لم أعد أعلم ماذا أجعل لراشد الماجد من لقب قبل ذكر اسمه، فقد التبس عليَّ الأمر كما التبس عليه هو، حين لم نعد نعلم هل هو فنان أم منتج أم عضو لجنة تحكيم أم صاحب قناة أم رجل أعمال أم باحث عن الضوء في غير مكانه. وحقيقة فقد أعاد كثير من المهتمين في مسيرة راشد ترتيب أفكارهم وخاصة ممن كانوا يعتقدون بذكائه الشديد والتقاطه للأفكار وتحويلها إلى نجاح. والعام الماضي كان (دامياً) بالنسبة لراشد الفنان فانقلبت مقولته عليه حين قال لي مرة بأن رابح صقر (يدور حول نفسه). وحقيقة إنني أعجز عن تفسير هذا (الضياع) الذي لازم راشد السنة الماضية وكأنه كان محبوساً ثم أطلق سراحه حتى رضي بما هو أقل واعتذر عن الأهم. راشد الماجد وهو الصديق الذي أفرح كثيراً لنجاحه، ويضيق صدري لهذا التراجع المخيف له، خاصة وأن حوله -على غير العادة- من يصور له هذا الفشل الذريع والتخبط في التفكير وكأنه نجاح ساحق لم يصفق له سوى المراهقين. راشد الماجد يبحث اليوم عن نفسه فلم يجدها، ويتمنى لو عاد سنوات للوراء ليعلم أنه هو من (يصنع) النجاح، وهو وحده دون سواه من جعل النجاح شيئاً من الماضي. لست هنا شامتاً في راشد لأنه يعلم بأننا أسعد (الصادقين) إن نجح وأقساهم معه إن تراجع.. الأمر ليس شخصياً بيننا وبينه ولا أتمنى أن يتبع مقولة (إن لم تكن معي..). راشد ليس في حاجة لاستفتاءات (سخيفة) تحط من قدره كما أنه ليس في حاجة أن يغلق على نفسه باب (العاجيَّة) أو (يندلق) كما يفعل اليوم.. راشد الماجد يعيش اليوم مرحلة لم يستوعب خلالها أنه أحد أهم أضلاع الأغنية السعودية، وهو بما يفعله في هذه الفترة يتنازل عنها بطيب خاطر، ولو هدأ قليلاً لعلم جيداً من يساعده على البناء ومن تحول إلى (معول) هدم. يؤسفني كثيراً أن يعتقد راشد بأن الصادقين معه (أعداء)، وتمنيت حقيقة لو أنه انتبه قليلاً لما يدور حوله بدل الضحك (كذباً) على ما ينشر هنا أو هناك من تراجع لأسهمه ومكانته عند جمهوره. حسناً.. سأضع نفسي بعد هذا في موقف المتفرج بعد أن قلت ما عندي وبانتظار ما سيسفر عنه مستقبل راشد الذي أظنه (باهتاً) في حال استمر على ما هو عليه.. وأتمنى -وإن كنت لا أعتقد- أن أكون مخطئاً.. [email protected]