سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد حمد المالك - حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعقيباً على ما كتبه الأخ حسين الصيخان في الجزيرة عدد 12436 الاثنين 24 من رمضان عن المرأة - حصة بنت عبد الله العقيّل، فأقول مستعيناً بالله تعالى: لقد سقطت ورقة من عائلة أعقيّل في ثاني أيام رمضان المبارك لهذا الشهر الكريم غابت شمس امرأة صالحة صائمة قائمة متصدقة منفقة بيضاء الأيادي هي المتفقِّدة المحتاجين والفقراء .. كم من بيت أسعدته؟ وكم من أُسرة محتاجة دعمتها؟ وكم من مشاريع الخير ساهمت بها؟ نسأل الله لنا ولها القبول .. نعم حملت قلبها همّ كل معوز وفقير، بل وحملته ما لا يطيق حتى توقّف عن النبض وهي رافعة إصبعها لربها موحِّدة له راضية بقضائه .. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.. في إحدى السنوات الماضية اقترح الإخوه أن نقيم في أحد المساجد بقصر ابن عقيّل إفطار صائم وفعلاً تم التنفيذ، فكانت أم عبد الله - رحمها الله - إحدى الداعمين لهذا المشروع الخيري بما تقوم به من تجهيز الإفطار ووضعه في حافظات وإرساله للمسجد وكفّتنا - رحمها الله - الطبخ في المطاعم فنعُم الناس وكل مسلم صائم ومفطر بهذا المسجد بالإفطار وكأنه يفطر في منزله، واستمرت على ذلك مع استمرار هذا المشروع الخيري حتى قبضها الله تعالى. ولقد حضرت جنازتها - رحمها الله تعالى - فرأيت المسجد اكتظ بالمصلين الصائمين رافعين أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى يدعون لها بالرحمة والثبات، بل وتعجّبت من حرص الناس للصلاة عليها فهم حضروا من قريب وبعيد للصلاة عليها وحضروا دفنها والاجتهاد بسؤال الله لها بالثبات .. فأسال الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليها في قبرها بركات دعاء هؤلاء الناس وقبولها عنده وقبول أعمالها خالصة لوجهه الكريم .. نعم سوف يفقدها بقصر ابن عقيّل كل ضعيف ومسكين ويتيم ومحتاج، ولكن هذا ما كتبه الله تعالى على بني آدم فهي أعمار تقضى وصحائف تطوى فرحمك الله يا أم عبد الله (حصة بنت عبد الله العقيّل) وجعل عملك نبراساً يقتدي به كلُّ من أراد فعل الخيرات فهكذا يقاس الناس بأعمالهم وليس بأموالهم أو مكانتهم الاجتماعية فرحمك الله يا أم عبد الله وأسكنك فسيح جناته ولا حرمك دعاء المحبين لك .. هذا والله يرحم جميع أموات المسلمين الذين شهدوا له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة وماتوا على ذلك.