قال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز إن باكستان حليف للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب لكنها لا يمكن أن تقبل توجيه ضربات أمريكية لمتشددين داخل حدودها. وتعبر الطائرات الأمريكية الحدود الأفغانية لملاحقة المتشدديين الذين ينتمي بعضهم إلى حركة طالبان، وفي وقت قالت فيه كابول إنها قتلت 60 من هذه الحركة في اليومين الماضيين. وقال عزيز لقناة (سي. ان. ان) التلفزيونية (نحن لا نسمح لأي دولة بانتهاك سيادتنا. نحن ملتزمون بمحاربة الارهاب لكن ينبغي أن نحاربه معا). واستخدم الجيش الامريكي طائرات بدون طيار في اماكن تعتبر مرتعاً للانشطة المعادية للولايات المتحدة مثل أفغانستانوباكستان واليمن لمحاولة القضاء على متطرفين مستهدفين في حرب الولاياتالمتحدة على الارهاب. لكن عزيز قال إن باكستان لا تسمح بهجمات الطائرات بدون طيار وان الغارات الأجنبية غير مقبولة بالنسبة لدولة أعلنت التزامها بحملة الرئيس الأمريكي جورج بوش في أنحاء العالم. وقال عزيز: (نحن قادرون تماما على التصدي للانشطة التي تدور داخل حدودنا ونحن لا نشجع أي دولة أو نسمح لها بانتهاك هذا المفهوم). وأضاف أن هناك (قدراً من الحقيقة) في تقارير وسائل الاعلام الامريكية بشأن غارة شنتها طائرة امريكية دون طيار من طراز بريديتور داخل باكستان في يناير كانون الثاني تردد أنها كانت تستهدف الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لكنها لم تصبه. وقال عزيز: (من الصعب جدا تحديد من كانوا هناك لأن الشخص المقصود تمكن من الهرب. والواضح من الدلائل التي قدمتها مصادر مخابرات متعددة انه كان هناك هدف له قيمة كبيرة). ومثل هذه الهجمات تلقى معارضة شعبية شديدة في باكستان وأدت غارة يناير كانون الثاني إلى تقديم شكوى رسمية. كما أنها أثارت نقاشاً حول تواطؤ باكستان أو قبولها على الأقل للغارات الأمريكية هناك. ورفض عزيز تلميحات الرئيس الافغاني حامد قرضاي إلى أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن يختبئ في باكستان. وقال عزيز: (ليس لدينا دليل واحد على مكانه. وإذا وجد في أي وقت على أرضنا وعرفنا ذلك فسنطارده). وقال عزيز أيضا إن الحكومة الافغانية مخطئة في تأكيدها أن متمردي طالبان يجري توجيههم الآن من داخل باكستان. وقال (نحن نعلم أن شبكة القيادة والسيطرة الخاصة بطالبان موجودة في أعماق بعيدة داخل أفغانستان). ومن جانب آخر أعلن جنرال في الجيش الأفغاني أن عملية مشتركة نفذتها القوات الافغانية وقوة المساعدة الامنية الدولية (إساف) بقيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) مطلع الأسبوع الحالي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مسلحاً يشتبه في انتمائهم إلى حركة طالبان في جنوب وشرق أفغانستان. وقال الجنرال مراد علي قائد قوات الجيش الأفغاني في إقليم باكتيا إن 20 مسلحاً قتلوا عندما اشتبك جنود الجيش الافغاني مع مجموعة من المسلحين احتشدت داخل مجمع سكني استعدادا لمهاجمة قاعدة للجيش في ضاحية برمال بإقليم باكتيا في وقت متأخر من مساء السبت. وقال إنه تم طلب دعم جوي من قوات حلف الاطلسي بعد مرور ساعتين تقريبا من القتال مشيرا إلى أن الطائرات قصفت المجمع السكني مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مسلحاً آخر. وأشار إلى أن بعض المسلحين من العرب والباكستانيين حيث عثر على ثماني جثث لباكستانيين متشددين وتم تسليمهم لزعماء العشائر على الجانب الباكستاني من الحدود. ويصل طول الحدود بين أفغانستانوباكستان نحو 2500 كيلومتر. وقال الجنرال العسكري إن ثمانية جنود أفغان أصيبوا خلال الاشتباكات. وتشهد أفغانستان حالياً موجة من أعمال العنف توصف بأنها الأكثر دموية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام حركة طالبان عام 2001م.