اجتاحت القوات المصرية اليوم آخر معقل إسرائيلي على الضفة الشرقية من قناة السويس، وتقول القيادة العسكرية إن (37) من المدافعين الإسرائيليين قد استسلموا، وقد أخذوا المراسلين الأجانب إلى مسرح المعركة. وفي هذا الأسبوع الثاني يبدو أن القتال على جبهة صحراء سيناء دخل مرحلة من مراحل التعزيز والاستنزاف، وفي نفس الوقت تشجع المصريون اليوم بأنباء انضمام القوات الأردنية المسلحة إلى القتال على الجبهة السورية في الجولان؛ فقد كان ذلك معقد الآمال لأمد طويل. ويوضع في الاعتبار أن الأردن له مشاكل خاصة بسبب خط المواجهة الطويل وبسبب قواته الصغيرة نسبياً، ولو أنها قوات مدربة تدريباً عالياً إلا أن السيد محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام طالب يوم أمس بتوسيع جبهة المواجهة بحيث تفقد إسرائل فعاليتها. وكانت إسرائيل قد خسرت في الأيام الخمسة الأولى من الحرب حسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية: - مائة وعشر طائرات. - أربعمائة دبابة. - ثلاثة آلاف قتيل. - ألف أسير بمن فيهم ثلاثة وأربعون طياراً. - خمسة عشر ألفا من الجرحى. وهذه الخسائر ولو أنها أقل من التقديرات العربية بكثير فهي عالية لدرجة لا قبل لإسرائيل بها. وفي عمّان لم يكشف النقاب عن عدد القوات الأردنية التي أرسلت إلى سوريا، ولكن ذكر على أي حال أن تلك القوات هي من أفضل الوحدات الأردنية التي اختيرت من جيش قوامه خمسة وسبعون ألف رجل، منهم عدد كبير من الجنود البدو الأشداء الذين يعدون من أفضل المقاتلين في العالم العربي. وقال ناطق أردني إن الأردن اتخذ تلك الخطوة بسبب التطورات على الجبهة السورية، وبسبب الاحتياجات السورية، واتخذ الأردن خطوته تلك لا بسبب الأخوة العربية وحدها، وإنما لأن الأردن هو قلب القضية الفلسطينية، واتخذ الأردنيون خطوتهم أيضاً وفاء لذكرى الشهداء الذين قدموا أرواحهم للدفاع عن الأراضي المقدسة وصيانة حريتها ووحدتها. ولم يعد بالإمكان سماع دوي القتال من دمشق، وذلك يعني على حد قول مراسل الإذاعة البريطانية أن القوات السورية قد صدت القوات الإسرائيلية إلى الوراء. وكان السوريون قد ذكروا أن قتالاً عنيفاً يجري على طول خطوط المواجهة. وقد أفادت الأنباء التي وردت إلى العاصمة دمشق بأن القوات السورية تحافظ على مواقعها ومراكزها، وقد سقط العديد من الطائرات حول مدينة دمشق وسقط غيرها في جنوبسوريا.