سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاقات السعودية - الروسية تخطو بثبات نحو المزيد من الانفتاح الاقتصادي فيما حضر المليك وبوتين توقيع اتفاقيات منع الازدواج الضريبي والنقل الجوي وزيادة الصادرات
بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - والرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وبحضور سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز مساء أول أمس في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض تم توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين البلدين حيث وقع وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف ونائب وزير المالية في روسيا الاتحادية سيرجي شاتالوف على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال ولمنع التهرب الضريبي بين البلدين، كما وقع وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف ورئيس بنك الشؤون الاقتصادية الخارجية في روسيا الاتحادية فلاديمير أي ديميترييف على مذكرة تفاهم للتعاون بين بنك الشؤون الاقتصادية الخارجية وبنك الصادرات والواردات في روسيا الاتحادية والصندوق السعودي للتنمية. ووقع أيضاً رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبد الله بن محمد نور رحيمي ووزير النقل في روسيا الاتحادية ايغور ليفيتين على اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة روسيا الاتحادية في مجال خدمات النقل الجوي. وأوضح وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف أن الاتفاقية التي وقعها لتجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال ولمنع التهرب الضريبي تعد أداة مهمة في تعزيز البيئة الاستثمارية وتشجيع تدفق الاستثمارات المتبادلة بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن الاتفاقية تحدد بشكل واضح نوع وحدود المعاملة الضريبية التي تفرض على المستثمرين عند استثمارهم في الدولة الأخرى؛ مما يوفر الوضوح والشفافية في المعاملة الضريبية إضافة إلى أنها تمنع الازدواج الضريبي على الدخول المتحققة من الاستثمار؛ مما يقلل العبء الضريبي على المستثمر. وبين أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي استمرارا لسياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين في توفير البيئة المشجعة للاستثمار في المملكة، حيث تم توقيع مثل هذه الاتفاقية مع عدد من الدول منها إيطاليا والصين والهند وماليزيا وباكستان ويجري الترتيب للتوقيع مع عدد من الدول الأخرى. ودعا المستثمرين إلى الاستفادة مما توفره هذه الاتفاقية من حوافز. وذكر أن مذكرة التفاهم للتعاون التي وقعها مع رئيس بنك الشؤون الاقتصادية الخارجية في روسيا الاتحادية فلاديمير أي ديميترييف تهدف إلى توفير آلية للتعاون بين برنامج الصادرات السعودي التابع للصندوق السعودي وبنك الشؤون الاقتصادية الخارجية وبنك الصادرات والواردات الروسي في مجال تقديم تمويل وضمان الصادرات غير البترولية وفي مجال تقديم التسهيلات الائتمانية والضمان المشترك لعمليات تصدير السلع والخدمات بين البلدين الصديقين، وكذلك التصدير إلى الدول الأخرى ولتبادل الخبرات والمعلومات إلى جانب فتح آفاق واسعة للتعاون والتنسيق بين برنامج الصادرات السعودي والبنوك والمؤسسات المالية الروسية؛ مما سيسهم في جهود تشجيع وتنمية الصادرات غير النفطية وفي تطوير قطاع التصدير في البلدين الصديقين. الملتقى الاقتصادي السعودي - الروسي يجب أن يعلم الجميع أن المملكة دولة مهمة بالنسبة لنا في روسيا كما أنها مهمة استثمارياً لرجال الأعمال الروس، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية في خطابه خلال الملتقى الاقتصادي السعودي - الروسي الذي أقيم يوم أمس بتنظيم من مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية وذلك في قاعة الملك فيصل في فندق الانتركونتننتال بالرياض الذي بدأ بكلمة رحب فيها الدكتور فهد السلطان أمين عام مجلس الغرف السعودية بالرئيس الروسي والوفد المرافق له وتحدث بشرح عن طبيعة العلاقات الاقتصادية السعودية - الروسية، إضافة إلى التطلعات التي يأمل في تحقيقها رجال الأعمال في البلدين. وقال بوتين: هذا الاهتمام بالنسبة لنا يزيد سنة بعد أخرى في ظل ما نشاهده اليوم من منافسة في الأسواق العالمية لذلك نرى أن هذه الأرقام لا تعكس واقعنا الفعلي في ظل العلاقات الثنائية الرائعة بين المملكة وروسيا لأن المتابع لهذه العلاقات على أرض الواقع يجد أن لغتنا متفاهمة ومشتركة في مجال تصدير النفط وفي بعض المجالات الأخرى كما يمكننا أيضاً من تحقيق التناغم والتوافق في مجالات أخرى غير النفط، فهناك إمكانية لتحقيق التطور في العلاقة مع المملكة في مجال صناعة الطاقة الذرية وتقنية المعلومات، وأيضاً في شبكة سكة الحديد، فروسيا لها تاريخ طويل في صناعة سكة الحديد وهي نموذج رائع في هذا الجانب. وأشاد بوتين: إلى أن هناك توجهاً للتعاون الجاد، فنحن قادمون مع المملكة لإطلاق ستة أقمار صناعية، إضافة إلى أن المملكة من الممكن أن تشارك أيضاً في خدمة تحديد المكان عبر الأقمار الصناعية. وأشار فلاديمير بوتين إلى أن روسيا والمملكة لديهما الرغبة والاستعداد للتعاطي الجيد والملموس للاقتراحات المقدمة من مجلس الأعمال السعودي الروسي وكذلك ما يقدمه رجال الأعمال عموماً في البلدين من أجل تحقيق زيادة التبادل التجاري ليرتقي إلى واقع العلاقة الفعلية التي يعيشها البلدان. بعد ذلك استمر الملتقى من خلال جلسة نقاشات استمع فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبعض الاقتراحات المقدمة من مجلس الأعمال الروسي السعودي التي قدمها الأستاذ طارق عبدالهادي القحطاني رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي ونائبه الأستاذ أحمد الصانع وذلك بهدف تفعيل وتعزيز العلاقات الروسية السعودية، وقد أجابهم الرئيس الروسي بأن هناك مصالح مشتركة ورغبة لدى القيادتين في البلدين لتطوير التعاون الاقتصادي، ففي المطالبة بإنشاء بنك مشترك بين البلدين أوضح بوتين أنه لا مانع من تحقيق ذلك ونحن مستعدون في روسيا أن نفتح الأبواب أمام البنوك السعودية لتفتح فروعاً لها في روسيا.. ونحن مهتمون بذلك، وأضاف بوتين: نحن أصدرنا قراراً بتخفيض الرسوم الجمركية.. أما فيما يتعلق بإنشاء منطقة تجارة حرة فهذا احتمال قائم ولكن من الصعب أن يتحقق في الوقت الراهن ولكن هناك إمكانية لإنشاء مناطق تكنولوجية ومنطقة للمشروعات والبضائع السعودية الروسية المشتركة في روسيا.. وأكد الرئيس الروسي في رده على المناقشات أيضاً أن هناك جدية للعمل على إنشاء مناطق خاصة في الموانئ للبضائع المستوردة من المملكة، مشيراً إلى أن هناك اتفاقية أخرى تضاف للاتفاقية التي تم توقيعها أول أمس وهي تتعلق بالنقل البحري وخط للملاحة المباشرة بين المملكة وروسيا لتضاف إلى اتفاقية النقل الجوي. من جانبه أكد عبدالرحمن الراشد رئيس مجلس الغرف السعودية أن زيارة الرئيس بوتين للمملكة تشكل أهمية قصوى لنا كرجال أعمال، وتزيد من عمق علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، وتمكن المسؤولين ورجال الأعمال من استغلال الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، والموارد الطبيعية المهمة، والفرص الاستثمارية الواعدة والمتعددة لدى الجانبين السعودي والروسي. وأضاف الراشد: لاستفادة الطرفين من هذه الإمكانات، والوصول بعلاقات البلدين إلى مستويات أعلى من التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لابد من اتخاذ بعض الإجراءات الهادفة إلى توفير مناخ استثماري وتجاري ملائم يتواكب مع متطلبات العولمة والانفتاح الذي يعيشه العالم هذه الأيام، ويتواكب مع متطلبات رجال الأعمال في البلدين. ونوه إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وروسيا شهدت منعطفاً مهماً، وبخاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا عام 2003م، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض إلى العاصمة الروسية موسكو عام 2006م، اللتين أسفرتا عن توقيع الاتفاقية السعودية الروسية في مجال النفط والغاز، والاتفاق على إجراء الأبحاث العلمية المشتركة الموجهة لاستخدام أحدث التقنيات في مجال استكشاف مكامن النفط وحفر الآبار وتقنيات الإنتاج والتكرير والتخزين والنقل.