كأن الأمر لا يعنيني حينما أقرأ خبراً في إحدى صحفنا اليومية عن تلك العائلة التي فقدت عائلها أو العائلة الأخرى التي فُقد أكثرها من حوادث السير المروعة لكن هذا الشعور الذي يخالجني ليس صحيحاً وهو بالأحرى تهرب من واقع أليم اتحاشى أن أسمح له أن يؤثر على تفكيري فيكسبني قلقا عميقاً وشعورا بالحزن يسيطر في النهاية على تصرفاتي ثم لا أجد حلا إلا الدعاء او البكاء, الإحصائيات التي نشرت عن حوادث المرور مفزعة آلاف الرجال والنساء والأطفال حصدتهم تلك الحوادث الأليمة وقعت في أنحاء شتى من طرقنا الواسعة وذلك لعدة أسباب أهمها السرعة الزائدة وإهمال صيانة المركبة أو النعاس أو أي سبب آخر قد لا يعرف ويذهب مع ضحيته, السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيظل مجتمعنا السعودي يعاني من هذا الخطر الداهم ومن الفيروس المميت الذي يشبه في خطره مرض الأيدز الذي يفتك بضحاياه واحداً بعد الآخر دون تفريق بين الكبير والصغير. هل الوعي المروري الذي تنتهجه إدارة المرور ليس على درجة كافية من الجهد والمتابعة أم هو التهور في القيادة من قبل بعض السائقين وتجاوز الإشارة الحمراء وعدم احترام قواعد وانظمة المرور الموضوعة أم هو عدم المبالاة بالأنفس واحترام الأمول؟ فمعظم الحوادث شاهدتها بأم عيني لسيارات كما يقول البعض جديدة وآخر موديل والسبب يكمن في إعطاء السائق لسيارته العنان التي لم تؤمن بوسائل السلامة مقارنة بسرعتها العالية وعدم متانة اجزائها ورداءة إطاراتها، ثم يفاجأ بالإطار ينفجر أو بسيارة أخرى لسائق يشبهه في القيادة يتجه إليه من مساره ثم لا يتمكن من ضبط المركبة وتلافي أخطاء الآخرين ثم يحدث ما لا تحمد عقباه, المسؤولية مشتركة إذا ما أردنا أن نوزع المسؤولية بصدق فرجل المرور عليه واجب التوعية وليس الحرص على إمضاء المخالفة فقط مع إعادة النظر في نظام السرعة من ناحية هيئة المواصفات والمقاييس فليس من المعقول أن تكون سيارة صغيرة تسير بسرعة 180 كم أو 200 كم ويجب هنا قصر السرعة لكافة المركبات بحيث لا تتعدى السرعة أكثر من 120 كم كحد أقصى لكل سيارة ترد إلى المملكة على غرار ما تفعله الدول المصدرة لهذه المركبة وذلك ضمانا بعد مشيئة الله للتقليل من نسبة الخسارة البشرية والمادية وكذلك على رب الأسرة أن يتقي الله في قيادته وألا يعرض أسرته إلى الخطر وأن يقوم بتوعية أولاده ومراقبتهم عند القيادة وتعليمهم بما لا يسع الجهل به من أصول القيادة وخصوصاً تجنب السرعة وعدم إيذاء الآخرين بتعريض حياتهم للخطر. أرجع وأقول إن الوعي المروري مطلوب وخصوصاً بين طلاب المدارس والجامعات وان من يصاحب الوعي شدة في المراقبة على الخطوط السريعة وفي الشوارع الواسعة داخل المدن والمحافظات ويجب تطبيق كافة الأنظمة والتعليمات المرورية دون هوادة إذا ما أردنا الحفاظ على أنفسنا وأولادنا,والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ,, والسلام عليكم. سليمان بن علي الضالع القصيمبريدة , فرع الشؤون الإسلامية بالقصيم