أفادت صحيفة فيجيستي الصادرة في بودغوريتشا أن حكومة مونتينيغرو اطلعت مجلس الأمن الدولي على علاقتها المتوترة مع صربيا في في أعقاب التعديلات الدستورية التي اعتمدها حلفاء الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية. وأضافت الصحيفة المحلية أن حكومة مونتينيغرو وقعت وثيقتين حول وضعها في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية التي تشكلها مع صربيا منذ العام 1992 إلى الأممالمتحدة. وتتناول الوثيقة الأولى قرار برلمان مونتينيغرو في التاسع من تموز/يوليو رفض العديد من التعديلات على الدستور اليوغسلافي صوت عليها البرلمان الاتحادي مؤخراً, وتؤدي تلك التعديلات إلى تقليص نفوذ مونتينيغرو في الاتحاد, ويبلغ عدد سكان هذه الجمهورية 650 ألفاً في مقابل ثمانية ملايين في صربيا (من دون كوسوفو). وأشارت الوثيقة الثانية التي أرسلت بواسطة البعثة السلوفينية إلى الأممالمتحدة إلى أن بعض المؤسسات اليوغسلافية لاسيما الجيش والشرطة لا تتردد في افتعال نزاعات داخلية وحتى حرب أهلية . وأضافت حكومة مونتينيغرو الإصلاحية والمؤيدة أن تلك المؤسسات تستغلها (السلطة في بلغراد) لاستنقاد مونتينيغرو اقتصادياً وزعزعة استقرارها على الصعيد السياسي والإطاحة بحكومتها المنتخبة ديمقراطياً . هذا وعلى الصعيد نفسه أحدث احتمال حصول جمهورية مونتينيغرو على استقلالها شرخاً كبيراً بين سكانها الذين يريدون إجراء مناقشات واسعة على المستوى الوطني لحسم هذه المسألة الحساسة. ويعتبر التحالف الليبرالي أبرز التنظيمات التي تعمل بقوة لاجراء استفتاء حول استقلال هذه المنطقة الجبلية الصغيرة عن الاتحاد اليوغسلافي برئاسة سلوبودان ميلوسيفيتش. وقال رئيس التحالف الليبرالي ميروسلاف فيكوفيتش لوكالة فرانس برس: إن الاستقلال لمونتنينغرو هو الوسيلة الوحيدة لتحسين الوضع المعيشي . إلا أن هذا النائب يتدارك ليحذر من أن الاستفتاء يمكن أن يكون خطيراً جداً ومصدر نزاعات خطيرة في حال لم يجر الاعداد له بشكل جيد. وأضاف فيكوفيتش لابد من التوصل إلى حد أدنى من التوافق على تحديد مستقبلنا, فالانقسامات قائمة ويمكن أن تتفاقم في حال لم يباشر الرئيس ميلو دبوكانوفيتش (اصلاحي يعتبر مقرباً من الغرب) سريعاً باجراء حوار مع كل الأطراف في مونتينيغرو . وكان التحالف الليبرالي نشطا عبر الائتلاف الحكومي داخل المجلسين البلديين في بودغوريتشا وهرسك نوفي (جنوب غرب) قبل أن ينفصل عنه. وأدى هذا الانفصال في حزيران /يوليو الماضي إلى إجراء انتخابات بلدية فرعية فبقيت بودغوريتشا بأيدي السلطة بينما سيطرت المعارضة الموالية لميلوسيفيتش على مدينة هرسك نوفي. ويرفض رئيس بلدية هرسك نوفي (40ألف نسمة) الواقعة على البحر عند مدخل خليج كوتور على بعد كيلومترات عدة من الحدود مع كرواتيا الكلام عن الاستقلال. وقال ديوروستكوفيتش: إن مونتينيغرو في حال الاستقلال لن تكون قادرة على الاستمرار وهناك قسم كبير من سكانها يرفض هذا المستقبل بسبب الروابط التي تشده إلى صربيا: الدين (الارثوذكسية) والثقافة (لغة واحدة هي الصربية) وتقاسم العديد من التقاليد والارتباط الاقتصادي . وأضاف: أنا يوغسلافي أحمل الجنسية الصربية معتبراً مع ذلك انه لايزال هناك مكان للمناقشة . وعلى مقربة من مقر رئاسة البلدية وفي شقة محاطة بالأزهار تطل على البحر يقول المهندس والكاتب ميلان فوكسانوفيتش (68عاماً): أنا مواطن صربي وقومي ونحن هنا على أرض صربية وفي حال أعلن الاستقلال فسأعلن مع أصدقائي استقلال خليج كوتور .