السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اطلعت على ما كتبه الأخ محمد أبو حمرا في عدد الجزيرة رقم 12474 من يوم الخميس الموافق 2 ذي القعدة 1427ه بصفحة (مقالات) تحت عنوان: (مزاين المزيونة) وتطرق في مقاله إلى مزاين الإبل بشيء من الاستخفاف والسخرية، وشبهها مع الأسف الشديد بمزاين الكلاب - أعزكم الله - الذي شاهده في أمريكا واعتبرها ظاهرة غير مرغوب فيها عند العقلاء حسب زعمه، وذلك لكونها تأتي بذكر أسماء القبائل زاعما أنها تحيي النعرة القبلية وتساءل عن الفائدة المرجوة من هذه المزايين؟ واسترسل في كلمته واصفا المزاين بأنه تكريس للتخلف بمعنى الكلمة حسب وصفه، وان المستفيد الوحيد منه في نظره هم العمالة الذين يحددون سعر عبوات الماء!! كمبرر مستهجن مختتما مقالته باقتراح يمنع مزايل الإبل إلا ما جاء بشكل رسمي كونه لا يعترض على الحدث كحدث كما يقول! وأود أن أبتدئ بقول الله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} وقوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَث}، وقد ذكرت هاتين الآيتين حتى يتبين لأبو حمرا الفرق بين الإبل والكلاب فشتان بين الاثنين، وأعتقد أنه يعرف هذه الحقيقة وإن كان هو أراد من ذلك ان يتباهى بأخبارنا بزيارته في أمريكا بمثل هذا النوع من مسابقات الجمال فهذه الطامة الكبرى بعينها. أما عن اعتباره أن المزاين (ظاهرة غير مرغوب فيها عند العقلاء) فماذا عن الآلاف من المواطنين إضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الذين يتقاطرون من كل صوب لحضور المزاين فهل هم غير عقلاء؟ وبالنسبة للفائدة المرجوة من المزاين فسأذكر له بعضا منها لعله يستفيد: 1 - تقوية الروابط الاجتماعية والأسرية من خلال هذه التجمعات. 2 - المحافظة على هذا الموروث الاجتماعي وتشجيع ملاك الإبل. 3 - تفاعل وتفعيل البناء الوظيفي لسلوك المشاركين والحاضرين. 4 - ازدهار حركة البيع والشراء ليس في سوق الإبل فحسب وإنما يندرج ذلك على الأغنام والمواد الغذائية وجميع المستلزمات ذات العلاقة من خيام وحطب وغيرها. 5 - تنفيس سياحي لرواد هذه الهواية بعيدا عن صخب المدينة. 6 - اعتبارها مهرجانا رياضيا وثقافيا واجتماعيا لأي محافظة تقام فيها. ومع هذا فإن الأخ أبو حمرا مع كامل احترامي له أظهر قصرا في نظره كونه اختزل فوائد المزاين فقط في غلاء سعر عبوة الماء!! متناسياً أنه شخصيا لو حضر لهذا المزاين فإنه لن يضطر الى شراء عبوة ماء إذا كان هذا همه الوحيد، بل سيجد - إن شاء الله - من يوفرها له وبالمجان ويضاف لها دعوة كريمة على وليمة دسمة كما جرت العادة في هذا المزاين. وأما عن ذكره أن مزاين القبائل غير رسمي فهذا غير صحيح البتة فهو يقام رسميا تحت مظلة دوائر المحافظات والمراكز الحكومية التي يكون موقع المزاين في الأماكن التي تحت مسؤوليتها، ويشارك في تنظيمه الجهات الأمنية من مرور وشرطة وخلافه، ويشرف عليه رجال عقلاء بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز - حفظه الله -. وفي الختام فهذا رأي خطه قلم الأخ أبو حمرا بدون اعتراض مني على انتقاده للمزاين بشكل عام، ولكن كان الأولى منه أن يكون انتقاده موضوعيا وبطريقة صحيحة. عبد الله بن علي بن حريول