الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد: فلقد قرر فقهاؤنا الكرام أن النفع المتعدي خيرمن النفع القاصر وقد استدلوا على ذلك بأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله إلى مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام» حديث حسن. وكان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في حاجة الناس يقضيها لهم ويعنيهم على قضائها كما قالت أمنا خديجة رضي الله عنها وفي وصف نبينا صلى الله عليه وسلم «إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق». إننا في الزاد الخيري ببريدة نحاول جهدنا أن نقتدي بسلفنا فنحن في خدمة الفقير والمسكين وذي الحاجة نريد أن نطرد جوعه وأن نروي عطشه وأن نعينه في جميع نواحي الحياة وأن نأخذ بيده حتى نعلمه مهنة أو صنعه أو نحصل له وظيفة نكفه بهذا عن السؤال نفعل ذلك جهدنا وحسب إمكانياتنا كما أننا في خدمة الموسرين ندلهم على الفقير بعد التدقيق والبحث والكشف والتفتيش حتى تقع صدقته موقعها. كما أننا في خدمة الوطن نحاول أن نساهم برفع قدرات الفقراء حتى يغنيهم الله عن السؤال. وقد ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال «ليس المؤمن الذي يبيت وجاره جوعان». في الأمة فقراء لا مورد لهم ونسوة لا عائل لهن وأيتام لا آباء لهم وآباء يتقطعون حسرة على أولادهم بسبب ضيق ذات اليد فإذا وجد هؤلاء فلابد أن يوجد في الأمة من يسد رمقهم ويحل مشكلاتهم وإلا فسوف تزول منا هذه النعم ولا شك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما من عبد أنعم الله عليه نعمة وأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال» وهو حديث جيد. نحن أمة الإيثار لا الإثرة أمة التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. فيجب على كل مسلم أن يدلل ويبرهن على صدقه وصدق إيمانه وهذا الدليل هو الصدقة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم «الصدقة برهان» وهي التي تطفىء غضب الرب وتقي مصارع السوء وبها مرضاة الرب سبحانه وبها يداوى المرضى. فلنحرص على الصدقة جميعاً في وجوه البر ولنواس إخوننا الفقراء ولنطهر أنفسنا من الذنوب بالصدقة. وفي نهاية كلمتي هذه أحب أن أشير إلى أن الزاد الخيري يكفل أسراً كثيرة وأيتاماً قاربوا المائتين بحاجة لدعمكم ومساعدتكم وأسأل الله أن يخلف على الباذلين كأحسن الخلف وصلى الله وسلم على نبينا محمد. * القاضي بالمحكمة الجزئية ببريدة