يأتي هذا المقال تعليقاً متمماً لما كتبه الأخ حمود بن عبدالعزيز المزيني، من منسوبي إدارة التعليم بالمجمعة، على صفحات الجزيرة بعنوان: العتيقي كان عضواً في أول مجلس للشورى (العدد 10132 في 23/3/1421ه). وسبق أن أوضحت في بحث بعنوان: الإعلام في عهد الملك عبدالعزيز، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة ونشر في الجزيرة (العدد 9616 في 9/10/1419ه) أن الملك عبدالعزيز كان قد عيّنه معاوناً للشيخ يوسف ياسين لإدارة أول مديرية للمطبوعات في مطلع عام 1345ه، وقد نشرت أم القرى خبر ذلك التعيين (العدد 87 في 4/2/1345ه)، وبذلك يكون الشيخ عبدالعزيز بن محمد العتيقي أول سعودي يتسنّم منصباً ذا صلة بالإعلام، ما لم تثبت الأيام خلاف ذلك، وذلك على افتراض أن الشيخ يوسف ياسين لم يكتسب الجنسية بعد. وقد أحسن الأستاذ المزيني صنعاً عندما قدّم معلومات مفصّلة للتعريف بالشيخ العتيقي، نقلها عن مجلة العرب التي يصدرها العلامة حمد الجاسر، عدد (ربيع الأول والثاني 1420ه)، وفيما يلي موجز ما جاء في المرجع المذكور: تنتسب أسرة العتيقي إلى جهينة، وقد ولد عبدالعزيز سنة 1300ه، وتعلّم على جده لأمه (إبراهيم العتيقي قاضي المجمعة)، ثم سافر إلى البصرة وتعرّف على الشيخ محمد رشيد رضا (صاحب مجلة المنار المصرية) واتفق معه على الدراسة على يديه في مصر، حيث انتقل إليها للدراسة بين عامي 1330 و1332ه، ثم أرسله الشيخ رضا برسالة إلى السلطان عبدالعزيز في الرياض. ثم انتقل الشيخ العتيقي مع أسرته للعمل بين الأحساءوالكويت وزار البحرين في شعبان 1334ه، حيث أسهم في إنشاء أول مدرسة في البحرين، كما تولى الإشراف على (معارف) البحرين بين عامي 1339 و1342ه، فهو بهذا يعد من رواد التعليم الحديث في منطقة الخليج. ثم انتقل إلى الشرق الأقصى بين الهند والملايو وإندونيسيا، وانشغل بالدعوة السلفية بأسلوب إصلاحي. ثم عاد إلى الحجاز بعد دخولها في الحكم السعودي وشارك في لجنة تسليم جدة سنة 1344ه. وقد أسس مدرسة في المجمعة، ثم سافر إلى الكويت سنة 1358ه، وعمل في عدد من المدارس، وسميت باسمه فيما بعد مدرسة في منطقة الصليبيخات، وقد توفي رحمه الله في 6/12/1385ه (28/3/1966م)، وله ابنان وبنتان. *** وأود أن أضيف إلى ما ذكره الشيخ الجاسر حفظه الله، أن الملك عبدالعزيز رحمه الله كان قد أصدر أمراً بُعيد دخول الحجاز في الدولة السعودية، بأن يتولى ابنه سمو الأمير فيصل (نائب الملك في الحجاز) مسؤولية رئاسة الحكومة في مكةالمكرمة ريثما يتم ترتيب التشكيلات العامة، وأن يكون مع سموه مجلس استشاري مؤلف من الشريف حمزة الفعر وصالح شطا وعبدالعزيز العتيقي، وقد أوردت أم القرى خبر الأمر السامي في عددها رقم (55) في 20/6/1344ه، وفي العام نفسه (1344ه) صدر أمر بتشكيل مجلس أهلي. وفي عام 1345ه، صدر أمر لاحق بدمج المجلس الأهلي مع المجلس الاستشاري في مجلس جديد سمي (المجلس الشوريّ، بالياء المشددة) برئاسة الأمير فيصل وعضوية كل من: حافظ وهبة وحمزة الفعر وحسين عنان وعبدالعزيز العتيقي (المستشارين مع الأمير فيصل) وشرف باشا عدنان وحسين باسلامة وعبدالله الشيبي ومحمد الألفي وعبدالرحمن الزواوي وعبدالوهاب عطار وماجد كردي وشرف رضا (مدير المالية) ومحمد سعيد أبو الخير (مدير الأوقاف)، وقد نشر ذلك في جريدة أم القرى (العدد 86) في 27/1/1345ه، وكان العتيقي يرأس المجلس بالنيابة عن الأمير فيصل أحياناً، وبعد أقل من عام (8/1/1346ه) صدر أمر بحلّ المجلس الشوريّ ثم أمر آخر بتكوين مجلس للشورى يتألف من ثمانية أعضاء برئاسة الأمير فيصل وهم: أحمد سبحي، وصالح شطا، وعبدالعزيز بن زيد، وعبدالله الجفالي، وعبدالرحمن (ولعله عبدالله) الزواوي، وعبدالوهاب عطار، ومحمد بن يحيى بن عقيل، ويوسف قطان. وقد خرج الشيخ عبدالعزيز العتيقي من عضوية هذا المجلس، الذي يعد البداية الحقيقية لمجلس الشورى الحالي. وقد أوردت موسوعة تاريخ الملك عبدالعزيز الدبلوماسي بأن الشيخ عبدالعزيز (العتيق) قد أشرف على مديرية الشؤون الخارجية (التي كانت قد تأسست سنة 1344ه)، وذلك خلال غياب الدكتور عبدالله الدملوجي والشيخ يوسف ياسين في مفاوضات وادي العقيق، جمادى الأولى والثانية سنة 1345ه (والموسوعة من إصدار دارة الملك عبدالعزيز). وباستعراض كشافات أم القرى، يتبين أن الشيخ العتيقي قد كتب في العدد (44) الصادر بتاريخ 12/4/1344ه مقالين (إبان حصار جدة) يتهم فيهما حكومة الشريف علي بن الحسين في جدة، بتهييج الحجاج من خلال بث الإشاعات ضد جيش السلطان عبدالعزيز. كما كتب فاتحة عدد أم القرى رقم (64) في 5/9/1344ه بعنوان الفقه والفقهاء: منشأ الفقه وظهور المذاهب. وفي الختام، أشكر للأخ حمود المزيني الذي أتاحت لي مشاركته فرصة إعطاء مزيد من الإيضاح عن عَلَم من أعلام التعليم والشورى والإعلام في بلادنا، والمرجو أن تفتح هاتان المداخلتان المجال لإضافة معلومات أخرى عنه رحمه الله، وبخاصة من ذويه وأقاربه.