما رأى على ثوبه بقعة حبر حاول إخفاءها عن نظر والده، قال: (لاتخفها هذا عطر المتعلمين وطلبة العلم).
أيها الاخوة.. تعامل الملك عبد العزيز مع مَن عارضه أو حاربه من أجل إقامة هذه الدولة تعاملاً إنسانياً وكريماً، حتى قيل إنه ما من شخص عاداه وبقي حياً يرزق إلا عاد إليه طوعاً بسبب حسن تعامله وصدقه مع الناس وإنسانيته، وتجسدت قمة هذا التعامل الإنساني لديه في منهجه - رحمه الله - بوضع الثقة في أولئك الرجال الذين كانوا خصومه ثم أصبحوا معه، حيث أسند إليهم المناصب القيادية في مجالات الإدارة والتعليم والجيش والمال والتشريفات وغيرها.
يقول خير الدين الزركلي - رحمه الله - في كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز): إن عبد العزيز ابتسم مرة في مجلسه وفي ضيافته الشيخ نوري الشعلان - رحمه الله - شيخ قبائل الرولة العنزية، ففسر عبد العزيز ابتسامته للضيف قائلاً: (هل ترى هؤلاء الجالسين حولك يا أخ نوري ما منهم أحد إلا حاربته وعاداني وواجهته.. فرد الشيخ نوري قائلاً: (سيفك طويل يا طويل العمر)، فأوضح عبد العزيز أن السبب لم يكن السيف فقط قائلاً: (إنما أحللتهم المكانة التي لهم أيام سلطانهم انهم بين آل سعود كآل سعود).
ومن خصائصه - رحمه الله - وفاؤه لمن وقف إلى جانبه منذ البداية وخاصة أثناء حملات التوحيد، ونتيجة لنبل مقصده وأساسه الصحيح كان له أنصار كثيرون في أنحاء البلاد قبل توحيدها وكان وفياً معهم ويعتني بهم لمواقفهم المخلصة.
أما العدل في شخصية الملك عبد العزيز فسمة أساسية لأنه من مقتضى الحكم الصحيح والشواهد كثيرة عن عدل عبد العزيز وإنسانيته، إذ كتب أمين الريحاني في كتابه (ملوك العرب) كان الملك عبد العزيز يراقب قافلة، أناخت بالقرب من مخيمه في العقير، وكان بها جمل متعب وطلب صاحبه وابلغه أن يترك الجمل يرعى ولا يعيده إلى القافلة رأفة به، وقال الملك للريحاني: العدل عندنا يبدأ بالإبل ومن لا ينصف (بعيره) يا حضرة الأستاذ لا ينصف الناس.
وفي موقف إنساني آخر نجد انه يضع نفسه محامياً عن المحتاج إلى أن يحصل على حقوقه، فها هي المرأة المسنة من أهل مكة المكرمة تصل إلى باب قصره بمكة وتشكو إليه أمرا في قضية ميراث لها قائلة: ليس لديها من يدافع عن قضيتها.. فأخذ جلالته ما بيد تلك المرأة من أوراق قائلاً: انه وكيلها في هذا الأمر وقام بمتابعة قضيتها شخصياً مع المحكمة الشرعية حتى انتهت.
كان لا يرتاح عندما يشاهد وضعا يقتضي العطف فيبادر بمواقفه الرائعة التي تنبض بالرفق واللين والإنسانية، وقد ذكر عبد العزيز الاحيدب - رحمه الله - في كتابه (من حياة الملك عبد العزيز) انه عندما جاء عبد العزيز يتابع العمل في بناء القصر في المربع وكان ذلك في رمضان شاهد عمالاً يقومون بالعمل تحت الشمس الحارقة، فتوقف وسأل رئيسهم عن مواعيد عملهم فأجابه انهم من الصباح الباكر حتى العصر فتعجب جلالته وقال: أنا لا أعمل بيدي واستعمل السيارة وأشعر بالعطش من الآن وصاعداً لا تعملوا في رمضان أكثر من أربع ساعات في أول النهار ولكم أجركم كاملاً.
أيها الاخوة.. كان عبد العزيز ينظر إلى شعبه دائماً بأنهم جزء لا يتجزأ منه، وكان يستقبل المواطنين من أنحاء البلاد في الرياض أو أينما يكون ليقابلوه ويستفيدوا من كرمه الفطري، وكان يعتني بهم ويسأل عن احتياجاتهم وأحوالهم وعندما اشتدت الأزمة الاقتصادية بسبب الحرب العالمية الثانية أقام المخيمات والمطابخ والمخابز والمبرات في أنحاء البلاد لتوفر للمواطنين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء. وكان - رحمه الله - يأخذ معه دائماً صراراً فيها نقود فضة في السيارة ليساعد بها من يقابلهم من المحتاجين في الطريق، فلقد روى خير الدين الزركلي في كتابه أن الملك في يوم من الأيام كان يتجه نحو عرفة ورأى جمالاً، وسأل عن أحواله ثم ناوله صرة نقود وبعدما تحركت السيارة قال السائق للملك: (ان الصرة التي أعطيت للرجل كانت ذهباً وليست نقوداً فضة) (فطلب الملك من السائق العودة إلى الرجل واعتقد السائق أن الملك سيستعيد تلك الصرة ويستبدلها بأخرى لكنه فوجئ بأن الملك ينبهه أن الصرة التي أعطيت له هي صرة ذهب حتى لا يخدعه أحد لعدم معرفته بذلك، وأمر السائق أن يمضي في المسير قائلاً: (أعطاه الله).
كما ارتبط كرمه بإنسانيته - رحمه الله - إذ كان يعطف على الناس ويتفقد شؤونهم ويتولى بنفسه توزيع الصدقات كما كان - رحمه الله - يكلف أفراداً من أسرته، وغيرهم رجالاً ونساء لتوزيع الصدقات على المحتاجين والمساكين وتفقد أحوالهم في جميع أنحاء المملكة.
فمن المواقف الإنسانية المؤثرة لكرم الملك عبد العزيز ما ذكره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) في إحدى خطبه رواية عن والده بشأن ما كان يقوم به ليلاً بنفسه دون علم الآخرين من الإحسان للضعفاء والفقراء خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان كل عام، ومن بينهم امرأة عجوز من أسرة يعرفها يقول الملك عبد العزيز: (أعطيتها مبلغاً من المال فأمسكت بي والدنيا ظلام وقالت مَن أنت؟، ولم اقل لها شيئاً لأني لا أريد أن تعرفني) قالت: أنت عبد العزيز؟ قلت: لها نعم أنا عبد العزيز، فاستقبلت القبلة وفتحت جيبها وقالت قول آمين أن الله يفتح لك خزائن الأرض وبعد أن ظهر الزيت عندنا عرفت أن هذا هو خزائن الأرض.
كما امتدت إنسانية عبد العزيز لتشمل الأيتام والعناية بهم ففي عام 1355ه كما جاء في صحيفة أم القرى وافق على إنشاء أول مدرسة ودار للأيتام في مكة المكرمة، وكلف عدداً من أبناء مكة المكرمة لإدارتها ومتابعتها وكان - رحمه الله - يتفقد هذا الديار ويلاطف الساكنين فيها ليشعرهم بقيمتهم ومكانتهم ويساعدهم ليعوضهم عن فقدان والديهم كما أسس عدداً من مدارس ودورا للأيتام واليتيمات في أنحاء المملكة.
أيها الاخوة.. تعد مكة المكرمة والمدينة المنورة أعز الأماكن في نفس الملك عبد العزيز - رحمه الله - حيث أعطاهما جل اهتمامه وقدم لهما ما يلزم من مال ووقت وأكثر من ذلك، فانتشر الأمن في أنحاء البلاد وخاصة في مكة والمدينة وأصبح الحجاج يسافرون ويؤدون مناسكهم وهم آمنون ومطمئنون.. والجميع يدركون ماذا كان الأمن عليه في هذه البلاد قبل عبد العزيز وما اصبح عليه في عهده وعهد أبنائه من بعده.
وكان - رحمه الله - يقضي كل عام في مكة وقتاً طويلاً قبل الحج وبعده وكان يلتقي بجميع أبناء مكة كما هي عادته، وكنا نفرح ونحن صغار عندما نأتي إلى مكة ونستمتع بالإقامة فيها والدراسة في قصر السقاف حيث تنتقل مدرستنا، واتذكر أنني كنت أبشر من يأتيني عند سماع قرار سفرنا إلى مكة مع الوالد.
ففي مكة المكرمة أرسى - رحمه الله - دعائم المشاركة الوطنية في إدارة شؤون البلاد الداخلية عندما أسس المجالس الأهلية والبلدية وجعلها بالانتخاب وأسس مجلس الشورى عام 1345ه ومقره مكة المكرمة وفيها أصدر أول جريدة رسمية للمملكة العربية السعودية باسم (أم القرى) عام 1343ه وجعل مقرها مكة المكرمة.
وفي مكة المكرمة أيضاً بويع الملك عبد العزيز ملكاً على الحجاز وسلطاناً على نجد وملحقاتها في عام 1344ه حول باب الصفا بالمسجد الحرام ثم طاف بالبيت العتيق وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم - عليه السلام - شكراً لله موحداً للمولى - عز وجل - على توفيقه وتمكينه.
وفي مكة المكرمة أيضاً أصدر الملك عبد العزيز أول نظام شامل لإدارة البلاد وحكمها وهي التعليمات الأساسية في عام 1345ه أي بمثابة النظام الأساسي، كما صدرت في مكة المكرمة المئات من الأنظمة في عهد الملك عبد العزيز لتسهم في بناء البلاد وتطوير جوانبها المختلفة التي لا يزال معظمها يعمل به إلى يومنا هذا.
وكان لأبناء مكة المكرمة إسهامهم الكبير في البناء الإداري والمالي المبكر حيث كلفهم - رحمه الله - بعضوية العديد من الهيئات التأسيسية واللجان والإدارات وغيرها.
وشهدت مكة المكرمة إعلان نظام ولاية العهد لأول مرة في البلاد حينما رفع عدد من أعيان مكة المكرمة أولا ثم أعيان المدينة المنورة وتلاها عدد من المدن الأخرى إلى الملك عبد العزيز يطلبون فيه تعيين الأمير سعود بن عبد العزيز ولياً للعهد، ونتيجة لذلك صدر قرار مجلسي الشورى والوكلاء بمكة المكرمة بمبايعة الأمير سعود بولاية العهد في عام 1352ه وكان - رحمه الله - قد عين ابنه الملك فيصل نائباً عنه في مكة عام 1344ه.
ومنذ دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة وهو يولي المسجد الحرام والمشاعر المقدسة والأهالي والحجاج والمعتمرين اهتمامه الخاص، ومن اهتماماته المبكرة إجراء الإصلاحات والترميمات بالمسجد الحرام وإنارته بالكهرباء لأول مرة وتهيئة أماكن الطواف والسعي من خلال رصفها وتوسعتها ونشر الأشرعة والمظلات لحماية المسلمين من حرارة الشمس أثناء أداء صلواتهم ومناسكهم، كما اهتم الملك عبدالعزيز بتهيئة مياه الشرب وبناء السبيل وتعمير عين زبيدة وبناء بئر زمزم وإنشاء مصنع لكسوة الكعبة لأول مرة في مكة المكرمة.
وعندما حدث السيل الكبير في مكة المكرمة عام 1360ه حرص الملك عبدالعزيز على حماية المسجد الحرام من أي أضرار؛ فأبرق إلى عبدالله السليمان وزير المالية قائلا: من طرف أبواب الحرم جميع ما ذكرتم طيب نفذوه بكل ما يمكن من السرعة ولكن ربما يجي سيل قبل أن تجهز هذه الأبواب والذي أراه أن يعمل خشب قوي ويحط له مقبض حديد من يمين ويسار ويسقط فيه الخشب على قدر الذي يحمي من السيل ويحط فوق الخشب شيء ثقيل حتى لا يشيله السيل وهذا مؤقت حتى تحضر الأبواب الحديد.
هذا هو عبدالعزيز في صدقه مع ربه وحرصه على بيت الله الحرام وأخذه الحيطة لأي أمر محتمل لمنع الضرر.
أيها الإخوة .. هكذا حقق الملك عبدالعزيز وحدة البلاد ووحدة المواطنين وأنجز أسس البناء في المملكة وعلى رأسها توسعة الحرمين الشريفين ليستكمله أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد- رحمهم الله - على نهجه وسياسته، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تواصلت مسيرة البناء في البلاد وتحققت أضخم توسعة للحرمين الشريفين من منطلق العناية الخاصة التي يوليها قادة هذه البلاد لهذه الأماكن المقدسة.
كما يعد إصدار أنظمة الحكم الثلاثة النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق في عهد الملك فهد من العلامات البارزة في مسيرة البلاد التي انطلقت في الرياض مستمدة أساسها من تلك الأنظمة التي صدرت في مكة المكرمة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشاركاً لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز وهو يضيف المزيد من الإنجازات لهذه البقعة المباركة، وكان مثالاً للوفاء معه عند مرضه في آخر حياته؛ مما يعكس قوة الأسرة في تماسكها وتلاحمها وتعاونها من أجل رفعة هذه البلاد وخدمة مواطنيها.
واليوم ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخوه سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يواصلان هذه المسيرة التنموية الخاصة بالبلاد ويقدمان المزيد من الإنجاز والاهتمام بالحرمين الشريفين. ويعد وقف الملك عبدالعزيز الذي خصصه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الحرمين الشريفين وصدور أمره الكريم من مكة المكرمة بإنشاء هيئة البيعة عام 1427 ه ولائحتها التنفيذية عام 1428 ه من الإنجازات التاريخية المتعددة التي تسجل له - حفظه الله -.
إسأل الله أن يوفقنا دائماً لخدمة هذه البلاد الطاهرة وأهلها الأوفياء وكافة الأمتين العربية والإسلامية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سموه يتسلم الدكتوراه الفخرية في الآداب
بعد ذلك فتح باب الحوار والمداخلات ما بين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور الذين تحدثوا عن مآثر الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - في مكة المكرمة، ورووا الكثير من المواقف الإنسانية والنبيلة له - رحمه الله - والتي تدل على عدله وحبه للخير وإحقاق الحق وقمع الفساد وإشاعة المحبة والألفة والإخاء والمساواة بين الجميع. عقب ذلك أعلن معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان عن منح مجلس جامعة أم القرى الدكتوراه الفخرية في الآداب لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تقديراً وعرفاناً للدور الكبير لسموه في الآداب.
وقد أعرب سموه عن تشرفه بقبول هذه الشهادة من جامعة أم القرى؛ لما لها من مكانة خاصة في نفسه، وقال: لقد رفضت قبول أي شهادة دكتوراه من أي جامعة، ولكني أتشرف بقبولها من جامعة أم القرى؛ لمكانتها في نفسي.
بعدها تسلم سموه هدية تذكارية من معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان عبارة عن صورة تذكارية للملك عبدالعزيز - رحمه الله - التقطت له عام 1365ه كما تسلم هدية مماثلة من وكيل جامعة أم القرى الدكتور هاشم بن بكر حريري يعود تاريخها إلى عام 1384 ه عبارة عن صورة للملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو يتحدث مع الصحفي حامد دمنهوري عن انتخابات المجلس البلدي في مكة المكرمة، إضافة إلى مجموعة صور نادرة للملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -. ثم شرف سمو أمير منطقة الرياض حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.
حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول لشؤون البترول وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي ورؤساء الدوائر الحكومية بمكة المكرمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.