قرع لاعبو المنتخب الأوزبكي أجراس الخطر وطبول القلق داخل ملعب الجيش بالعاصمة الأوزبكية طشقند على مستقبل المنتخب السعودي الأول في التصفيات الأولية الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بعد أن خرجوا بانتصار تاريخي مستحق بثلاثية نظيفة حملت تواقيع تيمور كباتي (46) وماكسم (67) ديعتبروف (68) ضربة جزاء. وظهر الأخضر في حال فنية وعناصرية سيئة جداً مما مكن الأوزيك من امتلاك اللعب والخروج بمرمى نظيف وثلاثية من مرمى النتيف. المباراة جاءت لتعكس سلبية التجهيز النفسي والفني طوال الأيام الماضية وكشفت عن الخطأ الفادح للجهاز الفني والإداري بعدم لعب مباراة ودية قبل هذا اللقاء ليخسر الأخضر ثلاث نقاط ثمينة ربما تحفز منافسيه على اللعب بكل قوة في المباريات القادمة. الشوط الأول دخل المنتخب السعودي بتشكل مكون من تيسير النتيف (حارس)، حسن معاذ، أسامة هوساوي، وليد عبدربه، كامل الموسى (رباعي الدفاع)، سعود كريري، خالد عزيز، أحمد الموسى، محمد الشلهوب (رباعي خط الوسط)، ياسر القحطاني، مالك معاذ (ثنائي الهجوم). واعتمد البرازيلي أنجوس كثيراً على غلق المناطق الخلفية مع عدم السماح للاعبي الوسط بالتوغل داخل عمق ملعب المنتخب الأوزبكي باستثناء الشلهوب الذي كان الوحيد الذي يغذي ثنائي الهجوم وهو الأمر الذي أسهم في عدم ظهور الأخضر بشكل جيد طوال مجريات هذا الشوط. المنتخب الأوزبكي دخل بتشكيل مكون من شيرمتوف، سانيوف، إسلامي ديروف، حيدروف عزيز، أحمدوف، فيكتورموف، سانيما كلاص، ماكسم، بروهيوف، ارمنينوف. وقد ركز مدربه على اللعب عن طريق الأطراف خاصة الطرف الأيمن والتي نجح خلالها المنتخب الأوزبكي من الاختراق والوصول لمرمى النتيف في أكثر من مناسبة. حذر سعودي منذ الدقائق الأولى للمباراة وضح أن المنتخب السعودي يلعب بحذر شديد على اعتبار أن المباراة خارج أرضه وهو ما أعطى الأوزبكي تميزاً في النواحي الهجومية المكثفة على المرمى السعودي وشهدت الدقيقة الحادية عشر أولى محاولات المنتخب الأزوبكي الخطرة عندما توغل ايمنوف من الجهة اليمنى ووصل لمنطقة الجزاء ومررها للغير مراقب ماكسم الذي سددها عشوائية فوق المعارضة. رد المنتخب السعودي بهجمة منسقة عن طريق أحمد الموسى الذي مرر بين المدافعين، لمالك معاذ أخرجها الدفاع الأوزبكي ضربة زاوية لعبها الشلهوب على رأس أسامة هوساوي الذي لعبها بشكل عشوائي بجانب القائم. خطورة أوزبكية التركيز كان مفقوداً لدى لاعبي الأخضر في هذا الشوط وهو ما مكن الأوزبكي من بسط نفوذه الحقيقي منذ الدقيقة ال21 حيث شهدت استغلالاً لخطأ المدافع حسن معاذ ليتوغل حيدوف ويراوغ أسامة هوساوي ويسدد قوية أخرجها النتيف ببراعة ضربة ركنية. وتواصلت هجمات الأزوبك وسط عشوائية في التنظيم الهجومي للأخضر ليسدد ساينوف كرة قوية في الدقيقة التاسعة والعشرين من ضربة حرة مباشرة بجانب القائم ويستمر الضغط الأوزبكي رغم المحاولات الفردية لمالك وياسر الشلهوب. صحوة سعودية الدقيقة الخامسة والثلاثين شهدت أولى الهجمات المنسقة للأخضر بعد أن مرر الشلهوب بذكاء للمنطلق القحطاني داخل منطقة الجزاء ليخرج الحارس الأوزبكي ويخرجها عشوائية تعود للشلهوب الذي مررها هوائية لغير المراقب مالك معاذ سددها رأسية في المرمى الخالي لكن تدخل المدافع شينروف أنقذ الموقف في آخر لحظة. وفي الدقيقة التاسعة والثلاثين لعب الشلهوب ضربة زواية على رأس القحطاني الذي مررها لأحمد الموسى والذي بدوره سددها عشوائية خارج المرمى. القحطاني يغادر الملعب في الدقيقة التاسعة والثلاثين أضطر مدرب الأخضر لإجراء تغييره الأول بإخراج المصاب ياسر القحطاني ودخول المهاجم سعد الحارثي. هدف أوزبكي فيما كانت الدقائق الرسمية تلفظ أنفاسها الأخيرة فاجأ المهاجم الأوزبكي تيمور كباتي الجميع بتسجيل هدف التقدم الأوزبكي في الدقيقة السادسة والأربعين بعد أن ارتقى لكرة ملعوبة من ضربة زاوية استغل عدم وجود مراقبة دفاعية وسلبية تعامل النتيف معها ليسددها رأسية داخل حلق المرمى لتتخطى خط المرمى قبل أن يحاول ابعادها أسامة هوساوي دون جدوى. وبالرغم من محاولة الارتداد الهجومي السريع للأخضر والذي شهد هجمة خطرة قادها الحارثي الذي مرر لمالك المتسلل إلا أن الوقت لم يسعف اللاعبين لينتهي الشوط الأول بتقدم أوزبكستان بهدف وحيد. الشوط الثاني أجرى المدرب أنجوس تغييراً مبكراً مع بداية هذا الشوط بإشراك أحمد عطيف مكان أحمد الموسى بغية زيادة فاعلية الهجوم على المرمى الأوزبكي وهو الذي لم يتحقق على اعتبار امتلاك الأوزبكي للثقة بين لاعبيه وعدم وجود التركيز لدى لاعبي الأخضر الذين تأثروا كثيراً بعدم لعب مباراة ودية قبل هذه المباراة وشهدت الدقيقة (55) تسديدة للبديل سعد الحارثي أخرجها الحارس بصعوبة ليتوغل بعدها سايوف في الدقيقة (64) ويسدد قوية أخرجها النتيف وأكملها المدافع كامل الموسى. وفي أول ظهور للبديل عطيف توغل وراوغ أكثر من لاعب ومرر للشلهوب الذي بدوره مرر للمنطلق حسن معاذ على اليمين ليتوغل ويسدد بالقائم الأيسر للحارس الأوزبكي. بداية الإنهيار الأخضر الدقيقة السابعة والستين شهدت بداية الإنهيار الأخضر بعد أن استطاع المهاجم ماكسم من توسيع الفارق وتسجيل الهدف الثاني لأوزبكستان بعد أن أخطأ لاعب وسط الأخضر كريري في التمرير ليخطفها حميدروف ويمررها لغير المراقب ماكسم الذي توغل وسدد على يسار النتيف. هدف التأكيد الثالث بعدها بدقيقة واحدة يضيف لاعب الوسط ديتبروف الهدف الأوزبكي الثالث من ضربة جزاء بعد أن تسبب فيها المدافع وليد عبدربه عندما حاول إبعاد الكرة بيده بعد أن راوغه المهاجم ماكسم سددها ديتبروف على يمين النتيف هدف التأكيد الأوزبكي. عشوائية سعودية لم يستطع المنتخب السعودي العودة لأجواء المباراة بسبب عدم قدرة اللاعبين على التفاهم والتجانس فالاجتهادات والفردية وتباعد الخطوط كانت السمة البارزة للاعبين الذين لم يؤدوا الدور المطلوب منهم كما أن المدرب أنجوس له يد طولى في ظهور هذا المستوى بسبب تغييراته غير المنطقية وعدم تدخله في إحداث تغيير في طريقة اللعب على الرغم من مشاهدته لأخطاء اللاعبين الكوارثية. محاولات خجولة كان للمنتخب السعودي محاولات خجولة جداً للوصول لمرمى المنتخب الأزوبكي لكنها غالباً ما تنتهي نهاية غير إيجابية عززها خروج مالك معاذ ودخول عبدالرحمن القحطاني الذي لا يعرف المتابع الهدف من إشراكه في ظل وجود الشمراني على الاحتياط وهو أبرز مهاجم سعودي مع زملائه. نهاية أوزبكية حاول الشلهوب وحاول عطيف وكذلك الحارثي في لقطة مقصية رائعة لكن المحاولات كانت فردية بحتة ولذلك لم تحقق النتيجة المطلوبة وكانت المنطقية حاضرة وأعطت الاستحقاق للفريق الأوزبكي الانتصار التاريخي بثلاثية مستحقة قرعت أجراس الخطر على مستقبل الأخضر في التصفيات. لقطات: - التحضير النفسي والفني كان في أسوء حالاته وكان سبباً في تدهور مستوى اللاعبين وكثرة أخطائهم. - عدم لعب الأخضر لمباراة ودية قبل خوض اللقاء غطى على مستويات كثير من اللاعبين فظهروا بمستويات باهتة. - أنجوس يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الخسارة التاريخية. - خروج ياسر القحطاني أعطى الارتياح للدفاع الأوزبكي.