المصلحة كلمة رنانة يتشدّق بها بعض مديري الإدارات أثناء ممارستهم لأعمالهم، وينخدع بها الكثير من البسطاء، والمصلحة نوعان مصلحة شخصية، ومصلحة عامة، وهناك فئة من هؤلاء المديرين تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية من خلال التستر بالمصلحة العامة وخاصة عندما لا يمكن الجمع بين تحقيق المصلحتين وهذه الفئة وللأسف غلب عليها سلطان الأنا الذي سعى لخدمة الذات على الغير، واستغلال المنصب لتحقيق المصلحة الشخصية يكون في الأغلب على حساب العمل والمؤسسة والجمهور، وانتشار ذلك بين مديري الإدارات يسهم في تكوين بيئة وظيفية طاردة للتميز وجاذبة للفئات الوصولية وتكوين دوائر نفوذ لهؤلاء المديرين لا يسمح لمن يمكن أن يعكر صفوهم بالوصول إليها، والاتفاق غير المعلن بينهم على تغاضي بعضهم عن بعض والتعاون في سبيل قطع الطريق على كل محاولة إصلاحية تحاول الوصول إلى مراكز النفوذ، وفي مثل هذه البيئات الوظيفية حيث يموت الضمير ويغيّب الولاء وتنتشر الشللية تعلو المحسوبية والمصالح الشخصية وتصبح هي المسوغ الرئيس لأي وظيفة بهذه الإدارة. وتعد السلطات والصلاحيات الممنوحة للمديرين باباً واسعاً من أبواب هذا الخلل الإداري، يستثمر من قبل هؤلاء المديرين من خلال إخضاعهم هذه الصلاحيات تفسيراً وتطبيقاً لآرائهم واجتهاداتهم ومصالحهم الشخصية مما يمكنهم من استغلالها أو إساءة استعمالها دون أن يكونوا نظرياً مخالفين للوائح والأنظمة المعمول بها في دوائرهم. إن وجود مثل هذه النوعية من مديري المصالح الشخصية داخل مؤسساتنا الحكومية والخاصة ليمثل قضية مهمة وظاهرة خطيرة تعرقل المسيرة التنموية في الدولة، بل وتمثل خطراً على اقتصاد الدولة وتماسك المجتمع، وهذا يتطلب من الجهات المسؤولة سرعة مواجهة هذا المرض الإداري بكل قوة وحزم وحفز الهمم وتكريس الجهود وحشد القوة والإرادة للقضاء عليه قبل أن يستشري ويحدث ما لا تحمد عقباه. والله الموفق لكل خير. [email protected]