قرأت خبراً في إحدى صحفنا في 9 يونيو 2007م مفاده أن العواصف تقطع الكهرباء عن أبو عريش والعارضة والدرب والأمطار تغرق شرورة، وقد تسببت العاصفة الرملية التي هبت على منطقة جازان وأعقبتها صواعق رعدية وهطول أمطار متوسطة في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء في محافظتي أبو عريش والعارضة وبعض القرى التابعة لهما. واستمر الانقطاع أكثر من 10 ساعات متواصلة (تصوروا هطول أمطار متوسطة يسبب انقطاعاً للكهرباء يستمر عشر ساعات متواصلة؟ أين البنية التحتية والتخطيط؟ أين الاستعدادات لمثل تلك الكوارث؟)، كما شدني جزء من الخبر الذي نص على أن البعض من المواطنين اتجهوا بأطفالهم إلى ضفاف الوادي غير مبالين بالخطورة التي قد تحصل لهم إذا اشتد منسوب مياه الوادي (أين التثقيف بخطورة الوضع؟ وهل بعض المواطنين جاهلون إلى ذلك الحد بخطورة تلك الأعمال؟). بعد ذلك كتبت مقالة من قبل بعنوان (هل حان الوقت لإنشاء هيئة وطنية لإدارة الطوارئ؟ نشرت في العدد 12712 من جريدة الجزيرة بتاريخ 10 من يوليو 2007م، ومن عشرات الأسئلة في ذلك المقال، تساءلت: هل لدينا نظام لتوفير خدمات أرصادية دعماً لعمليات التصدي قبل وقوع الطوارئ وبعدها، ولعمليات الإغاثة؟ وهل لدينا برامج للتعليم والتدريب للمرافق المختلفة القائمة على الأرصاد الجوية؟ كما قررت منذ ذلك الوقت كتابة موضوع تثقيف عن العواصف الرعدية والتعريف بها، فوائدها وأخطارها وطرق الوقاية منها. كلمة (العاصفة) هي تعبير عام يستخدم في وصف طائفة عريضة من الاضطرابات الجوية التي تتراوح بين زخات المطر العادية والعواصف الثلجية إلى العواصف الرعدية والرياح والاضطرابات ذات الصلة بالرياح مثل الزوابع والتورنادو والدوامات الهوائية الاستوائية والعواصف الرملية. كما يقتصر وصف العواصف الاستوائية في علم الأرصاد على الأعاصير التي لها مركز ضغط منخفض قوي، والرياح العاتية التي تصاحبها الأنطار الغزيرة والبرق والرعد في بعض الأحيان. وتستخدم منظمة الأرصاد الجوية العالمية تعبير (الأعاصير الاستوائية) لتعريف الاضطرابات الجوية التي تنشأ في المناطق البحرية الاستوائية التي تتجاوز فيها سرعة الرياح 73 كيلو متراً في الساعة. وتسبق الدوامات العاتية والعواصف الاستوائية اضطرابات ومنخفضات تنخفض فيها سرعة الرياح. وعندما تتجاوز سرعة الرياح 119 كيلو متراً في الساعة تصل العاصفة إلى قوة الإعصار، وللعواصف الاستوائية المصحوبة برياح شديدة القوة أسماء مختلفة بحسب المناطق التي تقع فيها؛ ففي المحيط الأطلسي وشرقي المحيط الهادي تعرف باسم الدوامات الشديدة (الهريكان)، وفي غربي المحيط الهادي بما في ذلك الفلبين، بالتيفون، وفي المناطق القريبة من أستراليا بويلي ويلي، وفي المحيط الهندي بالإعصار مثل إعصار جونو الذي ضرب سواحل عمان. وينتج عن العواصف الرعدية، رعد وبرق مع مطر غزير وبرد، وأحياناً ترافقها رياح هائجة أغلبها لا يدوم أكثر من ساعة. ويبلغ مقدار العواصف الرعدية نحو ستة عشر مليون عاصفة بالعالم على مدار السنة، ويهب ما يقارب 1800 عاصفة في أية لحظة من الليل أو النهار. وكل العواصف الرعدية خطرة، والبرق الناتج عبارة عن تشكل التيار الكهربائي في سحابة رعدية، يتحرر منها كل شكل وميض متألق من البرق يسير بشكل متعرج نحو الأرض، ويمكن للبرق أن يسخن الهواء في مساره إلى 30000 درجة مئوية، وهي درجة أعلى من درجة حرارة سطح الشمس بخمس مرات. يتمدد هذا الهواء بسرعة هائلة مسبباً الصوت المدوّي الذي يدعى الرعد. ويحدث الرعد والبرق في الوقت نفسه تماماً، ولكن يرى البرق أولاً لأن الضوء ينتقل بسرعة أكبر من سرعة الصوت؛ فإذا سمع صوت الرعد بعد ثلاث ثوان من رؤية البرق فهذا يعني أن العاصفة على بعد 1كم. يمكن أن يتسبب البرق في نشوء حرائق للممتلكات الخاصة أو في الغابات، وقد يسبب موت وإصابة أعداد كبيرة بإصابات مختلفة، ومع أن أغلب ضحايا البرق يعيشون، إلا أن البعض يظهر عليهم أعراض مختلفة من الإنهاك والضعف لمدة طويلة. وقد يضرب ويصعق البرق خارج حدود المطر الشديد، و(البرق الحراري) عبارة عن برق من عاصفة رعدية بعيد جداً لتسمع رعدها، ولكن العاصفة ربما تكون متجهة في اتجاهك. وأغلب حوادث الموت والإصابات من البرق تحدث عندما يكون الأفراد خارج المنازل في أشهر الصيف خلال العصر والمساء مثلما حدث في أحد الملاعب السعودية قبل عدة سنوات. وقد قدرت فرصة الشخص بأن يصاب بالبرق ب1 في 600000 ويمكن لكل شخص تخفيض تلك النسبة باتباع احتياطات السلامة. وعندما تقع هذه العواصف والفيضانات في البلدان النامية يكون حجم وأبعاد الكارثة أكبر بكثير؛ ففيما بين 1990 و1998 مثلاً وقع 97 في المائة من الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية في البلدان النامية. ويعتمد حجم الكوارث ذات الصلة بالعواصف وإذا ما كان على مستوى محلي أو على مستوى البلد بأسره، على مدى حدة العاصفة والمنطقة المتضررة، والمرحلة التي بلغتها المحاصيل وقت العاصفة ومستوى الاستعداد. ومن الأخطار الأخرى للعواصف الرعدية نشوء ما يسمى العاصوف tornado ورياح شديدة وبرد وفيضان محدود النطاق (سيل) يعتبر مسؤولاً عن أكثر الضحايا من أي خطر آخر مصاحب للعواصف الرعدية. ويمكن تلخيص الحقائق عن العواصف الرعدية بما يلي: أن العواصف الشديدة تتكون عندما يتصادم هواء دافئ ورطب مع هواء جاف بارد، وقد تتكون منفردة أو في مجموعة أو في خطوط، وأشدها خطراً تتكون عندما تؤثر عاصفة رعدية واحدة على مكان واحد لمدة طويلة، ويمكن أن تنتج مطراً كثيراً في مدة قصيرة في أي مكان من 30 دقيقة إلى ساعة. وتتكون العواصف الرعدية نتيجة الحالات الدافئة الرطبة. ونحو 10% من العواصف الرعدية تقسم على أنها شديدة أو قوية، وأن تلك المنتجة للبرد تصاحبها عادة رياح سرعتها 58 ميلاً في الساعة أو أكثر، وقد ينتج منها عاصوف، وهو الشائع في مناطق البحار والمحيطات المفتوحة. قال أحد الإخوان: ذكرت الأخطار التي تصاحب العواصف الرعدية فهل هناك فوائد للعواصف الرعدية؟ قلت: طبعاً للعواصف الرعدية فوائد كثيرة؛ لأن الرعد والبرق نوع من الموارد الطبيعية أيضاً، علماً بأن المطرة الرعدية النظامية تعد نتاجاً من غزو الهواء البارد دائماً، ومع غطاء المطرة الرعدية لإشعاع الشمس؛ فيمكن تخفيف درجة الحرارة المتواصلة إلى حد معين بمساعدة المطرة الرعدية. كما يذكر أن الرعد والبرق ظاهرة لتفريغ الكهرباء تقع بين مناطق الشحنة الموجبة ومناطق الشحنة السالبة القائمة في السحب، أو بين مناطق الشحنة الكهربائية الموجودة في السحب والأجسام خارج السحب أو مناطق الشحنة المعاكسة على سطح الأرض. وأن تفريغ الكهرباء الذي يقع في الطبيعة وفرق الجهد يصل عادة إلى عشرات الآلاف حتى مئات الملايين من فولط، وأن الشرارة الهائلة الناتجة من ذلك تحول الأكسجين في الهواء إلى أوزون لتزداد الأنيونات الأكسجينية في الهاء؛ لذلك فإن الهواء يمون مليئاً بالأوزون بعد المطرة الرعدية، ويكون بإمكانه جعل الهواء أكثر نقاوة. كما أن الشرارة الكهربائية الناتجة من صاعقة في الطبيعة يصل طولها إلى عشرات الكيلو مترات، ويمكن أن تجعل كميات كبيرة من النتروجين الذي يتحول إلى ثاني أكسيد النتروجين عن طريق احتراق الأكسجين، ويذوب في المطرة التي تسقط على التربة؛ ليتحول إلى سماد نتروجيني نفيس، علماً بأن المزروعات تشهد أيضاً نشاطاً بعد يوم ويومين من حدوث المطرة الرعدية. كما تشهد النباتات بعد الرعد والبرق نشاطاً خاصاً في نموها والتخليق الضوئي، وينبثق منها مزيد من الأكسجين. بسبب زيادة الحجم الأكسجيني في الهواء يشعر الإنسان بالهواء المنعش الأكثر تجدداً. ووفقاً للتقدير يصل حجم السماد النتروجيني الساقط من المطرة الرعدية إلى الأرض إلى 400 مليون طن سنوياً. وبعد هذه المقدمة عن العواصف وأخطارها وفوائدها، سألني صديق: كيف يمكنني حماية نفسي من العواصف الرعدية والبرق؟ أولاً: قبل بناية منزلك اطلب من الكهربائي توصيلاً أرضياً لامتصاص الشحنات الكهربائية من البرق، وإذا كنت قد بنيت منزلاً ولم تحفر من قبل ولم تضع سلكاً أرضياً لامتصاص الصواعق، فاستشر مهندساً كهربائياً، وابحث معه إمكانية عمل ذلك؛ فالوقاية خير من العلاج. ثانياً: في مواسم العواصف ترقب وارصد العاصفة الرعدية الشديدة، وراقب السماء، وتتبع أخبار العواصف الشديدة عن طريق الإذاعة والتلفزيون، وموقع الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة، والتي ستخبرك أين ستقع تلك العواصف. وفي كثير من الأحيان يتم تحذير المواطنين من عاصفة رعدية شديدة؛ فيطلق هذا التحذير عندما تصبح العاصفة الرعدية شديدة، وكما تعرفون فالتحذير يدل على خطر وشيك يهدد الحياة والممتلكات لأولئك المتواجدين في طريق العاصفة الرعدية. وعلى الجميع زيارة موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية؛ فعلى موقعها على الإنترنت يوجد أشياء مفيدة مثل باب عن مراحل التحذير من الطقس وهي المراقبة والتنبيه والتحذير اليومي، وخريطة الأقمار الصناعية للطقس، ورقم الاتصال هو 998 وأرجو أن تكون الزيارة يومية لهذا الموقع والاستفادة منه، كما أرجو الاتصال بهم لمعرفة المزيد من المعلومات حتى يكتمل التثقيف بهذا الموضوع والموضوعات الأخرى عن الأرصاد والبيئة. ولزيادة ثقافة السلامة من الكوارث، وخاصة تلك المتعلقة بالعواصف، أثار أحد الإخوان التساؤل: ماذا يمكن أن يعمل المواطن العادي قبل العاصفة الرعدية؟ فقلت: لتحضّر لعاصفة رعدية عليك اتباع الآتي: إذا كنت تملك حديقة أو مزرعة، فأزل أشجارها الميتة وأغصان الأشجار الجافة، والتي يمكن أن تسقط وتسبب إصابات أو أضراراً خلال عاصفة رعدية شديدة. كما تذكر قاعدة السلامة 30-30 التي تقول: اذهب للداخل لو أنك بعد رؤية البرق لا تقدر أن تعد إلى 30 قبل سماع الرعد، وابقَ في الداخل لمدة 30 دقيقة بعد سماع آخر قصف من الرعد. كما سألني صديق: هل هناك إرشادات لما يجب أن نعمله لو رأينا إمكانية حدوث عاصفة رعدية في المنطقة التي نعيش فيها؟ فقلت له: قبل العاصفة لا تقم بأي نشاط خارج المنزل، وأجّل ذلك لما بعد العاصفة، وادخل منزلك أو أي بناية بجوارك إذا كنت خارج المنزل، أو ابق في سيارتك، مع العلم بأنه ربما تجرح داخل السيارة، لكنك عموماً ستكون أكثر أماناً داخلها. وتذكر أن الأحذية وإطارات السيارات المطاطية لا تعطي حماية من البرق، لكن الهيكل الفولاذي العلوي للسيارة يوفر حماية أكبر إذا لم تلمس ذلك الهيكل المعدني، وكذلك تأكد من أن الأغراض وأي معدات خارج المنزل مؤمنة، ولا يمكن أن تتطاير بعيداً بفعل العاصفة لتسبب أضراراً، وإذا كنت داخل المنزل فاقفل خشب الشبابيك الخارجي، وإذا لم يتوافر خشب الشبابيك فاقفل الستائر، وتأكد من قفل الأبواب الخارجية، كما تجنب الاستحمام؛ لأن التوصيلات الصحية في الحمام يمكن أن توصل الشحنات الكهربائية من الصاعقة، كذلك اقفل جميع الأجهزة الكهربائية في المنزل مثل الكمبيوترات والمكيفات؛ لأن الاندفاعات الكهربائية المفاجئة من البرق قد تسبب أضراراً جسيمة. أما إذا أردت استعمال التليفون فاستعمل التلفون الثابت للطوارئ، كما أن استعمال التليفونات المحمولة أو اللاسلكية آمن في الداخل فقط وغير آمن في الخارج. وأخيراً تابع الاستماع عن أخبار الطقس باستعمال المذياع المزود بالبطاريات. وبجانب ما ذكر تجنب الآتي: إذا كنت خارج المنزل: الوقوف بجانب أعمدة البرق الطبيعية مثل شجرة طويلة منعزلة في منطقة مفتوحة، وأعالي التلال، والحقول المفتوحة، والشاطئ أو ركوب قارب في الماء، والسقيفة المنعزلة أو أي هيكل صغير في المناطق المفتوحة، وكذلك أي شيء معدني مثل الحراثات أو الحصادات وكل المعدات الحقلية، وكذلك ابتعد عن ركوب الدراجات النارية أو الدراجة. ويجرنا السؤال السابق إلى التساؤل: ماذا نفعل خلال العاصفة الرعدية؟ فقلت: مثلاً لو كنت متواجداً في إحدى غابات عسير فابحث عن أي مأوى في منطقة منخفضة تحت غطاء نباتي كثيف من الأشجار الصغيرة. أما إذا كنت في منطقة مفتوحة مثل مزارع وحقول القصيم أو تبوك أو في شمال المملكة فاذهب إلى مكان منخفض مثل واد، لكن كن حذراً من الفيضانات السريعة المحدودة النطاق التي تجرف ما يقع أمامها (السيل القوي)؛ ولذلك ابق بعيداً عن بطن الوادي. وإذا كنت في البحر الأحمر أو في الخليج العربي تمارس الصيد أو كنت في نزهة بحرية فاذهب إلى الشاطئ دون ترد، وابحث عن مأوى في الحال. أما إذا كنت في أي مكان تشعر فيه بوقوف شعر رأسك، والذي يدل على أن البرق سوف يصعقك، فاجلس القرفصاء منخفضاً على الأرض، وضع يديك على أذنيك، ورأسك بين ركبتيك، واجعل نفسك أصغر هدف ممكن، ولا ترقد مسطحاً على الأرض. وأخيراً قال يسأل بعضكم: هل هناك ما يمكن عمله بعد العاصفة الرعدية؟ فأقول: نعم إذا كان هناك مصابون، فاطلب حالاً 907 الهلال الأحمر طالباً المساعدة الطبية بأسرع ما يمكن. وللعلم ضحايا صواعق البرق عادة لا يحملون أي شحنات كهربائية؛ لذلك يجب إسعافهم في الحال ودون خوف. وحتى يحضر الهلال الأحمر وإذا كنت تساعد أحد ضحايا البرق فهناك أشياء يجب فحصها والتأكد منها وعملها، فمثلاً، لو توقف التنفس عن الضحية، فابدأ حالاً عمل بعض الإسعافات الأولية، مثل التنفس له من الفم للفم. أما لو توقفت ضربات القلب فاستعمل طرق الإنعاش القلبية CPR وهي عملية تدليك القلب من خلال الضغط المتوسط على الصدر باستخدام اليدين المضمومتين خمس عشرة مرة ثم إعطاء المصاب نفسين ببطء خلال ثانية ونصف ثانية إلى ثانيتين، وإجراء أربع دورات كاملة كل دورة تشمل خمس عشرة ضغطة صدرية ثم التأكد من وجود نبض من عدمه، وفي حالة عدم وجوده يتم تكرار العملية بتطبيق الضغطات الصدرية خمس عشرة مرة ثم نفسين للمصاب. أما لو أن الضحية له نبض ويتنفس فابحث عن أي جروح قد تكون حدثت له، وكذلك ابحث عن الحروق عندما دخل وخرج البرق من الجسم، وكن منتبهاً لو أن الجهاز العصبي متضرر، أو كان هناك عظام مكسورة، أو فقدان السمع والنظر. أنصح الجميع بأخذ دورات إسعافية؛ حتى يكون لدينا شعب واع مثقف؛ فقد تكون السبب في إنقاذ شخص عزيز عليك مثل أمك أو أبيك أو أحد إخوانك أو أقربائك أو جيرانك، أو مسلم من المسلمين، أو أحد أبناء حواء وآدم (راجعوا موقع الهلال الأحمر السعودي لمعرفة كيفية أخذ دورة إسعافية)... وفقكم الله جميعاً إلى ما فيه الخير... والله من وراء القصد. ص. ب 90199 الرمز البريدي 11613 الرياض [email protected]