ألقى المدرب الوطني الكابتن عبد الله غراب نظرة فنية حول مباراة اليوم التي تجمع بين الهلال والاتحاد على نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين فتحدث قائلاً: في البداية نحب أن نبارك للفريقين وصولهما للمباراة النهائية والسلام على راعي المباراة الذي يتمناه كل رياضي، أما بالنسبة للحديث عن الفريقين فأعتقد أن عندهما جميع العناصر التي تؤهلهما للوصول لهذه المباراة فكل فريق يحظى بدعم إداري وشرفي وإعلامي، إضافة إلى وجود أجهزة فنية قديرة ولاعبين على مستوى كبير من النواحي الفنية والتكتيكية وامتلاك الخبرة الكافية. الهلال طبعاً في لقاء اليوم لديه ميزة الجمهور على اعتبار أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره وأتوقع أن يستفيد الهلال من هذه الخاصة، أما بالنسبة للاتحاد فقد اجتهد في هذا الموسم ووصل لجميع المباريات النهائية رغم أنه خسر في نهائيين متتاليين وأمام المنافس التقليدي الأهلي وهذا قد يعطي الفريق الاتحادي دافعاً قوياً لتعويض الخسارة السابقة ولو ألقينا نظرة إلى خطوط الفريقين والعناصر الموجودة لوجدنا أن هناك تقارباً إلى حد كبير بينهما، ففي الحراسة طبعاً يتفوّق الدعيع بخبرته وهيبته أمام المهاجمين ومصدر ثقة في نفس الوقت بالنسبة لزملائه المدافعين، وفي المقابل شاهدنا النتيف يقدّم في هذا الموسم مستويات رائعة كان آخرها لقاء الاتحاد أمام الوحدة وهذا يبعث الطمأنينة في الفريق الاتحادي، بالنسبة للدفاع فالاتحاد يتفوق على الهلال خاصة في مركز قلب الدفاع بوجود الثنائي الدولي رضا تكر وحمد المنتشري وكذلك صالح الصقري فهم أصحاب خبرة كبيرة ويوجد بينهم تجانس كبير حتى في حال وجود أسامة المولد في مركز الظهير الأيمن بديلاً عن الدوخي فإن هذا سيزيد من قوة الدفاع الاتحادي وكذلك الحال بالنسبة للهلال ولكن ما يعاب على دفاع الهلال هو البطء ووجود لاعب سريع كالحسن كيتا أعتقد أنه سيسبب بعض المشاكل للدفاع الهلالي وإن كان هناك في الهلال يوجد أفضل لاعبين يملكان النزعة الدفاعية هما عزيز والغامدي وأتوقع أن يكون لهما دور كبير في إقفال المناطق الخلفية ومراقبة مفاتيح اللعب في الفريق الاتحادي وأعتقد أن غياب الواكد والدوخي لن يؤثّر بشكل كبير لوجود بدلاء لا يقلون عن مستوى الأساسيين، وفي تصوري ان إبراهيم سويد وأسامة المولد هما الأقرب لتمثيل الفريق في مباراة اليوم. وأعتقد أن كل مدرب سيميل إلى الحفاظ على مرماه بتكثيف منطقة الوسط خاصة من جانب ديمتري والاعتماد على الحسن كيتا وهو اللاعب المؤثر في الفريق طوال الموسم في الكرات المرتدة وهذا يتطلب سرعة تنفيذها ولكن هذه الطريقة لها سلبياتها لأن الهلال لو استطاع اختراق التحصينات الاتحادية وسجل هدف السبق معها الاتحاد سيفتح ملعبه أمام الهلال الذي يملك لاعبين مهاريين لديهم القدرة على الوصول على دفاع الخصم من أسهل الطرق، ومشكلة الاتحاد تبقى في اللاعب البديل أوليفيرا فهو لاعب جيد أمام المرمى فقط أما في حالة ابتعاده عن الصندوق فهو لاعب عادي وضعف لياقته لا يساعده على اللعب في الأطراف عكس اللاعب حسن كيتا ومع ذلك يظل أوليفيرا الأنسب بجانب كيتا. ومن جانب الهلال بعد عودة المدرب باكيتا رأينا الهلال يعود لطريقته السابقة التي حقق بها العديد من البطولات ونعرف باكيتا يلعب بطريقة متوازنة مع التأمين الدفاعي قبل التفكير بالهجوم وهذا شيء جيد والهلال عناصرياً من الناحية الدفاعية أفضل بوجود الدعيع وتفاريس والغامدي وعزيز ويبقى النجم الموهوب طارق التايب صانع ألعاب الهلال يتفرغ للقيام بأدواره الهجومية مع الشلهوب والقحطاني، وأعتقد أن قوة الهلال ومصدر خطورته تكمن في هذا الثلاثي، وأعتقد أن ديمتري سيحكم قبضته على هذه العناصر، وفي الاتحاد يظل نور مع فاغنر والحسن كيتا مصدر قلق لباكيتا. تبقى الحلول في الإيعاز إلى اللاعبين باللعب عن طريق الأطراف وهذا يحتاج إلى مساندة من أظهرة الجنب وهذا ما سيفتقده الاتحاد في الجهة اليمنى لأن أسامة يبقى دوره الدفاعي أفضل أما إذا أراد الهجوم فعليه إشراك حمد العيسى ولكن كبداية أتوقع أن يكون المولد هو الأقرب والهلال لديه أظهرة جيدة بوجود الخثران والعنقري وأتوقّع أن يميل كيتا إلى جهة الخثران حتى يمنعه من التقدّم وفي حال تقدم الخثران سيكون خالد عزيز ملاصقاً للحسن كيتا الذي يجيد استغلال المساحات الكبيرة وعموماً الاتحاد يعتمد كثيراً على الكرات المرتدة السريعة وكذلك الكرات الثابتة وبهاتين الطريقتين سيصل الاتحاد إلى مرمى الهلال وقد يسجل بهذا الأسلوب وخاصة الكرات الثابتة فعندما تكون قريبة فإن الاتحاد لديه فاغنر وهو لاعب يجيد تنفيذ مثل هذه الكرات كذلك شاهدنا رضا تكر وحمد المنتشري والمولد يستفيدون من الكرات الثابتة في تسجيل الكثير من الأهداف، وفي المقابل هناك في الهلال التايب والشلهوب خاصة في الأخطاء القريبة من المرمى الاتحادي وتبقى المباريات النهائية لها خصوصيتها التي تختلف عن بقية المباراة الدورية وربما يكون الشد العصبي والشحن النفسي حاضراً في هذه المباراة مما قد يؤثّر على عطاء اللاعبين ولا تظهر المباراة بالمظهر الذي تنتظره الجماهير المتابعة. فالهدف الأول لدى كل فريق هو تحقيق الفوز والحصول على اللقب بغض النظر عن تقديم المستوى من عدمه، الهلال قامت إدارته بعملها على أكمل وجه بعد أن أقامت معسكراً خارجياً لإبعاد اللاعبين عن الشحن النفسي والإعلامي وكذلك الانتظام في الأكل والنوم، وكذلك الاتحاد أقام معسكراً في الرياض وهذا يحسب لإدارة الاتحاد لتهيئة اللاعبين نفسياً وبدنياً قبل المباراة، فأتمنى مشاهدة نهائي يليق بسمعة وإنجازات الفريقين والاستمتاع بمباراة بعيدة عن الشحن والشد الذي دائماً ما يصاحب مثل هذه اللقاءات.