السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الزميل المعلق الرياضي المعروف الأستاذ ناصر الأحمد فماذا قال.. * الكثيرون لا يعلمون أن بدايات المعلق ناصر الأحمد كانت عبر سلة نادي الرياض.. حدثنا عن هذه البداية.. - نعم.. في الواقع ساهم نادي الرياض مشكوراً في مسألة تعرفي على عناصر طيبة في المجتمع الرياضي، ومازالت علاقتي بهم قوية- والحمدلله- حتى الآن. وسابقاً كنت ألعب كرة سلة في نادي الحرس الوطني، كما أن تخصصي في الجامعة أيضاً تربية بدنية وذلك ساعد على التواصل في هذا الموضوع. * تركت التلفزيون السعودي واتجهت لأوربيت، ثم عدت من حيث أتبت عبر القناة الرياضية.. لماذا؟ - تركت التلفزيون عام (98) وكنت مرشحاً وقتها من قبل اتحاد إذاعات الدول العربية للتعليق على كأس العالم.. واتجهت إلى أوربيت ووقعت عقدا.. ويسعدني أن أعود للتعليق عبر القناة الرياضية رغم أنني مازلت مرتبطاً بعقد مع أوربيت حتى عام 2008 وقد سمح لي سمو الأمير سعود بن خالد مشكوراً بالعمل مع التلفزيون السعودي مؤقتاً بالطبع مع الأفضلية لأوربيت دائماً. * وهل حدث ذلك برغبة منك أو بطلب من القناة الرياضية؟! - أستطيع أن أقول: هي رغبة مشتركة بين الطرفين، ومازلت أقولها وقلتها في أوربيت وليس مجاملة للتلفزيون السعودي قبل سنتين أن التلفزيون السعودي هو الأكثر قدرة على الوصول بالمعلق أو أي شخص في المجال الرياضي إلى المتابعين. * تحول غالبية العاملين في أوربت إلى (art) فيما بقي الأحمد دون انتقال.. هل تجاوزك عرض ال (art) أم أنك رفضته؟! - بالعكس كان هنالك عرض.. وعرض جدي جداً من (art).. أشكرهم عليه وأشكر لهم ثقتهم في شخصي، وكنت أتمنى في الحقيقة كأي معلق التعليق على أحداث رياضية مثل كأس العالم أو ما شابهها لكن لارتباطي بعقد مع أوربيت حتى عام 2008 حال دون ذلك، فلابد أن ينتهي عقدي أولاً، ثم أفكر في الانتقال إلى أي مكان آخر. وأعيد لأقدم شكري الجزيل ل (art) ممثلة بالشيخ محيي الدين صالح كامل وأيضاً قبل ذلك لسمو الأمير سعود بن خالد. * يُؤخذ على الأحمد هجومه الدائم على اللاعبين الأجانب.. لماذا؟ - الحقيقة لم يحدث أن تهجمت على لاعب أجنبي لا يستحق الهجوم.. أو بالأحرى ننتقد اللاعب الأجنبي الذي يجيء أداء اللاعب الاحتياطي بالكرة السعودية أفضل منه. والدليل على ذلك أو على الأقل صواب الرأي- والحمدلله- أن كثيرا من اللاعبين الأجانب الذين استقدموا رحلوا بعد فترة قصيرة جداً من توجيه الانتقادات لهم. عندما أرى لاعباً يحل مكان اللاعب السعودي ذا مستوى ضعيف جداً أضطر لانتقاده ولا أرى غضاضة في ذلك. * وما رأيك في صفقة النصر مع دي نيلسون؟ - صفقة خاسرة دون جدال، وأنا متأكد لو أنني علقت للنصر خلال هذا الموسم في مباريات شارك فيها دي نيلسون لقلت: إن الرجل صفقة خاسرة.. هو إعلامياً ناجح 100% أما فنياً.. فلا..! * من أبرز الأجانب في ملاعبنا حالياً؟ - تفاريس عنصر بارز جداً في الدفاع الهلالي، وخالد بدرة في الدفاع الأهلاوي.. وأترام بلاشك لا أحد يختلف على أنه عنصر مهم، وأستطيع القول: إنه الأبرز حقيقة في قائمة المحترفين غير السعوديين. * يلحظ الجمهور الهلالي الانتقاد المستمر للأحمد لفريقهم الكروي إلى حد يجزم فيه بعض الهلاليين بأنك تتعمد استفزازهم.. ما تعليقك؟! - لا أعتقد أن هناك إنسانا يتعمد استفزاز شخص بالطريق العام، فما بالك في المجال الرياضي الذي أشبهه ب(عش النحل) عندما تستفز نادياً منه ستواجه بحرب شعواء. والمشكلة أستاذي الكريم وأكون صريحاً معك في موضوع سامي الجابر في مباراة الحزم- يعلم الله- مع احترامي للكاتب ولم أكن أود الإشارة إلى هذا الموضوع فمن قال: إن الأحمد انتقد للأسف الشديد لم يقل الحقيقة وجانبه الصواب في نقل الواقع. سامي الجابر عندما كان في قائمة الاحتياط قلت: إن اللاعب له من المستوى والتاريخ الشيء الكثير وهذه نقطة، وقلت أيضاً إذا أفلح الهلال في الفوز في هذه المباراة فسيكون لسامي الجابر بصمة. للأسف من قال ولم يوفق في قوله: إن الأحمد انتقد سامي الجابر لم يشر للمديح الذي كان يستحقه سامي الجابر.. وأعود وأقول لا يمكن أن تدخل عش النحل بسهولة. * يؤخذ أيضاً على الأحمد حساسيته تجاه النقد، فهو يرفض نقد الإعلام ويصفه بالهجوم الشخصي.. لماذا؟ - لم يحدث أن رددت على أحد أبداً حتى يقال: إن لدي حساسية من النقد أنا أحترم النقد. أن يأتي الصحفي ويقول والله الأحمد لا يعجبني سأقول له أهلاً وسهلاً.. لكن أن يأتي شخص ويدعي بأن هنالك عبارة ذكرها الأحمد (10) مرات وهي لم تذكر سوى مرة أو مرتين في المباراة يعني أنا أعتقد أن في ذلك شيئاً من الإجحاف بحقي. * يبرز المعلق السعودي في تعليقه على المباريات المحلية والعربية لكنه يختفي في مباريات الدوريات العربية أو العالمية.. هل لضعف الثقافة أو اللغة دور في هذا الغياب أو الحضور الباهت؟! - الحقيقة كلنا يعرف أن العالم الآن يسير نحو العولمة، ونستطيع القول: إن كرة القدم العالمية انتقلت إلى المحلية في كل بلدان العالم فأصبحت جزءاً من المحلية ربما نتيجة التواصل في هذا الموضوع. ولكن عالم الاحتكار جعل كل البطولات الأوروبية محتكرة من قبل قنوات مميزة وهي تهتم أكثر بمعلقيها. وإن أردت صراحة أكثر.. فمع احترامنا وتقديرنا لأشقائنا في الدول العربية فهم يرفضون رفضاً باتاً وجود المعلق السعودي. وإن أردت توضيحاً أكثر أيضاً، أقول: إن اتحاد إذاعات الدول العربية الذي تساهم فيه المملكة بنسبة كبيرة لا يرحب بأي معلق سعودي وأتحدى أن ينكروا ذلك.. رغم أنني أول من وجه لهم الدعوة في عام 98 * لكن الزميل الإعلامي عبدالله المقحم عضو فاعل في هذا الاتحاد.. أين دوره؟ - الأخ عبدالله مشكور ولا نستطيع أن ننكر دوره، وقد بذل جهوداً كبيرة ولكن أحياناً تطغى كثير من الأمور على جهود الاستاذ عبدالله رغماً عنه، ولا أعتقد أنه من اختصاصه موضوع المعلقين. * يقول الكاتب أحمد الرشيد: إن مشكلة معلقينا أنهم يعتمدون على الصراخ أكثر من تقديم المعلومة المفيدة للمتابع، ويدعوهم للاستفادة من التعليق الأوروبي.. ما رأيك؟ - الحقيقة أنني تعمدت المتابعة الكاملة لكثير من المباريات التي علق عليها أجانب.. أنا بإمكاني أن أقول: إن فلاناً غير جيد، ولكني لا أستطيع القول لماذا؟ - لكن (زامر الحي لا يطرب).. أتمنى أن يأتي شخص يمتدح المعلقين الأجانب يقول لي: إن المعلق الأجنبي ذكر في المباراة الفلانية معلومة في الدقيقة الفلانية..! كثير من المعلقين تابعناهم ولا نلمح ذلك الانبهار غير المنطقي أو ما نسمعه ونقرؤه مما يكتبه بعضهم. * ينتقد زعيم المعلقين محمد البكر وفرة او كثرة عدد المعلقين السعوديين، ويرى ذلك أنه يضر بمستوى التعليق السعودي.. ما تعليقك؟! - نعم .. نعم.. كلامه سليم (100%) أولاً هو أستاذنا.. ولقد طالبنا في الحقيقة بأن تنقل المباراة إذاعياً باعتبارها تدخل في إطار الحقوق الحصرية لنستفيد كلنا كمعلقين بدلاً من أن يعلق المعلق على (3) مباريات فقط في السنة.. حيث سوف تزيد هذه الخطوة من حصته إلى ست مباريات ونعطيه فرصة في التدريب أكثر.. ونعطيه فرصة في التواصل في مجاله. وأقولها بصراحة يجب أن يبقى في التعليق الرياضي مع احترامي لكل الموجودين من يستطيع إقناع الناس بعمله حتى لا نخسر معلقا جيدا لأنه يعلق على مباراة أو مباراتين في السنة. في عالم الاحتكار اليوم يجب أن تتم عملية تقنين موضوع المعلقين. ** وهل هناك معلقون لا يستحقون الاستمرار برأيك؟! - هذا الموضوع لست من يقيّمُه. في الحقيقة هناك من يستطيع أن يقيمه، ومن يستطيع أن يقرر إذا كان هذا معلقاً جيداً أم لا.. لكني أقول: إن تطوير المعلقين يعود إلى كم المباريات التي يعلق عليها ومن عنده رأي آخر فليتقدم به.. * هنا.. نسأل عن دور لجنة المعلقين في هذا الجانب؟ - لعل في الإجابة السابقة حول تقليص عدد المعلقين إجابة شافية مع إتاحة الفرصة للنقل الإذاعي لأنه سيعطينا مزيداً من الاحتكاك لكل المعلقين. ولكن هذا لا يعفي من تقليصهم، لابد من تقليص المعلقين حتى يستطيع المعلق أن يقدم مادة جيدة للناس عندما يعلق على كم من المباريات في السنة الواحدة. * ما هي نسبة التقليص التي تقترحها؟! - العدد الآن يصل إلى (30) معلقاً، يعني في رأيي أنه عدد مبالغ فيه، وأيضاً المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب يشعرون بذلك. ونأمل إن شاء الله أن تأتي الأيام بالشيء الجيد. * لكنك لم تحدد النسبة لنا بعد..؟ - ربما يكون إلى الربع.. تقول لي لماذا؟.. أقول لك: إن هناك (90) مباراة محددة للتلفزيون السعودي إذا علق عليها (6 - 7) معلقين جاء نصيب كل واحد منهم حوالي (10) أو (12) مباراة في السنة.. يعني مباراة واحدة في السنة.. وهذا عدد ضئيل جداً وفي عالم الاحتكار تبقى الفرصة ضعيفة جداً. * ماذا قدمت جائزة الفقيد زاهد قدسي -رحمه الله- للمعلقين؟ - الحقيقة أن ابن الاستاذ زاهد قدسي- رحمه الله- يبذل جهوداً أكثر من ممتازة لجعل الجائزة موضع الاهتمام الإعلامي، وهي في الطريق إلى ذلك. بالنسبة لي فقد أحرزت لقبها في سنتها الأولى والصحافة لم تذكر هذه النقطة، ولم أراجع الصحافة. لكن أراها جائزة راقية جداً ومطمع لكثير من المعلقين الآن، ونأمل أن تبقى وتتواصل، وأن يتم دعمها بشكل كبير من قبل القطاع الخاص. وأتمنى أن تقدم هذه الجائزة في واحدة من المباريات ولا أقول المباريات الختامية بل ذات الجماهيرية والمباريات المهمة لأن سيكون لها ردة فعل إيجابي لدى المعلق وكذلك الجمهور. * ماذا تقول لهؤلاء: عبدالرحمن آل الشيخ: جزاه الله ألف.. ألف خير.. هو من وجّه ناصر في كثير من الجوانب الرياضية. * خالد الحسين: أشكره على لطفه وابتسامته المتواصلة. * محمد رمضان: أستاذي.. وأستاذ جيل كبير من المعلقين، وأعجز الحقيقة عن شكره على كل ما قدم لناصر الأحمد هو وأستاذنا أيضاً زاهد قدسي رحمه الله. * محمد البكر: من أراد النجاح فليتابع خطواته. * غازي صدقة: مازلت أطالبه بوليمة سمك لا أدري هل سيفي بها أم لا؟! كلمة أخيرة شكراً لك.. ودعواتي لكم بالتوفيق ولا يوجد مَن لا يخطئ.. وكما تسمح لنفسك بانتقاد الآخرين.. يجب أن تتقبل النقد.. ومن ينظر بعين للسلبيات ويغمض العين الأخرى عن رؤية الإيجابيات فإنه يمارس نقداً ناقصاً.