** إلى وقت قريب.. كانت إعلانات مكاتب الاستقدام هي التي تملأ صفحات الصحف وتأخذ المساحات في واجهات الصحف.. في الصفحة الأولى والأخيرة والصفحات المميزة. ** كانت مكاتب الاستقدام تشتري مساحات شاسعة من الصفحات.. وكانت تمارس الإعلان اليومي عن نشاطاتها. ** وقبلها كانت مكاتب العقار ومؤسسات العقار هي التي تحتل المساحات الأولى من الصحف والمجلات.. وكانت المكاتب تتسابق على الصفحات المميزة وتشتري الصفحات كاملة.. وكان هناك حضور إعلاني مكثف لمكاتب العقار. ** اليوم.. هو موسم.. أو هي موجة الخدمات الطبية والصحية.. فقد احتلت الخدمات الطبية والصحية (تقريباً) كل المساحت المميزة في واجهات الصحف.. وأصبح الحضور المكثف للخدمات الطبية في جميع ميادين التخصص.. وإن كانت خدمات (السمكرة).. مثل عمليات التجميل وما يدخل في أفقها.. هي الأكثر حضوراً إعلانياً. ** لقد كنا إلى سنوات ليست بعيدة.. لا نعرف أي شيء عن هذه الخدمات الطبية ولا نعرف إنساناً أجرى عملية تجميل وغيَّر شكل وجهه. ** واليوم.. هناك بعض النساء.. تُغيِّر وجهها أكثر من مرة. ** اليوم.. لم تعد عمليات التجميل على شفط الدهون.. أو إزالة تشوهات سببها حريق أو حادث مروري أو خطأ طبي أو أي عامل آخر.. بل اتجه البعض إلى إجراء عمليات تجميل لتغيير ملامج الوجه.. بحثاً عن وجه أفضل وأجمل (حسب زعمهم). ** اليوم.. هناك من يخضع الأنف لأكثر من تغيير.. وهناك من يضخم الشفتين.. وهناك من يصغرهما.. وهناك من يسعى لتغيير الملامح.. وإن كان (الأنف) و(البراطم) هما أكثر الضحايا.. إذ إنهما يقعان ضحية عمليات التجميل.. وهما المقصودان في الغالب.. ولأن أكثر الأطباء أصلاً.. لا يجيد غير العبث في (الخشم والبرطم). ** في عالم النساء.. يتحدثن دوماً.. عن أن فلانة زميلتهن في المدرسة أو الجامعة قبل سنوات.. رأينها ولم يعرفنها.. لأنها تغيَّرت.. ولأن وجهها لم يعد كما عهدنه.. وليس السبب بالتأكيد.. بصمات السنين.. ولا وطأة مرض السكر.. ولا عوامل مرضية.. بل مشرط طبيب التجميل.. الذي عمله في وجهها مرة أو مرات حتى صارت إنساناً آخر. ** عمليات التجميل أو (تبديل الملامح) صارت اليوم شبه موضة.. فهذه ترى أن (خشمها مايل) وأخرى ترى أن (البراطم زايدة) وثالثة قيل لها ان (خشمك مهوب مضبوط) وأرادت المسكينة الجاهلة (ضبطه).. وهكذا من الجهالات والأفكار الخاطئة.. التي قادت إلى الخضوع لعمليات لعدة ساعات والدخول في معمعة أخطار.. من أجل أن تبحث عن وجه أحسن.. وأكثرهن لا تزيدها عملية التجميل.. إلا قبحاً وتشوهاً.. ** أطباء التجميل (سوقهم قايم) هذه الأيام والمواعيد عندهم - ما شاء الله - بالأشهر، والموسم اليوم موسم التجميل وتغيير الملامح.. والبحث عن ملامح أفضل. ** إنني هنا.. لست طبيباً لأقول لكم أخطارها وانعكاساتها القريبة والبعيدة.. لكنني أنقل بعضاً من الواقع المؤلم.. بل المفزع. ** هل تصدقون أن بعض النساء - كما يقال أجرت أكثر من ثلاث وأربع وخمس عمليات تجميل لوجهها؟ بمعنى.. أنها غيَّرت ملامح وجهها خمس مرات.. وفي كل مرة لها شكل مختلف (وما ضبط معها) وفي النهاية.. تدخل في أزمة نفسية حادة.. لأن الأطباء دمروا شكل وجهها.. وبالتأكيد لا يوجد وجه بديل.. ولا يمكن زراعة وجه آخر.