يتوقع الكثير من الآباء والأمهات أن الاستعداد للعام الدراسي مقتصر على الأدوات المدرسية والملابس الرياضية، ومظهر الطالب وأناقته في ملابسه بشكل عام، وهذا وإن كان من الواجبات الضرورية، ولكن فيه أشياء أهم بكثير من هذه الأمور، وهي مرتبطة بالمناخ الدراسي الذي يجب أن يهيأ له الطالب حتى يتفاعل ويتكيف معه على الوجه المطلوب، فمن منا أخذ من وقته وتحدث مع أبنائه أن العام الدراسي على الأبواب، ففي الوقت الذي نودع فيه الإجازة التي استمتعنا بها وهي وقود ونشاط لبداية عامنا بجد واجتهاد الذي يتطلب منكم أيها الأبناء استغلال أوقاتكم داخل المدرسة وعدم تضييع الفرصة في أشياء لا تتلاءم مع وجودكم الدراسي لأن هؤلاء المعلمين وضعوا لارتقاء بعقليتكم وغرس فيها كل ما يسهم في تعليمكم وتربيتكم، وأن المعلم وحده لا يستطيع أن يؤدي دوره بالشكل المطلوب إلا من خلالكم، فالانتباه له في شرح الدرس يسهل عليكم الإحاطة بالمادة العلمية والتدرب عليها داخل الفصل والمنزل من خلال الواجبات التي عادة يطالبكم بها، ونشعرهم أن المعلم ليس عنده طالب واحد إنما عنده أكثر من ثلاثين طالبا في الفصل، مما يتطلب حضورعقليتكم، وبتركيز دقيق أيضا نشعرهم أن المدرسة قائمة على النظام والتربية، وأن جميع من في هذه المدرسة من مديرين ومدرسين وطلاب فهم إخوة يجب أن نحترمهم ونجلهم ونقدرهم، فالمعلم هو في درجة الأب الذي أفنى حياته من أجلنا مهما بدر منه من تصرف نأخذه بحسن النية، ولا يمنع أن نذكرهم بالظروف الدراسية التي مرر بنا فيها بحياتنا التي فيها احترام للمعلم، ونقول لهم المقولة التي يرددها الآباء (لكم اللحم ولنا العظم) حتى يستشعروا رسالة المدرسة التربوية باحترام وتقدير، وليس كما هو الحاصل الآن ونشاهده من تصرفات تحصل من الطلاب بسبب تشجيع من بعض أولياء الأمور نتيجة لموقف سلبي غير مقصود بدر من أحد المعلمين، وقبل هذا وذاك نركز على الدور والرسالة المطلوبة منهم تجاه دولتهم وأبناء وطنهم وأنها مرتبطة بالتعليم وخصوصا في هذا الوقت الذي لا مكان لنا بين الأمم إلا من خلاله آخذين بالاعتبار أننا أولى من غيرنا فيه باعتبارنا أصحاب رسالة خالدة تسعى إلى إسعاد البشرية في دنياها وأخراها ومتى ما التزمنا بهذا فإن عامنا الدراسي سوف يكون عام خير وبركة، وأن السنوات الدراسية التي ننظر إليها بأنها طويلة سوف تكون سهلة وتمضي بدون ما نشعر بها لأننا عرفنا قيمة التحصيل الدراسي والاستعداد له. والله من وراء القصد..