تعتبر الجدرات أو التشكلات الجدرية Keloids والندبات الضخامية Hypertrophic Scars أحد أهم المشاكل والمعضلات التي تعترض الأطباء ومرضاهم. وخاصة بعد التئام الجروح والعمليات الجراحية، وقد يؤدي المنظر غير الحسن لتلك الندبات إلى استياء كبير لدى العديد من المرضى. يكثر حدوث الجدرات والندبات الضخامية عادة في سن البلوغ، وأثناء الحمل، كما يزداد حدوثها لدى بعض العوائل. وقد تصيب أي مكان على سطح الجلد. إلا أن هناك بعض الأماكن على سطوح جلودنا تكون فيها نسبة تشكّل مثل تلك الندبات أعلى من غيرها، وتلك الأماكن هي الكتفين وأعلى الظهر ومقدّم الصدر والرقبة. من العلاجات المعروفة والشائعة لتلك الندبات : الاستئصال الجراحي، العلاج بالأشعة، الليزر، العلاج بالضغط، حقن الكورتيزون ، الكي البارد، وتطبيق مركبات السيليكون. إنّ سهولة تطبيق مركبات السيلكون باعتبارها إجراء سهلٌ لا يحتاج إلى تدخلات جراحية، أدى إلى اتساع انتشار هذه المركبات، ولقد بُدئ في تسويق مركبات السيلكون موضعياً منذ عام 1990م ويوجد في السوق العالمي الآن أكثر من 60 مركّب، إما على هيئة لصاقات أو جلّ، رغوة، سائل، بخاخ، ومرهم. إن آلية التأثير الأساسية لمركبات السيلكون في إنقاص حجم هذه الندبات وتسطيحها غير معروف تماماً. ولقد تم الاعتقاد أن عملية التميّه Hydration الحاصلة نتيجة تطبيق لصاقات السيلكون لمدة زمنية طويلة تزيد من احتباس الأكسجين، ويعتقد أن هذا الاحتباس له دور ما مناعياً في تثبيط حجم الندبات. وهناك نظرية أخرى تعزو التأثير لارتفاع درجة الحرارة عند تطبيق تلك اللصاقات، وبالتالي تزيد تأثير الأنزيم المحطّم للكولاجين. والمعروف أن الكولاجين أساساً يتشكل من مجموعة من الخلايا الليفية تدعى بالفيبرو بلاست Fibroblast. وهذه الخلايا هي النواة في تشكيل الندبات والجدرات. لقد أجريت محاولات ودراسات عديدة لإثبات فعالية تلك اللصاقات، ولقد بيّنت معظم الدراسات أن تلك اللصاقات تؤدي إلى تغيير في ثخانة ولون وملمس تلك الندبات. وذهبت بعض الشركات لإضافة الفيتامين E والكورتيزون مع السيلكون للحصول على نتائج أفضل. ومع تلك النتائج الجيدة والمقبولة التي لاحظها بعض العلماء والباحثين في استخدام لصاقات السيلكون تلك، ولكن يجب علينا ألا نبالغ في فائدتها، لأن هناك بعض الدراسات الأخرى بيّنت أن حقن الكورتيزون موضعياً في الجدرات والندبات يعطي نتائج أفضل بالتأكيد من لصاقات السيلكون. وتعتبر الآثار الجانبية للصاقات السيلكون قليلة المشاهدة ولا تتعدى الحكة الجلدية الخفيفة والتهاب الجلد بالتماس، جفاف الجلد والرائحة غير المستحبة. إن سهولة استخدام لصاقات السيلكون مقارنة بالعلاجات المتوفرة الأخرى سهّل من عملية انتشارها، إضافة إلى أن الآثار الجانبية لتلك اللصاقات تكون قليلة جداً أو معدومة، إذا ما قورنت بالآثار الجانبية للعلاجات الأخرى المتوافرة لعلاج الجدرات والندبات الضخامية. وحتى يكون الاستخدام أمثلاً لتلك اللصاقات يجب فهم وتطبيق النقاط التالية: 1- إنّ لصاقات السيلكون يجب أن تستخدم باكراً للحدّ من تشكيل الجدرات والندبات الضخامية. 2- يجب استخدام تلك اللصاقات لمدة 12 ساعة يومياً ولمدّة زمنية لا تقل عن 2 - 3 أشهر. 3- يجب غسل اللصاقة والندبة وبشكل لطيف يومياً بالماء الفاتر والصابون ثم إعادة وضع اللصاقة ثانية. 4- من الضروري عدم وضع لصاقات السيلكون على الجروح المفتوحة أو الجلد غير الملتئم. قد يكون استخدام الليزر أو العلاج بالآزوت السائل أو حقن الكورتيزون أكثر فائدة من لصاقات السيلكون لدى عدد لا بأس به من المرضى، لكنني أكرر أن الاستخدام الباكر لتلك اللصاقات وبالطريقة الصحيحة قد يعطي نتائج جيدة لدى بعض المرضى، ولهذا تعتبر لصاقات السيلكون للحدّ من تشكل الندبات الضخامية والجدرات علاجاً مقبولاً وسهلاً لدى شريحة واسعةٍ من المرضى. وهذا ما ساعد في سرعة انتشارها وقبولها. د. سمارة أحمد ميمش استشارية الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر