تحدث الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافير سولانا أمس عن مرونة محتملة في موقف السودان من مسألة نقل قوة السلام الإفريقية في إقليم دارفور إلى سلطة الأممالمتحدة الذي لا يزال يرفض هذا الأمر حتى الآن. وقال سولانا إثر اجتماع وزراء الدفاع في الحلف الأطلسي إن (تقدماً قد حصل) وإن الرئيس السوداني عمر البشير قبل الآن بعثة من الاتحاد الإفريقي زائد ولكنه لم يشرح ماهية هذه الصيغة (الاتحاد الإفريقي زائد). وكان المفوض الأوروبي لشؤون التنمية لوي ميشال أعرب عن (تفاؤله) بالنسبة إلى نقل مهمة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور (غرب السودان) إلى الأممالمتحدة على الرغم من المعارضة الحالية لسلطات الخرطوم. وقال ميشال للصحافيين في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، إنني متفائل (..)، لقد تأثرت جداً بنوعية الاتصال الذي أجريناه مع الرئيس (السوداني عمر) البشير في نهاية الأسبوع.. وأضاف هناك الكثير من العناصر التي تسمح لنا بالاعتقاد بأننا سنجد البراهين الضرورية لإقناع الحكومة السودانية بالتحرك حيال الموضوع (معارضة نقل المهمة إلى الأممالمتحدة) في مهلة معقولة.. وأوضح ميشال (لكن ينبغي أيضاً أن نأخذ، من جانبنا، مشاكلهم في الاعتبار). وقال إن ممارسة (المزيد من الضغوط على المتمردين الذين لم يوقعوا اتفاق) السلام حول دارفور في الخامس من أيار - مايو 2006، قد يجعل الحكومة السودانية أكثر (مرونة).. وخلص لوي ميشال إلى القول: (الوضع في دارفور يتدهور (..). ومن الواضح أن الاتحاد الإفريقي لا يمكنه في الحالة الراهنة أن يقوم بالعمل دون مساهمة من الأممالمتحدة. وكان ميشال يتحدث بمناسبة أول زيارة لوفد كبير من المفوضية الأوروبية إلى مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا للتباحث بشأن التعاون بين المنظمتين. وكان مجلس الأمن الدولي تبنى الشهر الماضي قراراً بإرسال 17 ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي إلى دارفور ليحلوا محل قوة الاتحاد الإفريقي التي مددت مهمتها حتى 31 كانون الأول - ديسمبر المقبل.. لكن الحكومة السودانية رفضت ذلك مراراً معتبرة أن نشر قوة من هذا القبيل يشكل انتهاكاً لسيادتها ويهدد بتفاقم الوضع في المنطقة. ويشهد إقليم دارفور منذ شباط - فبراير 2003 حرباً أهلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون نسمة. من جهة أخرى أعلنت المفوضية الأوروبية مساء الاثنين منح مساعدة إنسانية جديدة بقيمة أربعين مليون يورور لإقليم دارفور بغرب السودان.. وسيخصص مبلغ 26 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي بالإضافة إلى دعم للأجهزة الإنسانية الجوية التابعة للأمم المتحدة التي تعمل على إيصال المساعدات إلى مناطق لا يمكن الوصول إليها بوسائل نقل أخرى.. وتتزامن هذه المساعدة الجديدة مع الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع ومساء الاثنين وفد من المفوضية الأوروبية إلى السودان ومقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا. وترفع هذه المساعدة الجديدة قيمة المساعدات التي قدمتها المفوضية الأوروبية لدارفور إلى 340 مليون يورو منذ 2004م.