لدى الأطفال مشكلات عدة تظهر عند مواجهتهم للحياة وهذا شيء طبيعي لكن طرق علاجها والتعامل معها تختلف بين الأشخاص. وفي هذا المقال لا أذكر جميع مشكلات الأطفال ولكن أعرض الكيفية التي تحتم على من يرعى الأطفال الانتباه لها وهي أن للأطفال شخصيات متباينة منهم من يتميز بالعصبية وسهولة الاستثارة والغضب ومنهم من يتميز بالانفعال أو المهارة الحركية والذهنية ومنهم من يتميز بالهدوء والعزلة وعدم مشاركة أقرانه ومنهم من يتميز بالنشاط والميل إلى المشاركة واللعب الجماعي وهذه السمات لها علاقة قوية في نوع العلاقات السائدة في الأسرة وبخاصة في السنوات الأولى لأن مشاعره لا تنفصل عن الأسرة؛ فالطفل يلاحظ سلوك من حوله وينقل تصرفاتهم وكثيراً من السلوكيات يتعلمها الطفل بالتقليد أي تقليد انفعالات أفراد العائلة والأصدقاء هذا إذا كان الطفل سوياً أما إذا كان يعاني من ضعف في القدرة العقلية أو التخلف العقلي عن أقرانه أو بطيء التعلم فمن الصعب على الآباء والأمهات أن ينتبهوا لذلك، فإذا كان الطفل لا يستطيع أن يفهم شرح المدرس بنفس السرعة التي يفهم بها متوسطو الذكاء وزملاؤه في الفصل أو أنه لا يستطيع أن يدرك ما يُلقى عليه من تعليمات بسيطة أو يعاني من عدم القدرة على التركيز ويبدو عليه سرعة الملل أو ينسى بسرعة وهذا يستدعي استشارة إخصائي للتأكد من هذه الأمراض أو الإعاقات فقد يكون مرجعها اضطرابات الحياة النفسية للطفل لسوء التوافق الأسري أو المدرسي أو الاجتماعي أو الانفعالي أو بهما جميعاً، فإذا وجد هذا النوع وبخاصة الضعف العقلي فيجب إقناع الوالدين وعليهما أن يدركا ذلك حتى لا يكون الطفل ضحية للإهانة والضرب وإطلاق أنواع من العبارات السيئة عليه فيزداد سوءاً بفعل العوامل النفسية فيصبح من الصعب على العائلة توجيهه ووضعه في المكان المناسب في الحياة الاجتماعية حيث من الغالب أن لا يقبل الآباء الحقائق العلمية بسهولة ويصرون على ذكاء أطفالهم ولذا يجب أن يعاملوه بما يتفق مع قدراته وإمكاناته. وهناك أمراض يصاب بها الأطفال سواء كان المسبب لها عامل وراثي أو اجتماعي، ويجهل أغلب الآباء كيفية التعامل معها فيلاحظ أن مرض التوحد لدى الأطفال أغلب الأسر لا تعرف كيف تتعامل معه مما يعرض الأطفال للإهانة أو الإهمال والبحث عن علاج بطرق مختلفة قد تضر بهم. والاهتمام بهذه الفئة جاء من ولاة الأمر بهذا البلد العزيز السباقين لما فيه خير مواطنيهم، فقد وافق المقام الكريم على توصيات الندوة الدولية للتوحد وتفعيلها على أرض الواقع وإنشاء ثلاثة مراكز خيرية في كل من الرياضوجدة والدمام حيث انطلقت الحملة الوطنية للتوعية عن التوحد لهذا العام تحمل اسم (حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز للتوعية) باضطراب التوحد كما أن لمركز الأمير ناصر بن عبد العزيز للتوحد الذي يحظى باهتمام سمو الأمير تركي بن ناصر دوره العلاجي والتوعوي. ولهذا أصبحت مسؤولية وأمانة الاهتمام بهذه الفئة واجباً على الجميع وعلى المسؤولين في التربية والتعليم تدريب بعض المعلمين والمعلمات على كيفية توعية أولياء أمور هؤلاء الفئة وتوجيههم لخدمة أبنائهم وفق الأساليب العلمية الحديثة.