الحوار هو الطريق الأمثل في حياتنا اليومية منذ أن خلق الله الإنسانية إلى أن يبعث الله الخلق في يوم القيامة.. هذا الحوار الذي له منهجية في كافة الأحوال، في قواعده الرئيسية العامة التي لها دورها في ضبط مسار الحوار الصحيح الذي تكون نهايته التفاهم في أي موضوع ما، سواء بالطرق الشرعية أو القواعد الأصولية أو حتى في المقدمات المنطقية أو الأدلة الفعلية، لقد تم التطرق قديماً وحديثاً في موضوعات متعددة وبحوث متنوعة وحتى في المؤلفات الفقهية التي هي الأساس وفي بحوث مستقلة تتعلق بمناهج الجدل حتى لا يخلو كتاب في الأصول الفقهية إلا وفيه بيان لهذا الجانب.. وحيث إن دولتنا أيدها الله وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- أولت هذا الجانب اهتماماً كبيراً ليكون أسلوب الحوار هو المتبع بين الناس وهو الأسلوب الأمثل الذي يوصل إلى نتائج إيجابية ولقد قرأت كثيراً عن هذا الموضوع المهم، إذ لا بد من الاستفادة من أسلوب الحوار.. وإنني بهذه المناسبة لي وقفة مع هذا الموضوع من خلال اطلاعي على عدة موضوعات في أسلوب الحوار ومن خلال ما نطلع عليه يومياً في الصحف اليومية، حيث أعجبني كتاب بعنوان: (الحوار وآدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنّة) من إعداد الأستاذ يحيى بن محمد بن حسن بن أحمد زمزمي. ولقد اطلعت على هذا الكتاب الذي يحوي بين دفتيه موضوعات شيقة عن أسلوب الحوار ونالت إعجابي الطريقة المتبعة في عملية معالجة الحوار واستفدت منه كثيراً وأنصح كل من يريد الاستفادة من هذا العلم قراءة هذا الكتاب الذي عالج الموضوع بأسلوب راقٍ ورائع ومفيد، وقد أبدع المؤلف أيما إبداع في عملية اختيار الموضوعات وفي جمع المعلومات ومعالجتها بأسلوب سلس وواضح.. والكتاب مكون 560 صفحة في طباعة أنيقة ومجلد واحد، حيث تطرق في بداية الحديث إلى أن مدخل الحوار والجدل والمناظرة ودلالة ذلك اللغوية والشرعية والفروق بينها، ثم عن أهمية الحوار وأهدافه، ثم تطرق إلى أصول وقواعد متعددة في موضوع الحوار على ضوء الكتاب والسنّة التي هي الأساس في حياتنا ومنهج لكل مسلم ومسلمة في حياته الحوارية. وعن حكم الجدل والحوار وأركانه وشروط المحاورة وموضوعات الحوار، ثم توقف عند نقطة مهمة عن الكلمة الطيبة وعلاقتها بالحوار، بعدها تحدث عن الخلاف وأنواعه وعلاقته بالحوار، ثم آداب الحوار من الناحية النفسية والحوار العلمي، ثم آداب الحوار اللفظي وأنه يحتوي على عدة بحوث، ثم آداب ومباحث عامة تتعلق بالحوار ويشمل العديد من المباحث حتى وصل إلى نهاية كتابه وقد تطرق فيه إلى أهم النتائج عن هذا الموضوع الذي يشير به إلى نقاط مهمة عن الحوار الذي يحتم أن يكون أسلوبنا المتبع في حياتنا إلى أن تطرق المؤلف إلى أهم المقترحات التي يجب أن تتبع في طريق الحوار وفي نهاية كتابة نوّه إلى أهم المراجع التي اعتمد عليها، ثم فهرس الموضوعات. وجملة القول: إن الكتاب يعد مرجعاً مهماً لكل من يريد الاستفادة من طرق الحوار الحديث على ضوء الكتاب والسنّة.. وبالله التوفيق..