تسهب وسائل الإعلام العالمية في الحديث عن مبادرات رجل أعمال مثل بيل غيتس صاحب شركة ميكروسوفت وما يقدّمه من أموال طائلة لأعمال الخير. وتسهب كثير من وسائل الإعلام العربية والسعودية في الحديث أيضاً عنه وتتحسر على عدم وجود أمثاله بين ظهرانينا. وفي الحقيقة تمارس هذه الوسائل تعتيماً مقصوداً أو عن جهل؛ لأن مجتمعنا يفخر بوجود الكثيرين من أمثال بيل غيتس الذين قدّموا ويقدّمون دون كلل أو ملل، ولعل أحدهم الدكتور ناصر الرشيد صاحب الأيادي البيضاء على المرضى الذي وهب جزءاً كبيراً من وقته وماله وجهده لخدمة فئات عزيزة في المجتمع تحتاج للاهتمام والرعاية والعطف. أين وسائل الإعلام من هذا الرجل، ولماذا لا تكتب عنه وتبحث عما يقدّمه لأناس يحتاجون الكثير والكثير. لقد كانت للدكتور الرشيد إسهامات إنسانية يصعب حصرها .. إن المبادرة الأخيرة التي قدَّمها الدكتور الرشيد لأيتام حائل تعد مثالاً رائعاً لتفاعل أبناء الوطن مع هذه الفئة الغالية التي فقدت حنان الأب والأم فكانت بحاجة إلى لمسة حنان ويد حانية تكفكف الدمع وتزرع البسمة وتنعش الأمل بحياة آمنة ومستقبل زاهر. ومجمع رعاية الأيتام في حائل ليس المشروع الأخير ولا الأول الذي يقدّمه الدكتور الرشيد، فقد كانت له إسهامات كبيرة لمرضى السرطان ومركز الملك فهد لأورام الأطفال شاهد واحد من شواهد متعددة تعكس الاهتمام الذي يبديه أحد أبناء وطننا المعطاء. إن ما يقوم به بعض رجال الأعمال عندنا أهم من كثير مما يقوم به الآخرون في بلاد الغرب والشرق؛ لأن المبادرة هنا تنبع من إحساس ديني إنساني أصيل ولا تكون من اعتبارات مالية أو تهرّب من ضرائب ورسوم تجد في الأعمال الخيرية مخرجاً لها. فما أحوجنا للحديث عن أبناء وطننا وثمة نماذج كثيرة في السعودية وغيرها من الدول العربية تحتاج إلى كلمة صادقة.. ومن القلب شكراً. * إعلامي - عضو جمعية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان)