أصبح حديث الشارع الرياضي في الآونة الأخيرة عن مستوى التحكيم وما وصلت فيه الأحداث الرياضية من التعصب الرياضي وإلى أشكال من الممارسات غير الحضارية سواء كانت كلامية أو جسدية وإلى الانفعالات التي تؤثر على نظرة العالم من حولنا وتعكس ثقافة مجتمعنا لا سيما وأن الدوري السعودي متابع من كل الأقطاب خليجية أو عربية. وحتى نعالج أهم الأسباب الحقيقية لإثارة هذه الأحداث الرياضية غير المحمودة والتي أحدثت ثورة بركانية في الوسط الرياضي وجعلتنا نعود إلى الوراء عشرات السنين، مع أن رسالة الرياضة لم تتغير وبقيت على أن الرياضة هي فن وذوق وأخلاق. دعونا نبحث كيفية التطوير لمستوى التحكيم في المستقبل ونترك الأخطاء التحكيمية الماضية لأن ما يهمنا هو الارتقاء بالرياضة السعودية شكلاً ومضموناً، ولنبحث أيضاً في كيفية مساعدة اللجنة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخراً من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل والتي عليها مسؤولية كبيرة في تحسين المستوى التحكيمي للحكام وتطويره، والذي بلا شك لن يأتي إلا بعد وضع الخطط المستقبلية القصيرة والبعيدة المدى وإعداد الحكام إعداداً فنياً ونفسياً، وإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية لهم، والاستعانة بخبراء الاختصاص في مجال التحكيم الرياضي لإقامة دورات ومحاضرات تطور مستوى الحكم السعودي. وقد يكون الاستعانة في الوقت الحاضر لأخصائيين نفسيين يعدون الحكام إعداداً نفسياً جيداً قبل المباراة هو ما نحتاجه في الوقت الراهن. وحتى يكون بإذن الله الحكم السعودي قادراً على تجاوز هذه الصعوبات التي تواجهه لابد أن يشترك معه أطراف عدة لتحقيق النجاح، فالإعلام بكل صوره له الدور الأبرز من خلال طرح وجهات النظر المعتدلة والنقد البناء الذي لا يسيء للشخص بقدر ما يكون نقداً للاستفادة من الأخطاء ومعالجتها. وكذلك كان دور مسؤولي الأندية الرياضية سواء رؤساء أو أعضاء شرف أو إداريين في حث اللاعبين لمساعدة الحكام في إدارة المباريات وعدم الاعتراض على القرارات التي تؤثر على الحكم وتعكر صفو المباراة. لذا هي دعوة لجميع الرياضيين الغيورين على رياضتنا بأن نقف صفاً واحداً ووقفة جادة نساعد فيها بالارتقاء بأداء الحكام السعوديين ونعيد لهم حضورهم المحلي الذي سيدفعهم إلى المحافل العالمية ويشرفون بها بلادنا الغالية.