لقد كان العنوان تعبيراً صادقاً عن ما يكنه الجميع نحو الفقيد الغالي وقد ورد ذلك ضمن النعي الذي نعى به معالي وزير الزراعة والمياه وزملاؤه في الوزارة فقيد الجميع الأخ الفاضل عبدالعزيز بن محمد القوبع يرحمه الله مدير الزراعة والمياه بعنيزة لقد كان فقده فاجعة كبيرة لجميع محبيه ومعارفه لما حباه الله من خلق ووجه بشوش وقلب كبير جعل الجميع يجمعون على محبته حتى اولئك الذين ليس لهم به معرفة كانوا يحبونه ويحبون سيرته لكثرة ما ورد اسمه على لسان الجميع، حيث كان يرحمه الله كالشمس يشمل ضوؤه الجميع فكثير ما كان زملاؤه يلجؤون اليه بعد الله في طلب شفاعته لنقل زميل وتيسير امور آخر لما يتمتع به يرحمه الله من علاقات جيدة مع جميع زملائه مديري المديريات ومراكز الابحاث او في الوزارة نفسها, كان يرحمه الله لا يبخل بجاهه ابدا ويبذل كل ما يستطيع لخدمة من يطلب منه شيئاً. لقد ابتدأت علاقتي به يرحمه الله من عام 1394ه، حيث درسنا الجامعة معاً وبعد التخرج عملنا في نفس القطاع حتى توفاه الله، عرفته زميلاً ورئيساً، حيث كان رئيساً لي بالعمل خلال الفترة (1402 وحتى 1410ه), كان نعم الزميل والرئيس وكنت انا واياه على اتصال دائم وقبل وفاته يرحمه الله بحوالي الاسبوعين كان في محافظة الرس لإنهاء بعض الاعمال الخاصة به وقد تكرّم بزيارتي بالفرع، حيث كان اللقاء الاخير به ولعل ارادة الله منحتني تلك الفرصة، حيث اني منذ عدة اشهر لم التق به رغم اني احادثه هاتفياً باستمرار وفي آخر يوم دوام له كان لي اتصال به يرحمه الله لطلب وجاهته لنقل زميل لنا تمت ترقيته لمديرية الاحساء وكعادته يرحمه الله وعدني خيراً, لقد كان قلبه الكبير يتسع لجميع الهموم رغم ما أصابه من فواجع فقبل عامين فقد فلذة كبده الأكبر محمد (رحمه الله وجعله شفيعاً له) في حادث مروري, وفي العام الماضي فقد أخاه ولكن تلك الفواجع لم تغيّر شيئاً من طباعه يرحمه الله فكان خلاف ما يقدمه من خدمات للجميع عطر اي اجتماع يحضره سواء رسمي او غير ذلك بروحه المرحة ودعابته الحاضرة مما يضفي على الجميع روح الالفة والاخاء والمحبة. ثم كانت الفاجعة عندما علمت بما حدث له وكنت ايام بقائه بالمستشفى اتابع حالته التي كانت غير مطمئنة لنا منذ البداية وكم كانت سعادتي كبيرة بعد مكالمة الاستاذ سليمان الصوينع مدير الزراعة بالقصيم الذي كان في غاية الاهتمام والمتابعة لحالته يرحمه الله عندما ابلغني ان الاخبار تسير بخير إن شاء الله وان الامل قد تجدد حسب افادة احد الاطباء، لم أنم تلك الليلة وانتظرت الصباح بفارغ الصبر لعلي احصل على اخبار اخرى سارة ولكن كان الخبر الذي نزل علي كالصاعقة عندما علمت بوفاته يرحمه الله لقد كان فقده عظيماً ومصابنا فيه جلل ولكن لاحول ولا قوة الا بالله، وكان موعد الصلاة على جثمانه الطاهر عصر يوم 22/3/1421ه وكان لحضور تلك الجموع الغفيرة في الجامع وفي المقبرة اكبر دليل على عظم محبته لدى الجميع، بل ان بعض زملائنا في الدراسة لم نلتق بهم من ساعة التخرج سوى في ذلك الجمع اتوا من سدير والرياض والشرقية وغيرها من المناطق وجميع زملائنا في منطقة القصيم جزاهم الله خير الجزاء وأسكن الفقيد واسع رحمته وبدّله الله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من اهله وجمعنا به في دار رحمته إن شاء الله وجميع المسلمين انه سميع قريب مجيب الدعاء, وختاماً أعزي نفسي في الفقيد ثم اخيه عبدالله وابنه هيثم ووالدته وأخواته وجميع زملائه وأصدقائه ومعارفه وأسأل الله تعالى ان يلهم الجميع الصبر والسلوان، وألا يريهم مكروهاً و(إنا لله وإنا اليه راجعون) زميله المهندس/ إبراهيم عبدالله الخليفة