لا أحد يستطيع أن يلغي أو ينكر دور المرشدة الاجتماعية العظيم في المدارس أو حتى يبخسها حقها، فهي ملجأ كثير من الطالبات بعد الله سبحانه وتعالى وما وجود هذه الوظيفة إلا نتاج السعي الحثيث لمحاولات حل المشاكل التي قد تواجه الطالبة وأحياناً المعلمة والتي قد تكون نتاج الاضطراب في المنزل أو الاضطراب في المدرسة حيث تكون المرشدة الاجتماعية حلقة الوصل بين المشكلة والحل وبين الطالبة وأهلها أو الطالبة والمعلمة فقد تكون هي المعين والملاذ والملجأ بعد الله لدى البعض حيث تسعى لتقريب وجهات النظر ومحو بعض الصور الضبابية عن أعين البعض. ولكن أن تكون المرشدة الاجتماعية ليست موضع ثقة للبوح لها بالهموم والمشكلات التي تواجه الطالبة فما دورها في هذه الحالة سوى أن تزيد الطين بلة والنار حطباً فإن تقوم المرشدة بنشر أسرار طالباتها على الملأ وتخون الثقة التي أعطيت لها فذلك من أقبح الأمور وأشرها، فكم مرشدة فضحت أموراً سترها الله ولعبت دور الشيطان ونقضت عهد الكتمان وخالفت قانون السرية التامة وثرثرت في كل مجلس وهمست في كل أذن وداست على مواثيق الوظيفة التي تشغلها والتي هي عالة عليها وأمنت مكر الله الذي هو خير الماكرين ونسيت مقولة كما تدين تدان ورمتها خلف ظهرها، فكم مرة سمعت بأسرار طالبات خرجت من مكتب المرشدة الاجتماعية دون أن تراعي مشاعر الآخرين ودون أن تأخذ بعين الاعتبار الحزن والصدمة اللذين قد يقطعان أوصال الثقة والأمل في قلب المعني بهما. لا أعلم متى نتعلم مبدأ كتمان الأسرار والسرية الوظيفية التامة؟! لا أعلم متى نأخذ الأمور بجدية حقيقية وليست مصطنعة ونكف عن السذاجة والمزاح؟!! لا أعلم متى نكف عن الضحك على مشاكل الغير والمشي مرحاً فوق جراحاتهم؟!! والذي لا أعلمه حقاً والعلم كله أوله وآخره عند الله، لا أعلم إن كانت المعنية بهذا الكلام ستقرأ مقالي هذا أم لا ولكن أتمنى!!! في النهاية أقول ليست كل الأصابع كبعضها وليست كل المرشدات الاجتماعيات كبعضهن أيضاً فهناك الخير والشر والنور والظلام والعدل والظلم واللين والقسوة والوفاء والخيانة والصدق والكذب والأهم من ذلك هناك.. الجنة والنار. * هناك من يمد يده لغريق كي ينقذه وهناك من يمدها ليزيده غرقاً وموتاً!!