تهنئة من أعماق قلوبنا لسمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله آل فرحان آل سعود هذه الثقة الكبيرة من ولاة الأمر بتعيينكم محافظاً لمحافظة المجمعة، فقد أجمع الكثير بأن اختياركم جاء بعناية فائقة من قائد محنّك وخبير، صاحب الأيادي البيضاء على المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهذه الهدية من سموه للمحافظة لها أبعاد تنموية. وتعيين سموكم محافظاً لمحافظة المجمعة سوف يؤدي بإذن الله إلى زيادة فعالية التنمية الإدارية في المحافظة والمراكز التابعة لها، فقرب سموكم من السكان واحتياجات الناس والاطلاع على مشاكلهم عن قرب سينضج بالقرارات التي تصدر من المنطقة وبالتالي القضاء على البيروقراطية الإدارية، وهذا يؤدي إلى تبسيط الإجراءات وأيضاً يعتبر تعيين سموكم في هذا التوقيت المفصلي من عمر المحافظة نقلة نوعية نحو التطوير في جميع المجالات، وقد استبشر الأهالي بتعيين سموكم على رأس الهرم بالمحافظة وتوالت الاتصالات من جميع مناطق المملكة يهنئوننا بسموكم، وهناك تساؤل: ما هو سر هذا الفرح وما هي خلفياته؟ وقد يغيب عن البعض وخاصة من لا يهتم بالتاريخ الكثير من الحقائق التي حفظها لنا المؤرخون وتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم وهذه الحقائق عمرها يتجاوز المائتين وسبعين عاماً عندما تحالف الأمير محمد بن سعود بن مقرن آل سعود مع الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله- وكان تحالفهما بهدف إنقاذ الناس في نجد من الفساد الديني والاجتماعي والسياسي، حيث كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدداً للدعوة السلفية والأمير محمد بن سعود الذراع السياسي والعسكري للدعوة الإصلاحية، وبهذا التحالف تحققت النواة الأولى لحكم آل سعود المبني على نصرة الدين والاستعانة به في جميع أمور الحياة حتى تحقق للإمام محمد بن سعود العز والتمكين والنصر المبين، فأصبح إماماً اجتمع عليه المسلمون وبارك الله في حكمه، ورسّخ هذا التوجه في العصر الحديث الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- عندما وحّد الجزيرة واستعاد حكم أجداده واستقر الحال في الجزيرة العربية بعد أن كان هناك صراعات وحروب بين عشرات الإمارات والمشيخات والقبائل الرحّل التي تتناوب على الأراضي والآبار والمراعي حسب دورات القوة والضعف التي تمر بها، وأيضاً كان سكان الجزيرة في فاقة وانعدام للأمن وشاع السلب والنهب. ويعدُّ توحيد الجزيرة على يد الملك عبدالعزيز معجزة وإنجازاً تاريخياً، فهو لمّ ورمّم أشلاء الوطن الممزّق أرضاً وسكاناً، وأيضاً يُعتبر تأسيس الدولة على دستور قائم ودائم وخالد وهو كتاب الله وسنّة نبيّه من إنجازات الملك عبدالعزيز التي كان لها الأثر الكبير في توحيد فكر الشعب وتوجّهاته، وبعد أن غيّب الموت موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- جاء من بعده أبناؤه واكملوا المسيرة بالتنمية والتطوير وترسيخ الأمن حتى غدت المملكة من الدول التي يشار لها بالبنان، وكلّما غيّب الموت نجماً بان لنا نجم آخر من أبناء الملك عبدالعزيز وأكمل المسيرة بنفس المنهج والخط السياسي المرسوم له حتى أصبح الشعب في رغد وأمن واستقرار وهذا هو سر فرح الأهالي بتعيين صاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفرحان آل سعود محافظاً لمحافظة المجمعة فهو من شجرة آل سعود والشجرة الطيبة لا تورث إلا الطيب، فنشكر ولاة الأمر على هذه المكرمة وندعو الله لسموه بكل التوفيق والسداد لما فيه خير الوطن والمواطن.