** كلنا يعرف,, أن للأعراس شتى أنواع الاحتياجات الكمالية,, وحتى غير الكمالية,, من المستحدثات التي صارت من مكملات الزواج,. ** ولعل من هذه الأمور المحدثة الطقاقات اللاتي صرن يتفنن ويجددن في عملهن ويطورن في أدائهن تمشياً مع الألفية الثالثة والإنترنت والفضائيات,, ومع كل تطوير وتحديث وتجديد يتضاعف سعر الطقَّه الواحدة وليس الساعة الواحدة,, وصارت طقَّة الطار الواحدة بالشيء الفلاني. ** نحن بالطبع,, لا نستغرب أي غريب أو جديد في عالم الطقاقات,, فهو عالم طقاقات برئيسة ومساعدة رئيسة,, وأمينة صندوق ونائبات للمساعدة وأعضاء فرقة وعاملات وأجهزة مساندة وأجهزة طق,, وأجهزة صيانة,, لأن الدخول وفيرة,, ولأن العمل مفيد ومغرٍ,, ولأن الآلاف تحولت إلى ملايين. ** عالم الطقاقات,, عالم بالفعل غريب,, ولكننا لا نستغرب غرائبه أبداً,, فكل شيء جائز في هذا العالم,, فنحن لا نستغرب تقليعاتهن,, ولا نستغرب أدواتهن المستخدمة,, سواء كانت طيران أو جوالين أو تنك أو قدور ,, فالأمر كله طقطقة ,, وأعضاء الطقطقة لا نؤاخذهن أبداً. ** الذي نعرفه أيضاً,, أنه في عالم الأعراس,, كان هناك مشّاطات وربعيات واليوم,, صار كوافيرات ومهندسات كوشة,, وأخصائيات مكياج,, وكلهن طبعاً,, نساء متخصصات في هذا المجال,, وهمهن وهاجسهن,, الأعراس بكل لوازمها,, كما يتفنن في هذا المجال تفنناً غريباً,, ولكن أيضاً,, لا غرابة في ذلك,, فالأمر كله,, نساء في نساء. ** وقد يكون في بعض الأعراس أيضاً,, عرضات وسامري وحوارات شعرية ومراد عابرة جاءت هكذا,, وهذا معروف ومألوف منذ القدم,, ولا غرابة في ذلك. ** لكن أن يكون هناك فرقة مراد متخصصة في الرد في الأعراس أعضاؤها من بعض الشعراء وتقبض الثمن على إحياء العرس ببعض الرديات والتصفيق والمناقز فهذا والله أمر مخجل للغاية,, فكيف جوز هؤلاء الشعراء لأنفسهم أن ينافسوا الطقاقات؟! ** نعم,, يقال,, إن هؤلاء الشعراء موجودون بالفعل,, ولهم مع الأسف تسعيرة,, وقد غطوا على الطقاقات في المنافسة والاستعدادات والاستعراضات,, بل نافسوا الطقاقات في مدح المِعرِس والعروس ومدح أبَوَي الزوجين وأمَّي الزوجين والحضور، بل قيل إنهم يرددون بعض القصائد مع تغيير طفيف في الأسماء من عرس لآخر. ** هذا ما سمعناه,, وهذا ما نقل إلينا,, وهذا ما يقوله البعض,, فإن كان صحيحاً,, فوا أسفاه على طوال الشوارب,, كيف تحولوا إلى طقاقات,, وإن كان غير صحيح,, فهو المتوقع إن شاء الله,, لأننا لا نظن بهؤلاء الشعراء مثل هذا العمل الغريب,, ونأمل ألا يعمي الطمع وحب الدنيا عيونهم ويتحولوا إلى هذه الدرجة المخجلة,, والرزق على الله. ** نحن نعرف أن الشعر الشعبي وغير الشعبي,, ونعرف أن المراد وشعراء الرد كلهم أعف وأنزه وأرفع من أن ينساقوا إلى مثل هذا العمل,, ومتى حضروا العروس ودخلوا الملعب في الرد,, فإنهم يشاركون من اجل الشعر,, ومن أجل المشاركة والمنافسة الشريفة,, ومن أجل الموهبة الشعرية,, وليس من أجل دراهم معدودة تدفع لهم,, كما تدفع لطقاقة.