لا شك أن النجاح هدف سام لكل مجتهد ولكل من يود أن يكون في خضم هذه الحياة إنساناً ناجحاً متميزاً وعضواً فاعلاً لبناء المجتمع، وبالأمس القريب قابلت أحد منسوبي شركة الاتصالات، وبالتحديد عند خروجنا من المسجد بعد صلاة العصر، فإذا بشخص بسيارة الشركة يقف ويلقي تحية السلام ويقول: أنت المدرس القريشي؟ قلت: نعم، من أنت؟ أحد طلابي؟ قال: نعم. وسأل عن أخباري وبادلني التحية وقدم كل الشكر، وشكرته أنا بدوري على حسن صنيعه وتقديره لمدرسه. وهذا الأمر ليس بجديد أو غريب؛ فالدنيا يلتقي فيها المدرس والطالب بعد فراق مقاعد التدريب والتدريس، ولكن من المفارقات ومما يثلج الصدر أنني رأيته بملابس العمل ومعه أدوات العمل وسيارة عمله وفي مهمة عمل فنية على الواقع، يعمل دون كلل أو ملل أو تذمر، وقد فرحت له وشكرته وشددت على عاتقه بأن يستمر في عمله الفني ويحاول أن يكتسب مهارة العمل الفني ولا يخالج نفسه أي عائق دون تحقيق أهدافه مهما كانت الظروف.وبهذه المناسبة فإنني أقدم شكري لكل طالب علم بعامة ولطلابي بخاصة، وأقول للجميع: إن طلب العلم بجميع فروعه عز وتقدم ونجاح للمجتمع السعودي، فلا يساور كل طالب علم تلك المثبطات والأقوال التي يعتريها الكسل والتشاؤم والملل من التحصيل العلمي، فهذا البلد الطيب يحتاج من الجميع أن نقدم له بعد الله سبحانه كل شكر وعرفان؛ لذا لا بدَّ من المضي قدماً لتحقيق طلب العلم بكافة فروعه، والله من وراء القصد.
