مع قدوم شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، تتوق أنفس البشر إلى فعل الخير وعمل البر بمختلف أنواعه وتعدد مضامينه، فشهر رمضان الكريم شهر الخيرات والطاعات وفيه تصفد الشياطين، فتسمو الأنفس وتصفوا، وتتوق إلى العبادة. إن شهر رمضان فرصة لجميع المسلمين والمؤمنين الصادقين ليتمموا ما نقص من أخلاقهم وما شذ من أفعالهم، فرمضان مدرسة يتعلم منها الجميع، والكل يجده فرصة مناسبة لمراجعة النفس ومعرفة الأخطاء والمحظورات التي يقع فيها بعضنا من غير قصد ولكنها الزلات، والله غفور رحيم.. ولكن لماذا لا يجعل كل منا رمضان مدرسة. * لماذا لا يكون رمضان دورة تدريبية سنوية لتعويد النفس على فعل الخير. * لماذا لا يكون شهر رمضان فرصة لتلقين النفس المعاني الايمانية الجليلة. * لماذا لا يكون رمضان نقطة يتوقف فيها المؤمن لمراجعة نفسه. * لماذا لا يكون رمضان شهر الرحمة والمغفرة ومضة لكي يتعلم منها المرء مسامحة الناس والعفو عنهم. * لماذا لا يكون رمضان نقطة بداية للمرء يبتدئ من خلاله السلوك المعتدل المتوازن المتماثل مع القيم الاسلامية الحنيفة. * لماذا لا يكون رمضان نقطة فصل سنوية يستذكر المؤمن من خلالها ما قدمه من أعمال الخير والمعاصي التي اقترفها. * لماذا لا يكون رمضان حالة إيمانية خاصة يزيد فيها المسلم من رصيد حسناته ويكفر فيه عن سيئاته. * لماذا لا يكون رمضان بداية ومولد عام جديد يتخذ منه الشخص بداية للإلتزام بأوامر الله والبعد عن المعاصي. يجب على المسلم أن يستغل وقته في رمضان للعبادة والطاعة، فطوبى لمن غفر له وفاز في شهر رمضان، والله إنه الفائز في الدنيا والآخرة، ومن العبادات التي يضاعف أجرها في هذا الشهر الفضيل العمرة، كما ورد في الحديث الصحيح: (عمرة في رمضان تعدل حجة)، وكذلك أعمال البر الأخرى من الصلاة والصدقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه). إذاً فإني أوجهها دعوة صادقة عطرة لكل مسلم صادق غيور على دينه أن يجعل من شهر الرحمة والمغفرة والطاعة، معسكراً إيمانياً صادقاً يشحذ فيه جانب الخير والصلاح ويعالج فيه ما وقع من الزلات، وهذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.