وثب الحجيج موحِّدينَ وكبروا بطحاء مكة بالشعائر تزخرُ نُسك القدوم وقد توهج فرحةً لما تعانقت القلوب وتُحْبرُ سمق الجميع على طبائع أنفسٍ من كل قيدٍ للحياة تحرروا قد أذَّن الداعي الخليل لمنسكٍ وعلى الرُّبا حتى يصول ويظهرُ صدحت به كل الطيور مباهجاً وعلى الثنايا يستطيب المنظرُ والكون تملؤه الأغاريد التي راحت إلى كل المسامع تجهرُ بالفرحة الغنّاء تهفو حولنا أسراب طيرٍ روحه تتبخترُ من مشهد النور الذي ملأ الدنا شهدت به شمس تقود وتبصرُ والناس بين مهللٍ ومكبرٍ الكل لبّى قد حباهُ الأقدرُ طافوا بيت الله فرحة عمرهم شهدوا المقام مهابةً تكررُ من ماء زمزم نفحةٌ فياضةٌ سُقيا وكل المؤمنين تدبرُ عرفات يومٌ بالإنابة وافرٌ يعلو به قلبٌ يتوق ويثمرُ عرفات يومٌ للرجوع إلى الهدى كلٌّ يؤوب ونادمٌ يستغفر ومن الإفاضة قد أفاضوا عبرةً فيض المشاعر أمةٌ تتآزرُ عبق النفير قد استطال فواحهُ عطراً تملك بالنفوس يبادر يوم على هام البرية فضله يوم الترابط بالمعاني يُذكر وهناك كوكبةٌ تناجي ربها نحو السماء عيونهم تتبصَّر نحو السماء توجهت دعواتهم من كل قلب بالدعا يتقشعرُ لاح العطاء بأرض مكة كلها بين الشعاب جموعهم تتقاطر هديٌ يساقُ توجهاً نحو التُقى بذل الرجال تلمسته سرائر رؤيا الخليل ترددت أصداؤها سنن تقام وللأنام تُقدِّرُ قربانها ولدٌ نجيب صابرٌ مثلٌ تعود بشرعةٍ تتسطرُ نزل الفداء بشارةً علويةً فالله يحمي من يجيب ويشكرُ رمي الجمار عزيمةٌ يبدو بها ركنُ المعاصي بائدٌ يتبخرُ هزت قلوب المؤمنين مشاعرٌ تبقى دليلا يستفيض ويزهرُ نحو الرجاء أما رأيت حنينهم غيثا تجود به العيون وتهدرُ يوم الوداع جموعهم بكاءةٌ حب تملك روحهم ويجاهرُ عبراتهم سيل يعانق في اللحى دمعاً سخياً في الجوانح يغمرُ طافوا الوداع مسبحين لربهم طافوا الوداع مسبحين وكبروا أزف الرحيل أما رأيت عيونهم بين المناسك سيلها يتمطرُ أزف الرحيل إلى المدائن كرةً غفران ربي نفحةٌ تتعطرُ [email protected]