رجال الميدان وهم يمارسون عملهم يتعرضون لمواقف وحالات في سردها تحدث الموعظة والعبرة، لكل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب مثل هذه الممارسات والأفعال,, وفي هذه الزاوية التي تعنى بمواقف رجال الميدان,, نستعرض هذه الحالة سعياً لتهذيب النفوس المتعطشة لممارسة المحرمات, ومن هذه المواقف مشاركة من مركز هيئة حي المعابدة بمكة المكرمة: الحياة مليئة بالمواقف والعبر، والمواقف التي تمر في حياة الانسان تفرحه تارة، وتبكيه تارة، ويتأثر بها تارة اخرى, والذي ينظر الى طبيعة عمل الهيئة ويتعمق، بل ويتغلغل في اعماقها ليجد من المواقف التي تتأثر بها النفس كثيرة بل وتجعله يراجع حساباته ألف مرة، قبل أن يأتيه هادم اللذات ومفرق الجماعات ومشتت الاحباب ألا وهو الموت، وصدق الله اذ يقول: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)ق/20 والحق انه لا تحيد عن الموت، والحق انك ستموت ايها الانسان وستقبر وحدك، وستبعث وحدك، هو الموت الذي لا محالة عنه وتلك الحياة التي هي مزرعة للاعمال الصالحة، ومن هنا تجد الموقف الذي يدهشك ويهزك من الاعماق حينما تقف امامه في حيرة من امرك، وما عليك إلا التفويض والتسليم الى الله تبارك وتعالى، هذا الموقف العجيب أقصه عليك اخي الحبيب، وأضعه امام عينيك فعش معي بقلبك لا بالعاطفة، وانظر له بمنظار الشرع الحكيم وهدي سيد المرسلين. تخيل انك في مكتبك ثم دخل عليك شاب حدث صغير السن ارتكب خطأً في حق نفسه ثم في حق دينه، ومجتمعه الآمن المطمئن، وعندما تتوجه لنصحه وتذكره بالله تخوفه من أليم عقابه، واذا بالشاب ينظر اليك نظرات لا تستطيع ان تترجم معانيها، ولكن عندما خص والده لكي تناصحه بان يحافظ على ولده، فاذا بالفاجعة الكبرى التي تراها امامك ان الأب الذي تريد ان تخاطبه واقف امامك سكرانا مخمورا، فكيف يكون الخطب أمامك في هذه المسألة وتلك الفاجعة، والابن في وضع اخلاقي سيىء، والأب في وضع أسوأ ولله در القائل: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً