** رغم قساوة القرار الهلالي بإلغاء عقد المدرب البرازيلي سيريزو سواء على المدرب نفسه أو على متخذ القرار الهلالي إلا أنه بالتأكيد كان قراراً شجاعاً وقوياً سيكون له الكثير من الانعكاسات الايجابية على الفريق الأزرق هذا الموسم.. فلم يكن من السهل على أي إدارة أو مسؤول أن يتخذ مثل هذا القرار بالنظر للمبالغ المالية الكبيرة التي صرفت للمدرب ومساعديه أو قصر الفترة التي أشرف خلالها سيريزو على الفريق.. حيث كان يمكن منحه المزيد من الوقت والفرص على حساب الفريق ومستقبله ومن ثم الاكتشاف المتأخر بعدم صلاحيته وهو الأمر الذي كشفته المباريات التسع التي قاد الفريق خلالها.. كان يمكن للهلاليين أن يكابروا ولا يعترفوا بخطأ التعاقد معه تحديداً وسط الموسم.. وكان يمكن لهم تبرير أخطائهم والدفاع عنها على حساب الفريق وجماهيره.. وهو ما لم يحدث.. حيث جاء القرار الصريح بالتخلي عنه بعد الاستفادة من تجارب سابقة مر بها الفريق الأزرق الموسم الماضي وتحديداً إبان إشراف السيد كاندينو على الفريق والذي مر بنفس الظروف والتجربة ولم يستطع النجاح فبادر الهلاليون للتخلي عنه واستبداله بالمدرب المساعد كليبر في قرار اتخذ لإعادة طريقة باكيتا للفريق ليعود لوضعه المعتاد ويحقق كأس سمو ولي العهد ويفلت من الدوري في ظروف يعلمها الجميع جيداً. وبالنظر للقرار الهلالي نكتشف السر الحقيقي الذي منح الهلال السيطرة على البطولات المحلية منذ موسمين.. فقد طالعتنا الشقيقة عالم الرياضة (ملحق الشرق الأوسط) بحديث موسع لعضو شرف الهلال الفاعل والمؤثر سمو الأمير فيصل بن سعود تحدث خلاله عن فريقه كما يتحدث الخبير الملم بكل الشؤون الهلالية والخفايا الفنية.. لينكشف للجميع العقل المدبر والمفكر الذي قاد الهلال من خلف الكواليس نحو هذه الإنجازات العديدة.. فسموه كان الجراح الذي يعالج الجراح الهلالية ويتفاعل معها ليقدم الوصفة الناجحة والحلول الصحيحة لكل مشاكل الهلال.. لقد أدرك سموه بخبرته العريضة ونظرته الثاقبة حاجة الفريق العاجلة لتدخل فني يعيده للطريق الصحيح ويستثمر الإمكانات الضخمة التي ضمنها الفريق في صفوف عناصره الفنية.. فاتخذ القرار الصعب وتعامل مع الواقع كما هو بحثاً عن المزيد من الإنجازات والنجاحات التي عرضها الهلاليون بقوة مع قدوم سموه. شخصياً تحدثت عن الأوضاع الفنية الهلالية في الأسبوع قبل الماضي.. ونبهت لخطورة استمرار الأمور كما هي ولم أكن أتوقع ولو بنسبة 1% أن هناك من يدرك كل هذه المتغيرات الفنية من بين الهلاليين واستبعدت تماماً أن يستفيد الهلاليون من تجاربهم السابقة ويعدلوا أوضاع فريقهم سريعاً وقبل فوات الأوان.. لكن المفاجأة جاءت في الأسبوع الدراماتيكي الماضي الذي شهد عودة باكيتا وإعادة الأمور لنصابها الصحيح؛ سعياً نحو المصلحة العامة للأزرق وأقصد عودة طريقة باكيتا قبل عودة الرجل نفسه.. فالهلال تألق واحتكر البطولات لأسباب فنية بحتة تتعلق بتوافق طريقة اللعب مع العناصر التي يضمها الفريق في الفترة الحالية.. وجاءت مباراة الطائي لتؤكد صحة ما ذهبت إليه ليعود الهلال بثلاث نقاط ثمينة ومستوى جيد في ظل أوضاع صعبة كانت كفيلة بالإطاحة به حتى ولو لعب متكاملاً.. لكن الرضوخ للأمر الواقع والعودة للطريقة الناجحة والاستفادة من كل العناصر الجيدة في صفوف الاحتياط مكنت الهلال من الفوز والعودة قوياً مقنعاً كما هو سابقاً. إذاً في الهلال عقول مختلفة وشباب مسؤول يعرف الطريق نحو النجاح ويسعى إليه ولديه من المرونة والشجاعة والمسؤولية ما يجعل مسألة استمرار الهلال بطلاً مسألة وقت متى تم تلافي بعض السلبيات السهلة والبسيطة والتي بدأت تتلاشى تدريجياً وعندها سيجد الهلاليون فريقهم كما عرفوه وكما يريدون. لمسات ** لن تنجح لجنة الحكام الحالية وهي تسير بنفس الأسلوب الذي سارت به اللجان السابقة.. فكما يبدو أن آلية العمل وطريقته هي نفسها التي أسقطت اللجان السابقة وجعلت التحكيم السعودي في الحضيض.. فالمسألة هي قناعات شخصية وآراء فردية وعمل (شفوي) لا يعتمد على العلم والنظم واللوائح والإجراءات.. ولو لجأت اللجنة للإحصائيات والتقييم والمتابعة والمحاسبة لحكامها لما شاهدنا الأخطاء تتكرر من الحكام وتختلف باختلاف الفرق والألوان.. فحكم مثل الجروان نجده يمنح بطاقة حمراء لمدافع الفيصلي أمام الأهلي في حالة انفراد ثم يغير قراره في حالة لاعب الاتحاد المنتشري أمام الخليج ويكتفي بالكرت الأصفر مع أن الحالة أكثر وضوحاً.. وحكم مثل خليل جلال لديه أخطاء فادحة ضد الهلال وفي كل المباريات التي قادها (وهي مثبتة) وليس آخرها ما حدث أمام الطائي نجده يكرر نفس الأخطاء دون مساءلة أو محاسبة وقبلها ارتكب العديد من الأخطاء المرصودة في المباريات التي قادها والتي تنساها اللجنة بمجرد سكوت الإعلام والأندية عنها.. وغيرهما حكام عديدون يرتكبون كوارث وأخطاء شنيعة كما فعل مطرف القحطاني في أكثر من مباراة ولا حس ولا خبر.. فاللجنة ليس لديها احصاءات ولا أسلوب علمي في متابعة الحكام وأخطائهم ولا تجد الوقت لتطويرهم عبر رصد كل الأخطاء والمتناقضات التي يرتكبونها ومن ثم مناقشتهم عليها ومحاسبتهم ولذلك يتغير الأشخاص ويستمر أسلوب العمل نفسه تكليفات أسبوعية ودورات ومحاضرات رتيبة ومتابعة ردود أفعال الأندية والإعلام فقط.. وطالما هذا هو ما تقوم به اللجنة أو على الأقل ما نعرفه عن عملها فلا ننتظر أي جديد منها.. فطالما لا توجد احتياجات فالأمور تسير كما يرام والدليل كل مباريات الهلال (تقريباً)، وكما أثبته المحللون الفنيون من الحكام يرتكب فيها أخطاء فادحة وتمر مرور الكرام طالما الطرف المتضرر لا يجيد الصراخ.. ولذلك فأخطاء الحكام عادية جداً في نظر اللجنة ولا تؤثر عليها وعلى عملها! ** تابعت كل الانتقادات الإعلامية التي وجهت لأداء المنتخب الأولمبي عقب خسارته من أستراليا.. ومعظمها حمل المدرب البرازيلي نونس مسؤولية الخسارة.. لكن كل الآراء لم تتحدث عن أمور فنية بذاتها مجرد أحاديث عامة عن خروج فلان ودخول علان.. وفي تصوري أن منتخبنا لم يكن سيئاً أمام أستراليا وقدم مباراة مشرفة رغم قوة الخصم.. وكان مدربنا مخطئاً في عدم تكثيف خط الوسط والاستغناء عن أحد المهاجمين الثلاثة العنبر والصويلح والغوينم في وقت مبكر من المباراة لحفظ توازن الفريق وتضييق المساحة أمام الأستراليين الذين لعبوا بارتياح كبير في الوسط الفارغ غالباً لأن لاعبين اثنين هما لاعبا المحور.. واستغربت كثيراً انتقاء النجم السابق الكابتن صالح الداود للاعبين اثنين لانتقادهما رغم أدائهما الجيد وهما سعد الذياب ونجم المستقبل عبدالعزيز الدوسري في حين سكت عن من يستحقون ذلك في خط الدفاع فما هي الأسباب يا ترى يا كابتن؟! ** نجم قادم للكرة السعودية هو لاعب الوسط الأيسر في صفوف المنتخب الاولمبي الشاب الواعد عبدالعزيز الدوسري.. هذا اللاعب ينبئ بمولد نجم هلالي قادم من طراز نجوم الهلال الكبار.. وعلى الهلاليين إعطاءه الفرصة من الآن وتثبيته مع الشلهوب ليغنيهم عن البحث عن لاعبي الأندية الأخرى ودفع الملايين لهم أو للأجانب.. والدوسري حالياً في مرحلة حساسة فإما احتضانه ومنحه الفرصة للعب مع الفريق كما منحت للشلهوب في سن مبكرة أو ركنه مع الآخرين ليفقد هويته ويفقد الهلاليون فرصة صناعة نجم يملك مواصفات فنية عالية ويلعب في أحد أهم المراكز في الكرة السعودية وأندرها مواهب وهو الوسط الأيسر! ** البعض يأخذ على شخصي المتواضع التركيز في الحديث عن المدربين وانني أحد أسباب فشلهم.. وخصوصاً في الهلال.. حيث يقولون إنني انتظر الخسارة لأهاجم المدرب.. هؤلاء للأسف لا يعرفون من كرة القدم سوى اسمها ولا يدركون ما أتحدث عنه من أمور فنية تكون واضحة بالنسبة لي منذ أول مباراتين أو ثلاث.. وفي كل الحالات التي تحدثت فيها اقتصرت في الحديث على الأمور الفنية فقط.. وإذا رأيت الفريق أمامي يؤدي بطريقة خاطئة أو بعيدا عن إمكاناته الفعلية فانه من واجبي كناقد الحديث عن أسباب الخسارة (فنيا) وكيفية حدوثها وتلافيها.. حسب معرفتي ومتابعتي للفريق وإذا خسر الفريق بعد أن يكون لعب وأدى بكل إمكاناته فلا مشكلة في ذلك ولكن إذا رأيت الخسارة وأسبابها فانه يجب وضعها أمام المعنيين.. وهي ليست ملزمة لكنها رؤية قد تفيد.. وأحمد الله انه كل ما أتحدث فيه تؤكد الأيام صحته ولا يكتشفه الآخرون إلا متأخراً وبعد فترة طويلة ويكفي ما كتبته الأسبوع قبل الماضي وما تحقق بعد ذلك أمام الطائي وبشكل يكاد يكون حرفيا فهل يكفي هذا أرجو ذلك! ** طالبت بعودة أبرز لاعب هلالي في الدور الأول عبد العزيز الهليل بعد أن تم تهميشه من قبل الأجهزة الفنية والإدارية بعد رحيل بسيرو.. وها هو يؤكد أمام الطائي انه أحد نجوم المباراة وأحد اللاعبين المهمين جدا في صفوف الفريق رغم عدم قبول البعض به! ** منح الفريق الاتفاقي نصف نهائي كأس ولي العهد إثارة جديدة بفوزه على الاتحاد في لقاء الذهاب حيث كان الاتحاد مرشحا لتحقيق فوز سهل ولذلك فالخميس والسبت القادمان سيشهدان (ربما) مرشحين جديدين للنهائي! ** البرنس الليبي طارق التائب مهارة ومتعة وإبداع.. انه ترسانة مهارات كاملة، تغيير طريقة لعب الهلال ومنحه الحرية في المناطق الهجومية يعني مزيدا من الإبداع. ** ما ان التحق المدرب الوطني القدير عبد اللطيف الحسيني بالعمل في الهلال حتى بدأوا في محاولات ابعاده عن الهلال بنشر العديد من الأخبار والتلميحات غير الصحيحة عن التحاقه بالعمل بالمنتخب الأول تارة ثم الأولمبي تارة أخرى.. وهكذا ورغم الفشل الذريع الذي يلاحق كل ما يحوكونه تجاه الهلال ومسؤوليه ولاعبيه إلا انهم لازالوا يسيرون بنفس الاتجاه.. وعجايب! ** توقيع باكيتا للهلال شهرين فقط أمر مقلق ولا شك للجماهير الهلالية.. لكنني أعتقد أن المطلوب في الهلال طريقة باكيتا حتى وإن لم يتواجد نفسه في الموسم القادم.. وأمام الهلاليين من يعمل بنفس الطريقة وبشكل أفضل ميدانيا وتنظيميا وهو السيد كالديرون.. أعتقد أن عليهم الترتيب معه من الآن للموسم القادم طالما هم اقتنعوا أخيراً بأن أسلوب باكيتا هو الأفضل والأمثل للزعيم حاليا! **** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244