تفاوت أسعار حملات الحج يثير جدلاً واسعاً بين راغبي أداء الفريضة الذين يتهمون بعض أصحاب مكاتب الحملات بالمغالاة في الأسعار وعدم الالتزام بالوعود التي يقدمونها قبل القيام برحلة الحج، وفي الوقت نفسه يرد أصحاب مكاتب الحملات على تلك الاتهامات بأن التفاوت في الأسعار يعود إلى الاختلاف في مستويات الخدمات والتنقلات والطيران وتيسير أداء المناسك وكذلك إجراءات استخراج التصاريح وشهادات التطعيم.. (الجزيرة) واجهت طرفي النقاش واستمعت إلى وجهات النظر المختلفة. خدمات وأسعار في البداية تحدث أصحاب مكاتب حملات الحج، إذ قال حسين الفهيد مسؤول مكتب حملة (الطفوف) إن نسبة التفاؤت في أسعار حملات الحج بمحافظة الأحساء ترجع إلى مدى ما توفره تلك الحملات من إمكانات جيدة، ومن بينها الحصول على تذاكر الطيران التي تكلف الواحدة منها 1150 ريالاً لشخص الواحد، خصوصاً أننا نحصل عليها عن طريق حجر طائرة خاصة للحملة يتم تجهيزها للحجاج، فهذه في البداية نقطة مفاضلة من حملة إلى أخرى قد لا توفر طيراناً على هذا المستوى، أما بقية الخدمات فهي تختلف أيضاً، ولا سيما توفير السكن المناسب من مخيمات ومدى قربها أو بعدها من (منى)، فهناك من يحصل على حصة إيجار من وزارة الحج قيمتها 2500 ريال، بينما هناك خيام أخرى يزيد سعر الواحدة على 7500 ريال، وكذلك في الجمرات حيث يتم تقسيم الخيام إلى فئات تبدأ من 1500 ريال وحتى 7500 ريال، فهذه تعد مفارقات في أسعار حملات الحج، إضافة إلى ما تقدمه الحملة من بوفيه مفتوح يوجد به عدة أصناف في الوجبات الثلاث الإفطار والغداء والعشاء.. وكذلك توفير باصات حديثة مجهزة للتنقل داخل المشاعر. العائد المادي وتحدث علي الجاسم أن الأرباح التي تحققها الحملة قائلاً: إنها تغطي تكاليف الحملة والعمالة الضرورية لها، وقد تصل إلى 10 أو 13% مؤكداً أن تفكير أصحاب الحملات لا ينصب بشكل رئيس على العائد المادي وإنما هدفهم هو خدمة الحجاج وتهيئة الأجواء المناسبة لهم حتى يتقبل الله منهم الفريضة وذلك يأتي من خلال توفير الحملة عدد من الدعاة الأجلاء ولجنة ثقافية ترافق الحجاج، وعن أسعار التكلفة للحجاج في مكتبه قال: إنها نحو 5000 ريال شاملة الخدمات المميزة التي تحدثت عنها. وقال إننا لكي نضمن وصول الخدمات بطريقة مميزة نقلل أعداد الحجاج، فرغم أن لدينا تصاريح تشمل 480 حاجاً، فإننا نقتصر فقط على 300 حتى نخدمهم بشكل جيد. 6 آلاف ريال ويقول علي الأحمد بمكتب حملة الأحساء إن نسبة التفاوت في أسعار حملات الحج ترجع إلى ما توفره من إمكانات وبرامج فعالة وسكن مميز، مشيراً إلى أن الحملة التي تتميز عن غيرها نفضلها من نواحي الراحة التي توفرها للحجاج ونوعية المخيمات ومدى قربها من منى.. فنحن نوفر مخيمات قريبة من السكن في عمارة العزيزية وتوفير حجز طيران ولذلك يبلغ سعر حملة الحج للشخص الواحد ستة آلاف ريال، ونحن نختار 500 حاج، لدينا تصاريح بهم هذا العام رغم أننا نقدر على استضافة 1000 حاج وذلك حتى نوفر الخدمة الأفضل ونحافظ على سمعة الخدمة الجيدة التي نقدمها. ويقول مسؤول مكتب البوخضر تقي بن محمد البوخضر: إن نسبة التفاوت في الأسعار ترجع إلى ما توفره كل حملة من خدمات عبر تذاكر الطيران والمباني وتوفير الباصات الحديثة واللجان الثقافية والإرشادية المرافقة للحجاج والبوفيه المفتوح المتنوع في الأصناف المقدمة من خلاله، وتعمل كل حملة على توفير الأفضل لأن ما نقدمه هذا العام نسعى به إلى أن نكسب سمعة جيدة تتمثل في قبول المتعاملين معنا، واستمرار نجاحها للأعوام القادمة، خصوصاً أن أي خطأ في رحلة الحج لا يتحمل أي تعديل أو تصحيح ولا يمكن تداركه ويظل ملتصقاً بسمعة الحملة، وأشار إلى أن الحملة التي يشرفون عليها لهذا العام يبلغ سعرها للحاج الواحد 4500 ريال، إذ استكملنا الانتهاء من تصاريح 300 حاج، ولا نقبل الزيادة حتى نقدر على توفير خدمات على أعلى مستوى. ويقول محمد بن علي الملا من حملة (الطفوف): إن نسبة التفاوت في الأسعار لحملات الحج تأتي من خلال توفير الخدمات المتميزة ومن أبرزها تحدد النسبة الأقل، إذ إنني مشرف هذا العام على اصطحاب 250 حاجاً فقط بمبلغ 4000 ريال للفرد الواحد؛ لأن هدفنا هو تقديم أفضل خدمة للحاج مشيراً إلى أن الخدمات التي يقدمها مكتبه تتمثل في توفير السكن المناسب، حيث نجمع الحجاج في قاعة للاحتفالات بالفردوس في مكةالمكرمة وتوفير الباصات لهم وتوفير 26 إدارياً من خلال لجنة ثقافية وإرشادية حتى نكسب رضا الله - عز وجل - أولاً ثم نكسب رضا الحجاج المتعاملين معنا حتى نحافظ على السمعة الطيبة التي تضمن استمرار تعامله معنا وهي دلالة نجاحنا في عملنا، إضافة إلى أن الحملات الأخرى لا تستطيع أن تسترجع المبلغ الذي دفع في حالة انسحاب الحاج منها، أما نحن فنعيد المبلغ له ولذلك تجد لدينا قائمة انتظار وصلت هذا العام إلى 150 شخصاً. ويقول المواطن علي بن عبدالله البحراني مسؤول حملة (الطفوف): إن نسبة التفاوت في الأسعار انخفاضاً وارتفاعاً ترجع إلى توفير الخدمات، وكذلك السعر المناسب والأنسب، فنحن نأخذ من الحاج 2700 ريال ونقوم بإنهاء تصاريح الحج ومن بينها استكمال شهادات التطعيم وفصيلة الدم وصورة الأحوال المدنية للحاج وصورة لدفتر العائلة وبعدها نوفر السكن المناسب والتنقلات، حيث يبعد السكن الذي نوفره 800 متر عن جسر الجمرات، وكذلك الخيام الجيدة والوجبات اليومية وعدداً من العلماء المعروفين بقدراتهم على تقديم التوعية والمتابعة للحاج خلال أدائه الفريضة. مشقة التقت (الجزيرة) بالرأي الآخر الذي يمثله عدد من المواطنين، فقال رائد بن علي المزيدي إن تحديد المبلغ الذي تحدده الحملات للحج غير مقنع لنا، ولكن هناك بعض الأشخاص يريدون لحجهم الرفاهية والراحة ويبحثون عن الأنسب لهم مهما كانت الأسعار وهناك أيضاً أسعار محدودة لراغبي الحج دون رفاهية زائدة. ويشاركه الرأي المواطن حيدر بن عبدالحميد الطرفي الذي يرى أن الحج لا بد أن يتكلف الحاج فيه مشقة؛ لأنها فريضة يؤديها المسلم مرة واحدة في العمر كله، فأنا أبحث عن تقديم خدمات إرشادية وشعائر إيمانية ولا أستسلم لإغراءات الراحة والرفاهية فقط. أما المواطن محمد بن عدنان الغزال فيرى أن أسعار الحملات وتفاوتها قد تكون مناسبة لشخص وغير مناسبة للآخر، وهذا التفاوت طبيعي حسب الخدمات وإمكانات الراحة، لكن من الضروري أن تكون هناك أسعار في متناول الجميع لأنها فريضة ويجب على كل مسلم القيام بها ولا يجب أن يستغل بعضهم هذه الشعيرة الإسلامية للمرابحة على حساب الآخرين، ويجب على كل المسلم أن يتعامل مع هذه المناسبة بشكل يرضي الله عز وجل. أما المواطن حسين بن رضا، فيقول: إن أسعار حملات الحج تكون معقولة ومناسبة عند الآخر لإدراكهم أنها ستعود عليهم بالراحة أو لعدم قدرتهم على تحمل المشقة لأسباب صحية أو جسمانية، فهناك من يحرص على توفير الشروط المحدودة في السكن وهناك من قبل أن يسكن في مكان بسيط جداً، وهناك من يشترط فندق خمس نجوم، وكذلك في الوجبات والتنقلات وغيرها، وهذا يعود إلى طبيعة الشخص، ومن فرد إلى آخر، وبالتالي يأتي السعر حسب الشروط التي يتطلبها الحاج من مكتب حملة الحج. ويقول المواطن محمد بن عبدالخالق القطان: إن أسعار حملات الحج إذا ما تجاوزت الخمسة آلاف ريال تعد مرتفعة للغاية، وتعد عملية تجارية لأصحاب المكاتب، وهذا لا يجوز المغالاة فيه لأنه في الأساس فريضة دينية ولا يجب أن يقتصر التفكير فيه على الربح دون غيره، وأتمنى أن تقل الأسعار حتى تشجع المسلمين جميعهم على أداء الفريضة ولا يبررون عدم أدائها بارتفاع الأسعار التي قد تعوق الآخر عن أداء الفريضة. كما يقول المواطن عباس بن علي: إن أسعار الحملات تعد نسبة وتناسباً، فقد يفضل بعضهم مميزات معينة مثل الطيران والسكن المريح والتنقلات بباصات بخصائص معينة ووجبات على مستوى مرتفع، فهذه الشروط متوافرة وكذلك هناك شروط أخرى.. أقل رفاهية بتكلفة مادية أقل، لكن المشكلة هي أن أصحاب مكاتب الحملات قد يضعون وعوداً بتوافر خدمات معينة، وعند الذهاب والوصول إلى الأراضي المقدسة لا تجد هذه الوعود محلاً للتطبيق في الواقع كما كان الوعد، ولذلك فأنا أرى أن أصحاب الحملات لا يجب أن يعرضوا الحاج لخدمة من أي نوع، وأن يلتزموا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم قبل أداء الفريضة. ويشاركه المواطن عبدالله بن خليفة الرأي من حيث التوافق والتطابق مع الدعاية التي تقدمها الحملة وما تقدمه على أرض الواقع، فيقول: إن بعض الحملات تستعرض رعاية للخدمات المميزة والوجبات والسكن والتنقلات ثم عندما يصل الحاج لا يجد كل تلك الوعود على أرض الواقع، وهنا أدعو أصحاب الحملات إلى اتقاء الله سبحانه وتعالى وتوخي الصدق والأمانة حتى لا يخسروا سمعتهم.