اعلن مصدر رسمي لبناني أمس السبت ان الحكومة اللبنانية قررت ارسال عدد محدود من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي الى المنطقة التي كانت تحتلها اسرائيل في جنوبلبنان للقيام بمهمات أمنية. وبذلك أزال لبنان عقبة على طريق تعزيز قوات الدول المشاركة في قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوبلبنان وخصوصا فرنسا. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام رسمية ان قوة مشتركة من ألف عنصر مكونة من 500 عنصر من الجيش و500 من أفراد قوى الأمن الداخلي الدرك والشرطة ستنتشر في جنوبلبنان للقيام بمهام أمنية . ولم توضح الوكالة ما اذا كان الجيش سينتشر على الحدود مع اسرائيل. واضاف المصدر نفسه ان هذه القوة ستتمركز في مرجعيون وبنت جبيل بإمرة وزير الداخلية ميشال المر، موضحا ان تفاصيل نشر القوة ستدرس خلال اجتماع استثنائي يعقده مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. وكانت فرنسا طلبت من لبنان عدة مرات ارسال قوات الى جنوبلبنان وجعل وزير الخارجية هوبير فيدرين من تحقيق ذلك شرطا مسبقا لزيادة عدد الجنود الفرنسيين في القوة الدولية. وفي الناقورة اعلن الناطق باسم قوة الطوارىء الدولية المؤقتة العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل أن أعمال التحقق من الانسحاب الاسرائيلي الى ما وراء الخط الذي حددته الأممالمتحدة استؤنفت أمس السبت من الجانب اللبناني. واضاف ان الأعمال التي بدأت الخميس الماضي استؤنفت بعد تسوية مسائل فنية أثارها لبنان الجمعة. وتابع أن خبيرا من الأممالمتحدة لم يكشف اسمه وصل في وقت مبكر صباح امس الى الناقورة مقر قيادة القوة الدولية في جنوبلبنان للانضمام الى الفرق العاملة على هذا الموضوع من القوة الدولية ولبنان. وأكد ضابط من الجيش اللبناني من الفريق اللبناني لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان أعمال التحقق استؤنفت بعد أن ردت الأممالمتحدة ايجابا على المسائل الفنية التي أثارها لبنان . وفي باريس صرح مسؤولون بوزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين سيقوم بزيارة تستغرق يومين للشرق الأوسط اليوم الاحد لتقييم الموقف في جنوبلبنان. وسوف يزور فيدرين أثناء جولته اسرائيل وسوريا ولبنان وهي البلدان التي وصفها المسؤول الفرنسي مؤخرا بأنها الأطراف الثلاثة الرئيسية فيما يتعلق باستقرار المنطقة وقالت المتحدثة بلسان الوزارة إن مشاورات فيدرين مع قادة البلدان الثلاثة ستتناول بالاساس الوضع في جنوبلبنان. وقالت المتحدثة: ستوفر المباحثات فرصة للقيام بتقييم للوضع في المنطقة في أعقاب الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان 24 أيار/مايو . وسيتعين على الحكومة الفرنسية أن تقرر ما اذا كانت ستزيد عدد قوات فرقتها العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمرابطة في لبنان منذ عام 1978. وفي القدس أعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يعتزم التوجه يوم الخميس المقبل الى الشرق الأوسط في حال التحقق من الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. ونقلت الاذاعة عن مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة لم تكشف هويتها ان عنان تلقى من دول عدة دعوة للتوجه الى الشرق الأوسط لهذه الغاية . واضاف المصدر ان هذه الجولة التي تشمل لبنان واسرائيل كما يبدو لن تتم إلا بعد إن تتأكد الأممالمتحدة من ان قرار مجلس الأمن الرقم 425 حول الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان قد نفذ. واعلن عنان أمس أنه يأمل الانتهاء من التحقق من الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان خلال 48 ساعة, وقال إن التحقق من الانسحاب مرتبط بتعاون الأطراف على الأرض . واضاف: في حال عملوا بشكل فاعل ومتواصل معنا يجب أن نكون قادرين على إنهاء العمل خلال الساعات ال24 المقبلة أو ال48 كحد أقصى . وكانت الأممالمتحدة أنهت يوم الثلاثاء الماضي ترسيم خط الانسحاب على طول الخطوط اللبنانية/ الاسرائيلية وبدأت التحقق من انسحاب كامل القوات الاسرائيلية من المنطقة التي احتلتها في جنوبلبنان طوال 22 عاما.