لم يبد رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي أمس الاثنين اهتماماً برد فعل موسكو الصارم تجاه القبض على أربعة ضباط بالجيش الروسي في جورجيا بتهمة التجسس والتي أثارت أزمة في العلاقات بين البلدين. ورفض أيضاً ساكاشفيلي الحليف الوثيق للولايات المتحدة الذي تثير مساعيه لضم جورجيا لحلف شمال الأطلسي ضيق موسكو الإيحاءات بأن تصرفاته تحركها واشنطن. واستدعت روسيا سفيرها في تفليس عاصمة جورجيا وأجلت الكثير من طاقمها الدبلوماسي والعسكري من البلاد وتوقفت عن إصدار تأشيرات دخول لمواطني جورجيا احتجاجاً على القبض الأسبوع الماضي على الضباط الأربعة بتهمة التجسس. وفي تصريحات قاسية على نحو غير مألوف اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول الأحد جورجيا بممارسة (إرهاب الدولة واحتجاز الرهائن). وقال ساكاشفيلي في مقابلة مع صحفيين غربيين في ميناء باتومي على البحر الأسود في وقت متأخر من مساء أمس لا أعتقد أن هذه التصريحات خطيرة، إنه رد فعل مبالغ فيه سببه العصبية التي تسببوا فيها لأنفسهم، وأضاف متحدثا بالإنجليزية (لقد أصبحوا رهائن برامجهم الدعائية). وتشك جورجيا في أن روسيا تسعى لتغيير حكومتها الموالية للغرب والتي وصلت للسلطة عام 2003 وتلقي اللوم عليها في مساندة الانفصاليين في منطقتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وتنفي روسيا هذه التهم. ولمح سياسيون بارزون في موسكو لضرورة اتخاذ روسيا إجراءات أقوى ضد جورجيا لإرغامها على الإفراج عن الضباط المعتقلين، وأشارت معظم الآراء المتشددة إلى أنه إضافة للعقوبات الاقتصادية يمكن استخدام القوة العسكرية. ويبلغ تعداد سكان جورجيا خمسة ملايين نسمة وكثير من العائلات تعتمد على الحوالات النقدية التي يرسلها أقاربهم أو أصدقاؤهم الذين يعملون في روسيا، وتعتمد البلاد أيضاً على روسيا من أجل إمدادات الغاز والكهرباء. وقال ساكاشفيلي إنه لا يعتقد أن موسكو يمكن أن تلجأ للقوة، مضيفا أن جورجيا التي تعيش بالفعل في ظل حظر روسي على واردات النبيذ لا تخشى التعرض لعقوبات اقتصادية أخرى مثل حظر إمدادات الطاقة. وأشار بوتين الذي التقى بمسؤولين أمنيين كبار لمناقشة الأزمة مع جورجيا ضمنياً إلى أن حلفاء جورجيا الغربيين الجدد وأولهم الولاياتالمتحدة شجعوا ساكاشفيلي على مواجهة موسكو في قضية التجسس. وقال بوتين: بعض الناس يعتقدون أن بإمكانهم الشعور بالاطمئنان والأمان تحت حماية الرعاة الأجانب، وتابع في إشارة واضحة لواشنطن يبدو أن هناك قوى متخصصة في إيجاد أزمات جديدة... لتحويل الأنظار عن المشاكل القديمة. ورفض ساكاشفيلي هذه الإيحاءات وقال: بعض الناس قد يعتبرون أن تصرفاتنا شيء منسق من جانب واشنطن، هذا ليس حقيقياً. أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية تماماً أن هذه قضية ثنائية بين جورجياوروسيا.