لا يذكر اسم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز إلا واقترن ذلك بالقيادة الشابة الواعية، والفكر النير والطموح الواسع، ولا يمكن الحديث عن سيرة سموه وتجربته الرائعة دون التطرق إلى قدراته الذهنية الفذة وكفاءته العملية وخبرته العلمية ورؤاه البناءة التي أدهشت كل المحيطين به والقريبين منه في مضمار العمل، وكذلك اقترنت سيرته بالإنجاز والتميز والمصداقية. ومن يلقي نظرة خاطفة إلى تجربة سموه العملية سيجدها زاخرة بالعطاء، ومفعمة بالإخلاص، يستمد منها الكثيرون طاقة إبداعاتهم ووقود إسهاماتهم، ويصفه العديد من الناس بأنه نموذج للشباب السعودي المثالي الذي يحتذى به، فهو فضلاً عن كونه أحد حفظة القرآن الكريم، فقد حظي بتربية إسلامية دينية خاصة، وحباه الله بموهبة الذكاء الفطري والإرادة الصلبة والرؤية الصادقة والنظرة الثاقبة للأمور وهي كلها تعزز جانب الشخصية القيادية المرموقة التي يحظى بها سموه، كما أنه ذو قدرات عالية في ميادين المسؤولين والعمل والعطاء الفكري، وقد برز ذلك بوضوح خلال فترة ترؤسه نادي الهلال حيث ظل يقدم صوراً للقيادي الناجح وكان لصيقا بالوسط الرياضي، وقريباً من شريحة الشباب الذين تأسى الكثيرون منهم بخلقه وسلوكياته وأعجبوا بعبقريته القيادية. ولا تكمن قدراته في الجانب الإداري والرياضي وحسب، بل تعددت مهاراته فشملت الأبعاد الفكرية والثقافية والإبداعية، حيث تجلى ذلك بوضوح من خلال مؤلفاته التي ترفد المكتبة العربية والسعودية ومواقع الإنترنت، ومن أبرزها مؤلفه الشهير (ألف ميل في خطوة واحدة) الذي نال إعجاب القراء وثناء الكتاب والمؤلفين. برز نبوغه الفكري في مرحلة مبكرة، وظهرت مواهبه الخطابية والفكرية وملكاته القيادية منذ أن كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، وتعزز هذا الجانب حينما فاز بجائزة الشباب للتصنيع، وذلك من خلال التطور الذي أحدثه في الشركة السعودية لصناعة الورق التي تعتبر الواجهة الاستثمارية لأعماله التجارية، وللأمير عبدالله بن مساعد مقدرة فائقة على إلقاء المحاضرات باللغتين العربية والإنجليزية، وله مشاركات واسعة في الملتقيات والمؤتمرات الاقتصادية المهمة التي تعقد في مختلف دول العالم. ولا يخفى على القارئ الكريم اهتمام سموه الواضح والخاص بالقطاع الرياضي الذي أخلص له وقدم له الكثير من الدعم والوفاء خصوصاً إبان فترة ترؤسه نادي الهلال ودعمه السخي اللامحدود للنادي وللرياضيين لا سيما في مهرجان اعتزال النجم يوسف الثنيان. ويعتبر الأمير عبدالله بن مساعد مثالاً حياًَ للشباب السعودي الملتزم الذي يعكس صورة إيجابية مشرفة لبلاده ومجتمعه أينما وجد، فالأدب وحسن الخلق صفات أصيلة في حياة هذا الرجل، وهذا ما جعله نموذجاً واقعياً للشباب الناجح والوعي الفكري الناضج والمسؤول الذي يدرك عظم المسؤولية واستحقاقات القيادة وقيمة العمل وأهمية العطاء. فهذه السمات والخصال اجتمعت في شخص سموه الكريم وأملت فكرة هذا المقال وأخذتنا إلى هذه اللمحة السياحية في بعض جوانب شخصية سمو الأمير عبدالله بن مساعد الذي يجسد آمال الشباب السعودي، ويعكس الصورة المشرقة لهذا الجيل.