الجنادرية - ماجد التويجري - تصوير - عبدالله النودلي تفاعلاً مع جنادرية (23) أتت منطقة القصيم لهذا العرس بحلة جديدة وبرمز تاريخي هو جزء من تاريخ هذا الوطن.. أهالي المنطقة تفاعلوا مع هذا الحدث من خلال المشاركة بجناح يعدُّ الأبرز والأميز، وذلك بدعم ومتابعة من قِبل أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل. وقال المشرف على جناح القصيم في مهرجان الثقافة والفنون والتراث القديم جنادرية 23 الأستاذ صالح بن عبدالكريم الفوزان: يظل المهرجان الوطني للتراث والثقافة عُرساً قومياً لتراث هذا الوطن، وعنواناً بارزاً لأصالة التراث السعودي؛ حيث أصبح لهذا المهرجان احتفال سنوي يستقطب كل التوجهات ويبرز معالم الأصالة وعمق التراث لهذا البلد. ويبقى الحرس الوطني الراعي الرئيس لهذا المهرجان صاحب سَبْق لهذه الفكرة التي تشعبت لتمارَس من خلالها أدوات الثقافة الفكرية والتراث الملموس. ومن إمارة منطقة القصيم ظل التجاوب متواصلاً مع هذا المهرجان الاحتفالي الكبير؛ فقد هُيئت ولله الحمد كل سُبل النجاح للمشاركة في هذا التجمع التراثي والفكري بتوجيه ومتابعة من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي يولي هذه المشاركة جُل اهتمامه؛ لتظهر بالصورة التي يتمناها كل مواطن. ويضيف: إن القرية التراثية لمنطقة القصيم التي تُعتبر أحدث رموز الجنادرية والأكبر والأضخم في تلك التظاهرة الثقافية جاءت بطراز أنيق يحكي أسلوب البناء في المنطقة تصميماً وطريقة بناء وزخرفة.. فها هو تراث القصيم بقصره وبرجه وسوقه ومزرعته محل حفاوة وإعجاب كبار المسؤولين والمثقفين وزوار الجنادرية خلال الأسبوع الماضي، وكذلك الزائرات خلال هذا الأسبوع. وحدات الجناح وأكد الفوزان خلال تصريحه أن جناح القصيم يتكون من وحدات عدة هي: * القصر: ويتكون من صالات مجلس القدوة لاستقبال الزوار والترحيب بهم على الطريقة المعمول بها في كل بيت بمنطقة القصيم، ويقدم فيه البخور والقهوة والشاي والتمور وكافة الأنواع التي تشتهر بها المنطقة، كالسكري والبرحي ونبتة علي وعسيلة وغيرها، بالإضافة إلى (الكليجا) وقرص عقيل والفتيت. * المتحف: ويعرض فيه العديد من المقتنيات الأثرية لتعبر تعبيراً كاملاً عن أسلوب الحياة في السابق للمنطقة ومنها الأدوات المنزلية. المتحف الزراعي: وعرضت فيه الكلية التقنية الزراعية ببريدة عدداً من الأدوات الزراعية وأدوات حفظ الحبوب وغيرها من مصادر المياه بالمنطقة ونمط الزراعة في السابق. وهناك قاعة لجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالقصيم عُرضت فيها المنسوجات الصوفية والمشغولات الفضية وغيرها، وقاعة لمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي بمحافظة عنيزة، عرض فيه مشغولات السدو وغيرها من الأعمال اليدوية، إضافة إلى قاعة بلدية مدينة بريدة وقاعة نادي القصيم الأدبي وقاعة إدارة التربية والتعليم بالمنطقة (بنات) وقاعة الإدارة العامة لكليات البنات وقاعة لجامعة القصيم التي تعد مميزة على طراز عالٍ وقاعة للكلية التقنية ببريدة وقاعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الرس عرضت فيها صور قديمة من حياة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبنائه. البيت السكني ويمثل نموذج المنزل السكني لأهالي القصيم سابقاً، وفيه صورة للحياة المعيشية سابقاً. السوق الشعبية ويتكون من 31 دكاناً، ويقع بين القصر والبيت السكني، ويمثل الحياة التجارية في السابق، ويوجد الحرفيون بالمحال ومنهم: الصانع أو الحداد، الخرازة، الندافة، النجارة، الصناعات الخوصية. مرقب الشنانة الذي أصبح علامة مميزة يهتدى به إلى الجنادرية لمشاهدته من مسافات بعيدة؛ حيث يعتبر أعلى مكان في الجنادرية، ويبلغ ارتفاعه حوالي 45 متراً، ويقع مرقب الشنانة في الأصل غرب محافظة الرس بمسافة 8 كم. وأشار الفوزان إلى أن هناك مشاركة فعلية أيضاً من قِبل الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة (بنين) بمدرسة الكتاب على النمط القديم. العقيلات وهم جماعة من مدن وقرى القصيم تعتمد على التجارة وخاصة الإبل، حيث تنطلق جماعات وأفواج إلى بلاد الرافدين والشام ومصر، وتنطلق إلى هذه الأقطار بمسارات معروفة في رحلات مميزة في الشتاء والصيف. وقد مثلت في الجنادرية عبر استعراضات عامة في الساحات والسوق الشعبية. إضافة إلى الرياسة والجمال المحملة وحفر الآبار والختام وهو تقليب الأرض بواسطة المسحاة، وهي إحدى أدوات الزراعة، كذلك صرم النخيل ودق العذوق وغيرها من الوحدات. كذلك عدد من المشاركات كفرقة الثقافة والفنون التي تقدمها فرقة خاصة من محافظة آل مذنب. وفي ختام تصريحه أكد أنهم سعداء بالمشاركة في هذا الحدث الذي يمثل نقلة تراثية فريدة من نوعها، منوهاً بالجهود التي تبذلها إمارة منطقة القصيم في سبيل النجاح.