قال الله تعالى في كتابه العزيز: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقال جلَّ من قائل: {كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وقال سبحانه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} كتب الله الموت على كل حي غيره سبحانه فقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ}..، وقال {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، إلا أن القلب يحزن والدمع تدمع عند وفاة غالٍ. وقرأت في صحيفة الجزيرة خبر وفاة الشيخ أحمد ابن مفتي الديار السعودية المغفور له الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى.. وقد حزنت كثيراً لموته رحمه الله ولكنها الدنيا وطبعها الفراق. فقد كان طيِّب الخلق دمثاً كثير المروءة كريماً شهماً، وكان يزورنا في مدرسة الأحنف بن قيس، حيث يسأل عن ولديه عبد الرحمن وعبد الملك آنذاك، وكنت مدرساً في المدرسة، أما عبد الرحمن فهو صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وكيل الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ العالم ذو الخلق الفاضل تُقضى على يده للناس حاجات، يستقبلك بابتسامة محبَّبة ويودعك بأحسن منها، وأخوه الدكتور عبد الملك مثله في الفضل وحسن الخلق، وكل إخوانهما كذلك، وإنني أقدِّم لهما وكل آل الشيخ أحرَّ التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل، وقد كنت جاراً لهم عندما كانوا يسكنون الديرة وسط الرياض. رحم الله الفقيد رحمةً واسعةً، وأدخله فسيح جناته وألهم أبناءه وكافة أقاربه الصبر وحسن العزاء.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.