الحزن ملأ القلوب.. والعيون ذرفت الدموع.. وإنا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون.. والموت حق.. وكل نفس ذائقة الموت وهذا قضاء الله وقدره.. بالأمس القريب فقد الوطن أحد أبنائه الأجلاء وأحد الرجال الأوفياء، رجلاً محبوباً، شهماً متواضعاً يحب الخير للجميع، قمة بارزة في دماثة الأخلاق، يساعد الجميع ويقف مع أصحاب الحاجة الذين يلجأون إلى الله ثم إليه في قضاء حاجاتهم، فكم من يتيم مسح دمعته.. وكم من مريض وقف معه وسانده.. وكم من محتاج تكالبت عليه الديون إلا وساعده والشفاعة لهم، بابه مفتوح وقلبه مفتوح قلما نجد يوماً من الأيام باب منزله مغلقاً إلا إذا كان مسافراً خارج الرياض فهو دائماً وأبداً متواجد في مجلسه العامر بمنزله المتواضع بحي عليشة، لقد غيب الموت عنا صاحب السمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود، لقد رحل عنا الأمير الطيب ونحن بأمس الحاجة إلى وجوده بيننا. لقد رحل ونحن ننتظر عودته بفارغ الصبر إلى أرض الوطن سالماً معافى من رحلته العلاجية، لقد رحل عنا ونحن أحوج ما نكون إليه وأمثاله من الأخيار، سعد بن خالد له منزله خاصة لدى الجميع الكبير والصغير، ولدى ممن يعرف هذا الرجل، فهو قريب دائماً من الجميع يحب الخير لهذا الوطن وأبناء وطنه، تربطني بسموه - رحمه الله - علاقة وثيقة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، فعندما كنت أزور الرياض اعتبر زيارة سموه رحمه الله واجبة عليّ، حيث اعتدت على هذه الزيارة له في منزله لأجد مجلسه قد امتلأ بالمواطنين يستمع إليهم ويسأل عن أحوالهم فمكّن ذلك من حبهم له، والحب غريزة ذاتية يغرسها الله بالقلب، فسموه رحمه الله جدير بالتقدير والاحترام من كافه طبقات البشر حاضرة وبادية.. حقاً لقد فقد الوطن أحد رجاله الأفذاذ، وعزاؤنا إلى أبنائه وأسرته، ورحمه الله رحمةً واسعة وأاسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.