نجا وزير الدفاع السريلانكي جوتابايا راجاباكسا الشقيق الأصغر للرئيس السريلانكي أمس الجمعة من هجوم انتحاري استهدف موكباً رسمياً في قلب العاصمة كولومبو ونسب إلى متمردي التاميل. وقتل جندي على الأقل وجرح 17 آخرون في انفجار قوي وقع لدى مرور سيارات رسمية كانت تقل مسؤولين كباراً في وزارة الدفاع. وأفادت الشرطة التي نسبت الهجوم للمتمردين التاميل أن دراجة نقل ثلاثية الدفع مفخخة اقتحمت الموكب المكون من ثماني سيارات. وأضافت أن وزيرالدفاع جوتابايا راجاباكسا شقيق الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي أصيب بجروح طفيفة في حاجبه الأيمن في الانفجار، وكان يستقل سيارة مصفحة. وألحق الانفجار أضراراً بعشر سيارات مدنية على الأقل. ووقع الانفجار في طريق دهارمابالا على بعد أقل من كيلومتر ونصف كيلو متر من مقر إقامة رئيس البلاد. ويقع المقر الرسمي الآخر للرئيس وأمانة سر الرئاسة على بعد ثلاثة كيلومترات من موقع الانفجار. وأصيب في الانفجار سبعة أعضاء من فريق الأمن الاحتياطي الخاص لوزير الدفاع. وقال جوتابايا لمحطة إذاعة محلية: (أنا بخير ولكن رجال الأمن أصيبوا في الانفجار.. لست على يقين ماذا حدث لهم). ويتخذ وزير الدفاع موقفاً متشدداً تجاه جبهة نمور تحرير تاميل إيلام المتمردة، وهو ضابط جيش سابق تقاعد عن العمل وعين وزيراً للدفاع عندما فاز شقيقه بالانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني - نوفمبر من العام الماضي. وأعرب مسؤولون عسكريون عن اعتقادهم بأن جبهة نمور تحرير تاميل إيلام وراء الحادث بسبب أن هذه هي الجماعة الوحيدة المعروف بارتكابها مثل هذه الهجمات. وأعلنت الرئاسة في بيان أن رئيس الدولة ماهيندا راجاباكسي ما زال عازماً على مواصلة جهود السلام في سريلانكا ومكافحة أشكال الأرهاب والعنف كافة. وأضافت أن نمور تحرير ايلام التاميل معروفون بأنهم ارتكبوا في الماضي هجمات جبانة وعنيفة من هذا القبيل. وسريلانكا معرضة لخطر الوقوع في حرب على نطاق واسع منذ ان قرر زعيم المتمردين التاميل إنهاء عملية السلام الهشة في الجزيرة مطالباً خلال الأسبوع الجاري بدولة مستقلة. وقال زعيم نمور تحرير ايلام التاميل فيلوبيلاي بربهاكاران ان التاميل الذين يبلغ عددهم 2.5 مليون نسمة في سريلانكا يجب ان تكون لهم دولة مستقلة. واعتبر انه (ليس من خيار آخر) أمام شعبه. ورفضت الأسرة الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة هذه الدعوة الى الاستقلال السياسي. وكان الرئيس السريلانكي دعا خلال الأسبوع الجاري زعيم نمور التاميل إلى مفاوضات مباشرة بعدما فشلت مفاوضات السلام في نهاية تشرين الأول - أكتوبر في سويسرا. وحتى صدور دعوتهم إلى الاستقلال كان متمردو التاميل يكافحون من أجل حكم ذاتي لشمال شرق سريلانكا. وتعداد سكان سريلانكا الجزيرة الواقعة في آسيا الجنوبية 21 مليون نسمة. وقتل ما لا يقل عن ستين الف مدني وعسكري منذ اندلاع النزاع عام 1972 سقط منهم 3400 منذ مطلع السنة الجارية. وغالباً ما يلجأ نمور التاميل إلى الاعتداءات الانتحارية وآخرها في تشرين الأول -أكتوبر أسفر عن مقتل 115 جندياً سريلانكياً على الأقل.