إذا أردت أن تعرف رصيد الحاكم ومكانته لدى شعبه، فانظر ماذا قدم لهم؟ وماذا أعطاهم؟ وكيف يعاملهم؟ الملك عبدالله - أطال الله في عمره - عملة نادرة في عصر سادته لغة التضليل والكذب والتدليس على الشعوب حتى في الدول المتقدمة والمتطورة في الغرب.. الملك عبدالله هو رائد الصراحة في العالم ككل، وفارس الكلمة الصادقة واللغة الواضحة.. تعامل مع شعبه بكل شفافية حتى في القضايا السياسية.. يوضحها لأبناء شعبه عندما يستلزم المقام المقال.. الملك عبدالله أدرك أن المكاشفة والمناقشة مع الشعب هي ضرورة وحاجة تدعيها الظروف العالمية، وهذه رؤية لا يدركها إلا الحكماء والعقلاء الذين منحهم الله رؤية ثاقبة ونظرة بعيدة.. من الملك عبدالله تعلمنا الصدق في كل شيء، والتحدث بكل شفافية وصدق ومنه اقتبسنا الجرأة بكل قوة عندما ندرك أن الموقف يتطلب ذلك بغض النظر عن ردود الفعل العاطفية التي سرعان ما تنتهي.. لقد أدرك الملك العادل أنه لا بد من التصدي لكل خطأ وقطع دابر الانحراف ومسببه.. أصدر توجيهاً تاريخياً بتشكيل لجنة للإصلاح الإداري التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران حفظه الله، وهذه اللجنة ما زالت تعكف على دراسة هذا التوجيه الذي أفصح عنها ولي العهد أثناء افتتاحه المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الإعلام عندما قال: (نعمل مع خبراء دوليين لترجمة توجيهات الملك بمحاربة الفساد والبيروقراطية والمحسوبية). حقيقة هذا التصريح كان محل الامتنان والتقدير للقيادة العليا من قبل المواطنين الذين يدركون تماماً حجم المعاناة والآلام التي يواجهونها من بعض المؤسسات الحكومية ومن يقود إدارتها.. وما الشكاوى والتظلمات التي تقدم أو ترفع للمقام السامي إلا تأكيد لذلك. إن محاسبة المسؤولين لدينا ضرورة لإرساء العدل.. نعم المرض موجود وطبيبه موجود وهو الملك عبدالله وعلاجه موجود وهو النظام والعدالة والقانون الواضح التي لا تجامل أحداً على حساب أحد. ولا تحابي قريباً ولا صديقاً كما كان يفعلها الخليفة المرتضى عنه عمر بن الخطاب مع ولاته وأمرائه ووزرائه.. فساد العدل بين الناس، وعملوا بميزان واحد.. وهذا سيتحقق - بإذن الله - مع الإرادة القوية والعزيمة والإصرار التي أطلقها الملك العادل منذ أن تولى مقاليد الحكم وألقى خطابه الشهير والموجه إلى مواطنيه، وما زالت صدى كلماته تدور في أذهاننا وحقق لنا من المنجزات والخيرات خلال فترة قصيرة جداً ما يجعلنا نتفاءل بالمزيد من الخير والعطاء والنماء.. حفظ الله الملك العادل ووفقه للخير كله وأعانه على تحمل المسؤولية وأن يحيطه ببطانة صالحة صادقة مخلصة.