كان نجم الهجوم الأهلاوي وهدافه المميز مالك معاذ عادلاً وهو يوزع مسؤولية أهداف فريقه على لاعبي خط الدفاع الهلالي بالتساوي خصوصاً الهدفين الثاني والثالث، حيث صنع الهدف الثاني بعد أن تلاعب بالظهير الأيمن نامي وألحق به تفاريس قبل أن يمرر للبرازيلي بيانو، فيما سجل بنفسه الهدف الثالث بعد أن تلاعب بالظهير الأيسر المرشدي وأتبعه بالمفرج ثم سدد الكرة في نفس الزاوية التي يقف فيها الدعيع!. مالك معاذ الذي غاب هذا الموسم وجد في لقاء فريقه أمام الهلال فرصة للعودة للتألق وهز الشباك بعد أن توفرت له المساحات الخالية التي يجيد من خلالها الانطلاق ومراوغة المدافعين ثم التسديد، ولا أدري كيف غفل الهلاليون ومدربهم عن مكمن خطورة اللاعب! ** ولكن من الظلم تحميل الدفاع الهلالي دون سواه مسؤولية الخسارة الثقيلة لأن الفريق بشكل عام ظهر بتركيبة خاطئة وتكتيك غير واضح، فالمدرب الهلالي لم يحسن اختيار التشكيل الصحيح، ولم يوفق في وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، خصوصاً في إشراكه للمرشدي كظهير أيسر وهو اللاعب غير المؤهل بدنياً أو فنياً للعب في هذا المركز الذي يتطلب لاعباً أكثر مرونة، وكان أمامه خيار إشراك الذياب الموجود معه على دكة الاحتياط فهو أجدر وأقدر من المرشدي للعب كظهير، أو في أسوأ الأحوال كان يمكنه الاستعانة بياسر الياس الظهير الذي (فرض) على كشوفات الفريق!. الخطأ الآخر للمدرب إشراكه للبرقان كمحور وإبقائه للغامدي على دكة الاحتياط، وفي حالة عدم جاهزية الأخير للعب من البداية هناك العنقري الذي يؤدي بشكل أفضل من البرقان الذي أحرج زملاءه المدافعين كثيراً!. هوية الهلال الفنية كانت غير واضحة فقد كان لاعبو الهلال يؤدون وفق اجتهادات فردية دون أي انضباط، فيما بدا لاعبو الأهلي وهم يؤدون أدواراً محددة وفق منهجية فنية واضحة، لذلك جاء التفوق الميداني والخطورة والنتيجة النهائية لمصلحة الفريق الأهلاوي الأفضل. المستوى الذي ظهر عليه الفريق الأزرق أمام الأهلي قد يكون الأسوأ هذا الموسم، ولكنه امتداد لتراجع مستواه الفني حيث لم يقدم الفريق ما يقنع جماهيره حتى الآن!. ** معاناة الفريق الأزرق تكمن في عدم ثبات مدربه على قائمة أساسية، والمجاملة لبعض الأسماء التي قد تفرض عليه، لدرجة أصبح معها اختيار العناصر يخضع ل(مقولة) البقاء للأقرب وليس للأفضل. معاناة أخرى لا تقل أهمية وهي افتقاد الفريق للقائد داخل الملعب، فقائد الفريق الحالي (النجم الكبير) محمد الدعيع لا يمارس من أدوار القيادة داخل الملعب سوى المشاركة في إجراء القرعة، لاعتبارات عدة منها صفة (البرود) التي لا تتفاعل أبداً مع أحداث ومجريات المباراة عدا موقعه كحارس مرمى!. بالمناسبة ليس شرطاً أن تمنح شارة القيادة للاعب الأقدم ما لم تتوافر فيه مواصفات اللاعب القائد، فالنعيمة عندما اختاره مانيلي لقيادة المنتخب كان من أصغر اللاعبين سناً وأحدثهم في التشكيلة، ولكن المدرب رأى فيه مؤهلات اللاعب القائد داخل الملعب. باختصار ** النصر أمام الاتحاد لم يكن بأحسن حظاً من جاره الهلال عندما تلقى خسارة (أقسى) برباعية نظيفة جاءت بعد سلسلة انتصارات وتعادل مع الهلال تحت قيادة الأرجنتيني آساد، وهي الخسارة التي قضت على آخر حظوظ النصر في المنافسة على اللقب!. الفريق الاتحادي لم يجد عناء في كسب اللقاء بالرباعية مع الرأفة، بعد أن وجد الفريق النصراوي كالحمل الوديع حتى في تقبل لاعبيه ومسؤوليه للخسارة!. ** مهاجم الاتحاد البرازيلي ألفيس يبحث عن الهدف من أسهل الطرق، لذلك يحسن استثمار جهد زملائه، فيما يبحث آخرون عن الأهداف الصعبة فيهدرون جهد زملائهم!.