لحظة يتوقف عندها التاريخ ليسجل بمداد من ذهب. لحظة تهيأت فيها نجران باعتزاز واعتداد وفي بهاء. لحظة انتظرتها نجران وأهاليها الأوفياء الذين ظلوا يتوقون إلى التعبير عن مشاعرهم ومحبتهم وتقديرهم وثقتهم لقيادتهم الرشيدة بصورة تبرز مدى تلاحمهم مع قيادتهم.فها هي نجران الأصالة، نجران الشموخ والتاريخ، نجران الوفاء والولاء تتأهب في أبهى حللها، وها هي قبائل يام الوفية كبيرها وصغيرها ورجالها وشيوخها وأطفالها، تستعد للقاء ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز، ملك أسر الفؤاد كله وظل في سويداء القلوب محفوراً في ذاكرة كل مواطن فينا بوفائه وعطائه وإنسانيته ورعايته الكريمة.. إنها زيارة الخير والنماء.. كانت أملاً مرتجى بل كانت حلماً جميلاً تحقق على أرض الواقع، وكانت هبة أهل نجران الصادقة منذ سماعهم بنبأ الزيارة الكريمة.. وكما هي عادتهم أسرجت الخيول والهجن لقدومك الميمون.. وها هم الفرسان قادمون لاستقبال الفارس العربي الأصيل بكبر مكانته عندهم وبقدر عطائه اللامحدود، إنها حقاً زيارة النماء والعطاء. فباسم أهالي نجران.. وجبالها.. وشعابها.. ووديانها.. وحواضرها.. وبواديها المتأهبة لمقدم ملك العطاء والإنسانية، وباسم السجناء في نجران الذين يتطلعون إلى اللفتة الأبوية من الوالد الكبير الذي شمل بعطفه ورعايته الكريمة كل أبناء الوطن ليعودوا إلى أسرهم مواطنين فاعلين في مجتمعهم، وباسم كل أهالي نجران نقول: بشرى لنا لهذه الزيارة الكريمة.. فها هي نجران تقف معك يا خادم الحرمين الشريفين تشد من أزرك وتعينك على حمل الأمانة التي أنت أهل لها، وأنت تسير بعزيمة لا تنثني وهمة لا تلين وعطاء لا ينقطع. إنها حقاً زيارة بعثت الأمل في نفوسنا ووحدت القلوب في حب مليكنا الغالي.. حب نجران وأهاليها الأوفياء، وما لنا إلا أن نقول: إن نجران معك يداً واحدة في مواصلة مسيرة الخير والنماء لتحقيق الرفاهية والخير والأمن للمواطنين الذين يبادلونك وفاء بوفاء وحباً بحب، وما لنا إلا أن نوجه أنظارنا صوب نجران الشموخ والعزة والأمل ولنفرح جميعاً بملك الإنسانية ونغني معاً: يا سليل الأمجادي دمت لنا، ولسان حال نجران الأصيلة يقول: هنا على أرض نجران الواعدة ليتجسد الوفاء لأهل العطاء، فافرحي يا نجران الولاء والشموخ فالمجد جاء.. والخير جاء.. والعز جاء.. واستبشري يا رُبى نجران بإطلالة فجر جديد واعد بالخير والنماء بقدوم ملك الإنسانية.. عبدالله بن عبدالعزيز.فأقول أرحب.. أرحب يا سيدي بين أبنائك وأهلك في نجران الولاء والوفاء.