تلقيت بكل سعادة واعتزاز نبأ تعيين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للهلال الأحمر السعودي بمرتبة وزير، وازددت فخراً واعتزازاً أن هذا التعيين نابع من ثقة أبوية سامية، ورعاية كريمة غالية من سيدي والد الجميع خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله وأدام عزه وتوفيقه)، حين اختار نجله (فيصل) وهو أدرى بكل قدراته المعطاءة وتطلعاته البناءة لتحمل مسؤولية قيادة هذا الصرح الوطني الصحي الاجتماعي الذي يعتبر واجهة مشرقة للرعاية الاجتماعية والعناية الطبية والاهتمام الحق بالمواطن والمقيم على حد سواء في وطن الإنسانية.. فصرح مثل هذا تعم خدماته كل مدن وقرى بلادنا الغالية، وتشمل اهتماماته جميع خطوط مواصلاتها الشاسعة، في وديانها وجبالها ووهادها وسهولها، صرح وطني معطاء يحتاج إلى قدرات عظيمة العطاء، أجزم أن هذا الشاب النبيل الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز هو فارسها الأصيل وهو الذي بإذن الله وفي ضوء التوجيهات السامية سيزيد بتلك القدرات من شموخ هذا الصرح الوطني الصحي وسيجعل منه إن شاء الله القدوة الأفضل للمؤسسات المماثلة له في الوطن العربي رعاية وعناية وإخلاصاً وإنجازاً واستفادة من كل الإمكانات العصرية والتقنيات الحديثة. أجزم بإذن الله أن سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز قادر على النهوض بهذا الصرح لأنه من عرين الأصالة ومنبع العطاء من مدرسة ملك الإنسانية وقائد مسيرة الازدهار والبناء والده العظيم عبدالله بن عبدالعزيز تربية وتوجيهاً، وحباً وإخلاصاً للوطن والمواطنين. ولأن فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز كما عرفته وعرفه فيه أساتذته من صغره منذ كان طالباً في المرحلة الابتدائية بمدارس الرياض للبنين يتميز بالحيوية والمشاركة الإيجابية في برامج النشاط المدرسي ويميل إلى كل عمل ميداني سواء كان ثقافياً أو رياضياً، وكان حتى تخرجه من الثانوية العامة في مدارس الرياض عام (1404ه) مشاركاً فاعلاً في كثير من البرامج والمناسبات الوطنية التي شاركت فيها المدارس إعلامياً ورياضياً، كما كان شاباً معروفاً بدماثة خلقه، وخفة روحه، وطيب معشره مع زملائه ومدرسيه، وبجميل صبره على ما تتطلبه أنظمة المدارس حينها من انتظام وانضباط. أعتقد جازماً أن تلك الحيوية والقدرات الفاعلة التي كان متميزاً بها بفضل الله ثم بفضل التوجيهات السامية والتربية الصالحة من سيدي والده العظيم الملك المفدى (أدام الله عزه وتوفيقه) ومن صاحبة السمو والدته الجليلة (حفظها الله ورعاها) وأن ما تعمق في روحه من إنسانية ومثل عليا وما تعوده من إخلاص حق لوطنه ومواطنيه، وما لديه من طموحات وطنية وما اكتسبه من قدرات شبابية وإطلاعات علمية وروح عملية ميدانية سيكون له الأثر الكبير البناء بإذن الله ليصبح الهلال الأحمر السعودي مضرب المثل حقاً للمؤسسات العامة في المملكة وللمؤسسات المماثلة له خارجها إنجازاً وإخلاصاً وإنسانية وعطاءً إن شاء الله. وإذا أقدم أجمل التهاني لمسؤولي وأسرة الهلال الأحمر بهذا الفارس الأصيل الأجدر لا يسعني إلا أن أرفع بكل مشاعر الفخر والمحبة الأبوية والتربوية أسمى التهاني الصادقة القلبية لسموه الكريم على هذه الثقة الغالية السامية من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو سيدي ولي عهده الأمين وعلى هذه المحبة الصادقة والفرحة الغامرة التي عبر عنها الكثير من المواطنين ومنسوبي الهلال الأحمر سائلاً الله العلى القدير أن يوفق سموه ويرعاه، ويسدد دائماً على طريق الخير خطاه، لخدمة دينه ومليكه ورفعة وطنه ونفع مواطنيه. إنه تعالى سميع مجيب.