مع تعدّد وتنوّع القضايا الرياضية، وزيادة انعكاساتها وتفاقم مشاكلها بين الكثير من مكونات القطاع الرياضي من مؤسسات واتحادات ولجان وأندية ولاعبين ومدربين وكذلك أعضاء شرف وجماهير وإعلاميين، ولأن غالبيتها ما زالت عالقة أو مهملة أو على الأقل جاءت حلولها بصورة غير مقنعة لأسباب عديدة، فإن هذا الوضع بتعقيداته وإفرازاته يتطلّب وجود جهة مستقلة ومعنية باستقبال ومناقشة المنازعات الرياضية وإصدار الأحكام المناسبة لها وفق إجراءات قانونية ينتج عنها قرارات نهائية وملزمة للجميع مؤسسات وأفراداً. نتمنى والرئاسة العامة لرعاية الشباب بصدد إحداث لجان واتحادات رياضية، أن تدرس بجدية إنشاء لجنة لفض المنازعات، وبالذات في القضايا الإدارية والمالية والنظر في صحة وسلامة وقانونية بعض القرارات.. وما حدث ويحدث يتطلّب وجود هذه اللجنة لضبط وتنظيم الإجراءات والقرارات داخل الجهات الرياضية، ورسم منهجية إدارية أكثر وعياً وتطوراً وحيوية وضماناً للحقوق، كما تمنع التلاعب وتضع حداً للأهواء والاجتهادات الشخصية المسيطرة على أداء معظم الاتحادات واللجان الرياضية.. العبرة في التطبيق تقوم لجنة الاحتراف حالياً بإعادة صياغة وتنظيم لوائح الاحتراف تمشياً مع ما طرأ من متغيِّرات محلية ودولية، وتلافياً للأخطاء والثغرات وإيضاحاً لغموض بعض الفقرات المعتمدة والمعمول بها في الأندية، وهي خطوة إيجابية تسجَّل للجنة وتجسِّد حرصها على أن تنهض بالاحتراف السعودي وترتقي بأسلوبه وممارساته، وتحفظ حقوق المنتسبين إليه.. لكنها ستظل متعثِّرة وغير مجدية ما لم يكن تطبيقها عادلاً وسارياً على الجميع، وبلا استثناءات ستجعلها جديرة بالطعن والشك والريبة..! وكي لا أذهب بعيداً، سأعود إلى سؤال طرحته الأسبوع الماضي: (كيف وافقت لجنة الاحتراف على انتقال اللاعب أحمد البحري للنصر وأوراقه لم تستكمل وقضيته مع ناديه الأصلي الاتفاق لم تحسم إلا بعد انتهاء فترة التسجيل بأكثر من أسبوعين..؟!) ويضاف إلى هذا السؤال أن قيمة الانتقال امتدت هي الأخرى أسبوعاً ثالثاً وبمهلة حدَّدتها اللجنة قبل أن تتخذ قراراً يمنع انتقاله للنصر..!! كما تلاحظون هنالك تجاوز وتساهل من اللجنة في عدم اتخاذ موقف نظامي حازم يجعل نادي النصر يحسم موضوع الانتقال في حينه وقبل انقضاء فترة التسجيل، على عكس ما قامت به مع أندية أخرى وفي حالات مماثلة رفضت فيها اللجنة التمديد ولو ساعة واحدة.. الأمر الذي يؤكِّد على أهمية أن تركز وتحرص اللجنة على تطبيق لوائحها وتنفيذ تعليماتها عبر آليات معروفة ومفهومة غير قابلة للتناقض والتباين بين ناد وآخر، وإلا فإن أية تعديلات أو إضافات مهما بلغت دقتها وشموليتها ستكون حبراً على ورق..!! الحل بعودة المعمر أمام فريق الكويت وقبله الحزم ظهر واضحاً أن مشكلة فريق الهلال لا تكمن في المدرب السابق البرتغالي (بوسيرو)، بل صحت وتأكدت وجهة نظري فيما يخص خسارة الهلال لهذا المدرب، وأنه - أي الهلال - سيعاني بعد رحيله وستبرز مشكلات جديدة ومتنوِّعة إدارية وعناصرية تثبت أن إدارة الهلال أخطأت في تقييمه وفي قرار الاستغناء عنه وأيضاً - وهو المهم - في تجاهلها وعدم اهتمامها بالسلبيات الأخرى التي تتحمّل مسؤولياتها الإدارة نفسها..! إدارياً وفي ظل ما يبذله وينفقه ويتفاعل معه الأمير محمد بن فيصل لا بد من الإشارة إلى أن الهلال افتقد في الفترة الأخيرة للإداري الخبير والمتمكِّن والفاهم في التعامل مع الأزمات المعقدة والظروف الصعبة وقبل ذلك يملك ثقافة كروية عالية واطلاعاً واسعاً على إمكانيات ومؤهلات وتجارب المدربين واللاعبين على المستويين العربي والعالمي، وفوق هذا كله لديه قراءة ثاقبة للأمور وبعد نظر في التخطيط والقياس بحرفنة إدارية وعقلية هادئة ومتفتحة ورزينة، وهذه مجتمعة مع غيرها من السمات الفكرية والذهنية والأخلاقية والتربوية وكذلك الاجتماعية وجدناها وشعر بها الكثيرون أثناء ما كان خالد المعمر نائباً لرئيس الهلال.. كان بحق وبأمانة إضافة إدارية للرياضة السعودية قبل أن يكون أحد المساهمين في صياغة وتنفيذ بطولات الهلال في الموسمين الماضيين.. وهو دون غيره المؤهل والقادر على إعادة ترتيب الكثير من الأوراق الهلالية، وهو كذلك الأكثر تناغماً وتكاملاً مع الأمير محمد بن فيصل عندما شكَّلا ثنائياً إدارياً يصعب تكراره في الهلال وفي سائر الأندية السعودية. برأيي أن الهلال وفي هذا الوقت الحرج والمتأزم إلى حد كبير، وفي خضم الاستحقاقات المصيرية الحاسمة والأجواء المتوترة يحتاج إلى إداري حكيم وخبير وذكي بمستوى خالد المعمر أكثر من حاجته لأي شيء آخر. حتى لا تنقلب العقوبة إلى مكافأة!! (تركي الثقفي فاقد للإحساس بالمسؤولية تجاه بلده، وأخطأ كثيراً في حق نفسه والمنتخب).. هكذا وصف مدرب منتخبنا الأولمبي (نونيز) للاعب تركي الثقفي، لكن إذا كان اللاعب قد ارتكب هذا الخطأ الفادح بحسب ما يراه المدرب، فماذا عن رأي إدارة المنتخب؟! وما هو موقفها تجاه ما حدث؟! وهل استبعاده عن المنتخب دون إيضاح الأسباب يكفي لتأكيد أن عقوبة ما قد تمت بحقه؟! وطالما أن الخطأ بهذا الحجم الذي أدى إلى استبعاده فلماذا لم تشمل العقوبة إيقافه عن اللعب مع ناديه حتى يكون لها وقع وتأثير تربوي وإيجابي على اللاعب، وحتى تكون عبرة ورسالة لغيره من مختلف المنتخبات السعودية..؟! من غير المعقول أن يحظى أحد اللاعبين بشرف ارتداء شعار الوطن وحينما يخطئ ولا يكون بمستوى وبقيمة هذا الشعار ويرتكب تصرفاً مشيناً يستوجب استبعاده ثم بعد هذا كله تتم مكافأته بالسماح له باللعب مع ناديه.. وهو إجراء مقلوب وغير منطقي لربما يدفع بعض اللاعبين الدوليين إلى تعمد الوقوع في مثل هذه الأخطاء باعتبارها الطريقة السهلة والمناسبة للاستغناء عنهم والعودة إلى أنديتهم، وخصوصاً في الظروف والمباريات التي تحتاج فيها الأندية لخدماتهم..!! بهذه الطريقة ستكون العقوبة موجهة للأندية التي يلتزم فيها لاعبوها بالأنظمة والمشاركة المنضبطة مع منتخبات الوطن، بينما المكافأة من نصيب أندية اللاعبين المتهوِّرين والمتلاعبين والمتحمسين لخدمة أنديتهم أكثر من دفاعهم عن سمعة وشعار وألوان المنتخب.. لذلك لا بد من إقرار نظام يمنع اللاعب المبعد عن المنتخب لسوء سلوكه من المشاركة مع ناديه وحرمانه من مرتبه الاحترافي إن كان محترفاً خلال مدة عقوبة معلنة وواضحة توازي حجم ونوعية الخطأ.. غرغرة * أتوقع أن يضيف الدكتور حافظ المدلج الشيء الكثير والعطاء المفيد للاتحاد الآسيوي، وأن يكون صوتاً سعودياً مسموعاً ومدافعاً عن حقوق الكرة السعودية لاعبين وأندية ومنتخبات.. * أمام الكويت، لم يأت الأسطورة والعالمي محمد الدعيع بجديد سوى أنه سطَّر رسالة قوية ومعبِّرة وموجهة ل(باكيتا) ولكل الذين حاولوا تدميره والتجني عليه..! * يصعب الحكم على المدرب سيريزو في هذه الظروف الحرجة والمواجهات الحاسمة.. * 24 هدفاً في ثلاث مباريات، هل هي فورة اتحادية أم بداية لاكتساح طال انتظاره..؟! * بالمناسبة يتفوّق الاتحاد عن الآخرين بميزة أن معظم لاعبيه لديهم النزعة الهجومية والقدرة الفائقة على تسجيل الأهداف.. * وقف التحكيم مع النصر في اللقاءات الثلاثة الأخيرة أمام منافسيه على البقاء الفيصلي ثم الطائي وأخيراً القادسية.!! * ما سر تهميش المدافع النجم ماجد المرشدي؟! * ليس صحيحاً أن أخطاء بعض الحكام ليست مقصودة بدليل أن الاستفادة منها تنحصر وتتكرَّر لمصلحة أندية بعينها..!! * ما زالت مجاملات تسجيل الأجانب مستمرة..! * عاد أترام فعادت معه الانتصارات الشبابية.. * سيتأهل الهلال للدور الثاني آسيوياً شريطة أن تعمل إدارته على احتواء أزمة الكويت، وتقرأ حسابات وأوراق المباريات المتبقية جيداً.. **** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244 [email protected]