قال الاتحاد الإفريقي ومتمردون دارفوريون سابقون إن شخصين على الأقل قتلا إثر شن ميليشيا مسلحة هجوماً يوم السبت على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهو ثاني هجوم من نوعه في أقل من أسبوع على هذه المدينة التي تعتبر أكبر مدن إقليم دارفور. ووسط هذه الهجمات بدأ مبعوث أمريكي خاص للسودان زيارة ليل السبت الأحد للخرطوم التي توقعت أن يحمل معه مقترحات جديدة بشأن الوضع في الإقليم الغربي. وأوضح الاتحاد الإفريقي أن القتال الجديد في الفاشر بدأ إثر خلاف وقع بين عناصر ميليشيا مسلحة وأصحاب متاجر في ساحة الفاشر التجارية. وقال نور الدين مازني المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي لوكالة الأنباء الألمانية مساء السبت: (قتل شخصان على يد عناصر مسلحة ونحن على اتصال بسلطات الحكومة لنرى من وراءها). وكانت مدينة الفاشر قد تعرضت لهجوم من قبل ميليشيا الجنجويد الأسبوع الماضي مما دفع متمردي دارفور السابقين، بقيادة مني أركو مناوي، للتهديد بالانسحاب من اتفاقية سلام الخاصة بدارفور. يذكر أن مناوي تم تعيينه عقب توقيع تلك الاتفاقية في مايو الماضي في منصب المساعد الأول للرئيس السوداني عمر البشير. واتهم ميناوي زعيم فصيل الحركة الشعبية لتحرير السودان - الجماعة المتمردة الوحيدة الموقعة على اتفاقية سلام دارفور مع حكومة السودان - شركاء في الحكومة بالفشل في حماية مدنيين في الإقليم. وألمح ميناوي الأسبوع الماضي إلى أن قواته قد تعود إلى الحرب ما لم يتم نزع سلاح الجنجويد. وجدد فصيل ميناوي يوم السبت اتهامه للحكومة السودانية بالفشل في تنفيذ اتفاقية السلام. ومن جانبه قال سيف هارون المتحدث باسم حركة تحرير السودان لوكالة الأنباء الألمانية إن (الوضع الآن في الفاشر سيئ. الجنجويد يستولون على المدينة.. لو لم يضطلع الاتحاد الإفريقي والحكومة بالمسئولية ستحمي حركة تحرير السودان أتباعها في دارفور). وكانت الأممالمتحدة قد أجلت 134 من العاملين في منظمات تابعة لها وأخرى غير حكومية الأسبوع الماضي من الفاشر بسبب تصاعد حدة التوتر في المدينة. كما أجلت منظمات إنسانية العاملين لديها من بلدة كتم الواقعة شمال دارفور حيث تردد أيضاً أن الجنجويد نهبوا سوق البلدة وأحياءها السكنية لكن لم تقع حوادث قتل حسبما ذكرت مصادر في المنطقة. ومن جانب آخر وصل المبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بالسودان أندرو ناتسيوس إلى العاصمة الخرطوم ليل السبت الأحد في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام تتوقع الحكومة السودانية أن يطرح خلالها مبادرة جديدة لحل مشكلة إقليم دارفور. وقال ناتسيوس للصحفيين فور وصوله إن هدف زيارته هو التباحث مع القيادة السودانية حول قضية دارفور ومجمل الأوضاع في جنوب السودان موضحاً أنه سيزور دارفور وجنوب السودان قبل أن ينتقل إلى تشاد. وأعرب ناتسيوس عن أمله بأن تكون زيارته مثمرة وناجحة. وقال علي الصادق المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية إن الحكومة السودانية تتوقع أن يطرح ناتسيوس مبادرة لحل مشكلة دارفور بعد أن قال في زيارته الأولى في تشرين أول- أكتوبر الماضي إنه جاء للاستماع لوجهات النظر دون طرح أي مبادرة. وأضاف الصادق أن ناتسيوس وعد حينئذ أنه عندما يزور السودان مرة أخرى سيحمل مبادرة ملموسة لحل مشكلة دارفور. وقال إن بلاده ستشرح للمبعوث الأمريكي ما تم إنجازه من خطوات والاتفاق الأخير مع الاتحاد الأفريقي على تمديد مهمة قواته بالإقليم حتى منتصف العام المقبل لكنها (لن تتطرق معه أبداً) لمسألة نشر قوات دولية في الإقليم.