استبشر المتطلعون من أبناء هذا الوطن الغالي عند سماع خبر إنشاء الهيئة العليا للسياحة، وفرحتهم تكمن في بقاء ابن الوطن داخل حدود هذا الوطن الغالي الذي لم يعطه ابناؤه حقه من اموالهم المصروفة للسياحة على الرغم من توفر الاماكن المؤهلة لارتيادها سياحياً. سعادة اولئك الاشخاص تكمن ايضاً في لفت انظار المستثمرين السعوديين للاستثمار في مجال السياحة الوطنية، وان كان هناك بعض رجال الاعمال ممن استثمر في هذا المجال فعلاً قبل نهوض تلك الهيئة. ولايخفى على الجميع ان الفرحة العظيمة والسعادة الغامرة منبعها الحقيقي تولي رجل يعد من خيرة شباب هذا الوطن المعطي توليه منصب أمانة الهيئة العليا للسياحة، ان تولي مثل ذلك الرجل لذلك المنصب لهو بحق أهل له وكما قيل الرجل المناسب في المكان المناسب، ولكن يبقى الامل معقوداً بزمام الحلم الاخاذ الذي يداعب جفون الوالهين لرؤية انجازات تلك الهيئة متحققة في نقلة نوعية في مجال السياحة الوطنية ولم شتات الجهود المنصبة في هذا المجال والعمل على الرقي بمستوى السياحة الداخلية ونقلها من صورتها الحالية التي هي عليها الى ما يرضي تطلعات الجميع. لقد تبلور في اذهان المواطنين من ابناء هذا الوطن وممن يقدمون لزيارتها أن السياحة في السعودية لا تتعدى كونها مهرجانا للتسوق غير المخفض في الاسعار وبعض الحفلات الغنائية وجوا ربيعياً في كبد الصيف الحار والعابا نارية لمفرقعات تحاربه بلديات المدن والمحافظات وان وجد انصاف مسرحيات في الساحات الكبيرة للاسواق يمثلها اناس مغمورون يلهثون خلف الشهرة الآنية والمال القليل. إن إنشاء تلك الهيئة سيطرح نوعاً من الفهم الصحيح للسياحة المنظمة والمدروسة والتي بلا شك ستكون وفق ما جاء به دستورنا الكريم من تشريعات سماوية تأخذ بيد الإنسان إلى سبيل السعادة في الحياة، ولعل من الامور التي تأخذ بيد هذه الهيئة الى الرقي بالمستوى السياحي الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي، وذلك من خلال الاهتمام بنشر الوعي الثقافي في مجال الانشطة الادبية من منتديات ادبية ولقاءات ثقافية ومسرحيات هادفة بعيداً عن الاسفاف وأنصاف المسرحيات. وليسمح لي القارىءالكريم بإبداء وجهة نظري في دعوة الهيئة العليا للسياحة للنظر بعين العطف لذلك المسرح المهمش رغم العطش المسرحي للمتابعين والمشاهدين في هذا البلد، ولعل ما يقدمه مسرح المفتاحة سنوياً من مسرحيات تمر سريعاً وفي اوقات غير مناسبة احياناً لهو مثل جيد لما بلغه المسرح السعودي من اهتمام ظاهري، مع كون المشاهدين او النظارة كما يحب المسرحيون تسميتهم تغص بهم كراسي تلك القاعة المسرحية ومع ذلك فالحفلات الغنائية لها قصب السبق والحظ الاوفر من الوقت والتاريخ المناسب للسياح فأين الانصاف. إنني اقول إن لم تنقذ الهيئة العليا للسياحة مسرحنا الوطني من وضعه هذا المتردي فكبر عليه أربعاً ثم ترحم فلم يبق له بعدها نصير، وهذه دعوة باسم كل المحبين للمسرح في هذا الوطن أضعها بين يدي سمو الأمير سلطان بن سلمان الذي وسع قلبه لهموم أطفالنا المعوقين ان يجد لمسرحنا المعاق يداً حانية تربت عليه وتلفت نظر المستثمرين والمنظمين للمهرجانات السياحية لاهميته ودوره الثقافي والتربوي والاجتماعي في المجتمع وانتشاله من اسر الاسواق والمجمعات التجارية التي ليست بمكانه الطبيعي,. واخيراً فإن الامل هو سلاحنا الوحيد في مواجهة عقبات المسرح وكما قال الاول: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ سالم سلمان الغامدي