لا اعتقد أن هناك من يشكك في نجومية وجماهيرية الفنانة أحلام، ولا اعتقد أيضاً أن هناك من لا يقدّر احتشامها واحترامها للمظهر الخليجي (هذا الاحتشام الذي أصبح ضمن المميزات بعد أن كان وضعاً افتراضياً) في وقت أصبحت فيه الهوية الخليجية للفنانات الخليجيات لا تتعدى صفحات جواز السفر. أحلام - برغم ما واجهته من صعوبات - استطاعت ان تكوّن لفنها قاعدة جماهيرية تجبر كل عاقل على احترامها، ولكنها، ما زالت تعاني من مشكلة يجب أن تجد لها حلاً، ألا وهي الظهور الإعلامي وخاصة المرئي، وحتى لا يكون الحديث عائماً (كأغلب أحاديث النقد)، لنعد الى آخر ظهور لها على قناة MBC في برنامج دندنة، والابتسامات العريضة (المصطنعة) التي كانت توزعها أم فاهد بمناسبة وبلا مناسبة حتى أفقدت الحوار جديته وهدوءه وحالته الطربية التي اعتاد عليها متابعوه. على اي حال تلك الابتسامات كانت أرحم بكثير من الشخصية المناضلة التي تقمصتها أحلام عندما كانت تروي قصة زيارتها لفلسطين ورفضت ان تصافح الضابطة الاسرائيلية بحجة أنها (لا تصافح اليهود!!) مما أدى الى احتجازها لبعض الوقت في غرفة الإيقاف وبرغم هذا الموقف إلا انها كانت تغني لفرقتها الموسيقية التي احتجزت في غرفة أخرى أغنية (الحلم العربي)، وتسترسل السيدة أحلام بقصتها الدراماتيكية وتروي قصة أخرى، عندما عرض عليها عسكري اسرائيلي كوباً من الماء ولكنها رفضت أيضا لذات السبب (بأنها لا تشرب من يد يهودي!!)، السؤال المهم، لماذا يصر كل فنان يزور فلسطين ان يقنعنا بأنه (مناضل) وأنه لا يخشى في الحق لومة لائم؟ لماذا يتحدثون إلينا وكأننا سذج نصدق كل كلمة تقال، وكأننا لم نطلع أو نعرف عن الخلافات (التافهة) التي يخوضونها فيما بينهم (والحديث هنا معمم ولا يقتصر على أحلام أو غيرها)، الرسالة التي يجب ان يعيها كل من يريد أن يتحدث إلينا، بأن الجمهور (الطيب) أيام الستينيات والسبعينيات الذي كانت تذهله كل كلمة يقولها الفنان أو النجم لم يعد (طيباً)، وأنهم الآن أمام جمهور مطلع، واع، أمامه كل الآفاق مفتوحة وكل وسائل الإعلام بين يديه، بات الجمهور هو الذي يبهر النجوم بدلاً من ان يتفرغ للانبهار فقط. كانت نجمتنا المحبوبة أحلام تريد ان تقنعنا بأنها جوليا بطرس الخليج لدرجة انها غنت (وين الملايين)، وبالتأيد لن يصل بنا الأمر ان نشكك في عروبتها أو تعاطفها مع القضية العربية لأن كل عربي وكل مسلم يحمل في جوفه هذا الاحساس ولكن المسألة ليست للمزايدة أو التباهي. باختصار شديد، لو لم تكن سلامة أي فنان مضمونة لما وافق على الذهاب الى فلسطين وحتى إن اعتبروها مجازفة فهي مجازفة تستحق، على الأقل على المستوى الجماهيري(هذا إذا أحسنا الظن وافترضنا عدم وجود دافع مادي).