عبدالرحمن الرميح شاب سعودي صمم منزله بطريقه مذهلة، اعتمد على ثقافته الواسعة في الاستفادة من حضارات العالم المشهورة وصمم منزله على ضوئها.. الرميح استفاد أيضا من تخصصه (بكالوريوس زراعة) في إضفاء لمسات رائعة على حدائق منزله؛ ما أكسبه شهرة واسعة في محافظة رفحاء جعلت منه مستشاراً لكثير من الشباب الذين ينوون تصميماً منزلياً منفرداً.. (الجزيرة) زارت الرميح في منزله وخرجت بالتقرير التالي: لم أقلد أحداً بداية أكد الرميح أنه لم يقلد أحداً، وكل ما في الأمر انه يعجب كغيره بما أفرزته الحضارات عبر القرون ويحاكي نماذج أبهرت العالم مثل الاهرامات في مصر والحدائق المعلقة في بابل والطراز الاسلامي (الاندلسي) والنمط المكسيكي الشهير.. (وهكذا أخذت ورقة وقلما وصممت منزلي من الخارج أولا ثم من الداخل، ملبياً رغبة العائلة واحتياجاتنا اليومية، وفعلت كل شيء في مخططي الهندسي. وقال لي المهندس في المكتب الهندسي حينما رأى المخطط: لم تترك لي شيئاً أفعلة باستثناء الجوانب الرسمية منه). وعن سر شهرة منزله قال الرميح: هناك منازل تتخذ نمطاً تصميمياً واحداً وتبدع فيه ثم تلقى القبول عند الناس، أما أنا فحاولت أن أتخذ أكثر من نمط معروف، والحمد لله نجحت في هذه الفكرة بشهادة كثير من الزائرين الذين يتوافدون بشكل مستمر. مضيفاً: والتصميم الخارجي لمنزلي جعلته على النمط المكسيكي بأقواسه المعروفة وكسراته الفنية التي استهوتني، واعتمدت البساطة في التصميم والابتعاد عن المبالغات المكلفة، كما أعجبتني مناظر الأعمدة الرومانية التي تعكس عظمة الحضارات الرومانية التي شاهدتها في عدة دول زرتها فجعلتها تزين منزلي من الداخل عبر أعمدة فنية تتخذ ذات الشكل العالمي، كما استفدت من شكل الأهرامات المخروطية في عدة تصاميم فنية داخل المنزل عبر عدة أماكن. ويؤكد الرميح أن الطراز الإسلامي الأندلسي (الأقواس والقبب) هو سيد الموقف في منزله؛ فهو يعتز جداً بهذا الطراز؛ لذلك جعله الغالب في منزلة. (أما الحدائق المنزلية وحدائق الرمل الخاصة بالأطفال ففكرة الحدائق المعلقة البابلية إحدى عجائب الدنيا السبع هي ملهمتي الأولى إذ استخدمت الأشجار الخاصة بالزينة بالطريقة المعلقة، كذلك الزهور، وأشجار الزينة الداخلية، إضافة إلى الشلالات التي صممتها بطريقة مختلفة نوعا ما عن المألوف بطريقة هرمية ذات تحكم من بُعد وتُخرج أصواتا مائية متميزة). ويرى الرميح أن الديكور الأمريكي يتفوق على نظيره الأوروبي؛ لذلك استعان بإبداعات هذا الديكور الأمريكي عن طريق المطابخ المفتوحة وكاونترات الطعام المكشوفة على غرف الجلوس.. ولم ينس الاستعانة بخشب الباركيه الأرضي - في مكتبه المنزلي الخاص - بدلاً من الرخام والسيراميك والذي يتوزع في أرجاء مختلفة من المنزل؛ لتميزه في العزل والنظافة إضافة إلى جمال منظره. مميزات أخرى وعن الأشياء التي تميز منزله أيضاً أضاف الرميح: التدفئة التي أستخدمها عبارة عن حجر بركاني مصمم خصيصاً لهذا الغرض عبر موقد كهربائي يعمل بنظام التحكم الزمني والتحكم عن طريق درجات الحرارة، وهي فكرة أمريكية الأصل. أما نظام التبريد فهو نظام مركزي. ومن الأشياء التي استعنت بها الأخشاب بأنواعها، ومن أشهرها خشب الزان، كذلك استخدمت طلاء خاصا للأخشاب التي أستخدمها كثيراً في المكاتب الداخلية والمجالس الخارجية، واستخدمت أيضاً الأحجار البركانية وألوانها المختلفة في كثير من الجدران الداخلية. وعن الألوان الغالبة في منزله قال: أنا أفضل اللون الأخضر ودرجاته، وكذلك الأصفر والبني ودرجاته، ولو لاحظت هذه الألوان لوجدتها من البيئة المحلية لرفحاء حيث الصحراء حينما ينهمر المطر ينبت العشب بزهوره الصفراء الزاهية!!. وعن العمالة التي استخدمها في منزله أضاف: والله تعبت في هذا الأمر، فكثيراً ما أستعين بشركات من الرياض أو الشرقية للتصاميم الصعبة، ومعظم خامات منزلي من الرياض ومن الشرقية؛ لأن الديكورات التي أشترط وجودها لا يتقنها إلا عمالة محترفة، وهذا للأسف لا يتوافر في رفحاء!. ومن الطرائف في منزل الرميح - كما رواها لي وشاهدتها - وجود أجهزة كهربائية حديثة في منزلة طاردة للفئران والحشرات، وهي تعتمد الذبذبات الصوتية التي تصيب الفئران والحشرات بقلق شديد؛ لذلك يؤكد الرميح أن الجيران يحمدون له ذلك مؤكّدين أن أقرب فأر يبعد عدة مترات من منازلهم!!. أيضا منزله مؤمن بوسائل حماية مثل وسائل التحكم بالمياه والإنارة وغيرها التي تجعل المراقب في حيرة هل يوجد أحد في المنزل أم لا؛ لأنه يفضل السفر وعائلته طوال الصيف ولا بد أن يحتاط، إضافة إلى وجود أسلاك شائكة خفية وكهرباء على طول سور المنزل.. ويؤكد قائلاً: حتى القطط لا تراها على جدار منزلي (قالها وهو يضحك).